أفاد تقرير صادر عن الاتحاد الأفريقي أن كتلته الإقليمية في شرق وغرب وجنوب إفريقيا أكملت قرابة 75 في المائة من التزاماتها تجاه التكامل الاقتصادي.

وكشف التقرير عن نية دول هذه الكتل اتخاذ خطوات مثل جوازات السفر المشتركة والسفر بدون تأشيرة والإقامة المضمونة وتصاريح العمل ومناطق التجارة الحرة.

أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، أن تعزيز التكامل الإقليمي من شأنه أن يحفز التحول الاجتماعي والاقتصادي في القارة.

وقال المسؤول الأفريقي إنه على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في القضايا المتعلقة بحرية تنقل الأفراد، والاتحادات الجمركية، والحواجز الجمركية وغير الجمركية، إلا أن وتيرة التكامل الإقليمي كانت “بطيئة بشكل عام” في بعض المجالات.

وأشار تقرير الاتحاد الأفريقي إلى أن هناك مخاوف من بطء تنفيذ مشاريع البنية التحتية الإقليمية بسبب التحديات المالية.

وأعرب الخبراء عن اعتقادهم بأن القارة الأفريقية تتجه بسرعة نحو التكامل الاقتصادي، على الرغم من حقيقة أن الاتحاد الأوروبي يمثل الكتلة الجيو-اقتصادية الوحيدة الناجحة في العالم حتى الآن.

قال فريدريك جولوبا موتيبي، الباحث الأفريقي في السياسة والشؤون العامة، إن “الضعف المؤسسي وتركيز بعض الدول على الحفاظ على السيادة الوطنية، إلى جانب الافتقار إلى ممرات النقل، يعيقان زيادة التكامل”.

وأضاف أن “المضي قدما في البنية التحتية الرئيسية مثل القطارات المتطورة والسكك الحديدية سيزيد من فرص التجارة بين الدول”، بحسب “الأناضول”.

خطوط نقل مزدوجة

تم بناء العديد من شبكات السكك الحديدية في إفريقيا من قبل الشركات الاستعمارية لربط المناجم بالموانئ، بدلاً من ربط البلدان ببعضها البعض.

تم تعبيد 800 ألف كيلومتر فقط من إجمالي 2.8 مليون كيلومتر من شبكة الطرق في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقًا لتقرير صدر عام 2018 عن بنك التصدير والاستيراد الهندي.

وفقًا للتقارير الاقتصادية الدولية، يتم نقل ما بين 80-90 بالمائة من البضائع في إفريقيا عن طريق البر.

قال إسماعيل بوكانان، كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية بجامعة رواندا، إنه على الرغم من أن إفريقيا لديها القدرة على الاندماج مثل الاتحاد الأوروبي، فقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً.

وأضاف: “يمكننا رسم بعض أوجه الشبه بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي من حيث أهدافهما، ورغم أنهما حققا أهدافهما من خلال تجارب مختلفة، إلا أن التطلعات واحدة”.

تحديات الاندماج

ووفقًا لموتيبي، فإن التحدي الأكبر أمام تكامل إفريقيا هو أن بعض البلدان ترى جوانب التكامل، مثل حرية التنقل والسماوات المفتوحة، على أنها “تهدد سيادتها”.

بينما يأمل الاتحاد الأوروبي في استخدام التكامل الإقليمي لتعزيز السلام، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتحقيق التضامن، وتقوية مكانته الدولية، يقول بوكانان، “لقد كان لأفريقيا نصيبها من الحروب الأهلية والحروب بين الدول الأعضاء”.

وأضاف: “عندما يطبق الاتحاد الأوروبي قانونًا يكون ملزمًا للدول، وقوانين الاتحاد الأفريقي لا تطبق بالمثل من قبل الدول، وعلى الحكومات الأفريقية أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد”.

يشار إلى أن منظمة الوحدة الأفريقية (التي تأسست عام 1963) قد حل محلها الاتحاد الأفريقي عام 1999 كاتحاد قاري يتكون من 55 عضوا.