يلقي ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وأسعار اللحوم والخضروات بظلال ثقيلة على أجواء رمضان في الأردن، رغم عودة الشهر الكريم دون أي إجراءات خاصة كان قد فرضها جائحة كورونا لمدة عامين. .

في جولة في أسواق وسط البلد بالعاصمة عمان، استطلعت “عربي 21” آراء المواطنين حول السيطرة الرسمية على الأسواق، في ظل الزيادات الكبيرة في المواد الأساسية قبل أسابيع من بداية شهر رمضان، مثل: أرز، اللحوم والدواجن والزيوت النباتية والخضروات.

ولجأ المواطنون إلى تقليص قائمة مشترياتهم إلى الأساسيات اللازمة، مطالبين السلطات بـ “فرض رقابة صارمة على الأسواق ورفع ضريبة المبيعات البالغة 16٪ التي يفرضونها على المشتريات لإعفاء المواطنين”.

اقرأ أيضا:

وتحدث تجار في الاسواق لـ “عربي 21” عن ضعف في الحركة التجارية وتراجع في القوة الشرائية مقارنة بالعام الماضي رغم انفتاح كافة القطاعات التجارية وعودة النشاط السياحي.

وامتد الركود إلى زينة رمضان، بحسب ما ذكره التجار لـ ”عربي 21“، حيث قال إبراهيم المعمري، تاجر إكسسوارات في العاصمة عمان، إن “إقبال المواطنين على زينة رمضان هو الأسوأ في 3 مواسم بسبب تراجع القوة الشرائية، وارتفاع أسعار زينة رمضان لأسباب أبرزها ارتفاع رسوم الشحن من الصين بعد جائحة كورونا.

على العكس من ذلك، فقد ازدهرت تجارة الحلويات، وبحسب أيمن المصري، بائع في محل حلويات، “رغم ارتفاع أسعار الدقيق والسكر، فإن سعر كيلو“ القطايف ”يتراوح بين 1.10 – 1.40 دينار. بحسب ما حددته الحكومة.

وكشفت دراسة لجمعية حماية المستهلك الأردني أن الارتفاع تباينت بنسب مختلفة في السلة الغذائية للأردنيين، حيث وصلت إلى: زيوت نباتية 65٪، لبن معالج 8٪، بيض 10٪، سكر 12٪، 8٪. ٪ لبعض أنواع الأرز “.

وقال وزير المالية السابق محمد أبو حمور لـ Arabi21، إن “جزءاً من التضخم الذي حدث يتم استيراده بسبب تداعيات كورونا، إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقف الإمدادات الغذائية، وارتفاع أسعار النفط، مما رفع التكاليف”.

ودعا أبو حمور القطاع الخاص الأردني إلى “تقليص هامش الربح لاستيعاب هذا الارتفاع في الأسعار. أما دور الحكومة فيطالب بخفض الضرائب إلى أدنى حد ممكن لتخفيف مستوى معيشة المواطن الذي تراجع مستوى معيشته بسبب البطالة”. وارتفعت معدلات الفقر واستقرار الدخل، الأمر الذي جعل المواطن من الصعب عليه تأمين احتياجاته الأساسية “.

لمواجهة ارتفاع الأسعار، أعلنت الحكومة عن سقوف أسعار لبعض المواد الغذائية، مثل الدجاج والزيوت النباتية. وبحسب الناطقة باسم الوزارة، ينال البرماوي، “قامت الوزارة بنشر 500 مراقب في الأسواق في جميع أنحاء المملكة لرصد التزام التجار بالحد الأقصى للأسعار، حيث أصدرت الوزارة قرابة 600 مخالفة قبل أسبوعين”.

وقال البرماوي إن “أسعار العديد من السلع عادت إلى الاستقرار والانخفاض في ثاني أيام شهر رمضان بعد اعتدال الطلب وتحديدا الخضار بعد زيادة الكميات الموردة لسوق الخضار المركزي وارتفاع الإنتاج. بعد أن تأثرت المحاصيل قبل أسابيع بموجات الصقيع “.

وتابع: “الوزارة اتخذت سابقاً سقوف أسعار لتحديد السلع التي تشمل الزيوت والدواجن، ونراقب الأسواق يومياً من خلال تعزيز كوادر الوزارة بمراقبين”.

قرر مجلس الوزراء الأردني تفويض الوزراء المعنيين لاتخاذ القرارات المناسبة لضمان استقرار أسعار السلع وضبط أي محاولات احتكار أو مبالغة أو مضاربة والحفاظ على هامش ربح عادل. بما في ذلك السماح باستيراد بعض السلع وتحديد سقوف سعرية لأخرى، ووفقاً للقانون الذي يحكم هذه العمليات في كل قطاع.