دعا الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي البرلمان التونسي إلى مواصلة عمله وعدم الالتفات إلى قرار الحل الذي أصدره الرئيس قيس سعيد، لأنه لم يعد الرئيس الشرعي لتونس.

وقال المرزوقي في بيان نشر اليوم على صفحته على فيسبوك: “اليوم مسؤولية البرلمان تجاهل الحل، لأن من أعلنه لا يلزم إلا نفسه، لأنه لا شرعية له منذ انقلابه على الدستور”.

وأضاف: “على البرلمان أن يواصل عمله ويسعى إلى جمع النصاب القانوني لعزل الشخص الذي أثبت أنه لائق لكل شيء إلا أن يكون رئيسًا لدولة مثل تونس”.

وشدد المرزوقي على أن “مسؤولية الجيش والأمن اليوم هي الاختيار الواضح مع من يقفون: مع الدولة، مع الدستور، مع المصلحة العليا للأمة … أو مع رجل يخدع ناخبيه. كذب على الله حنث قسمه قسم التونسيين بشكل غير مسبوق ودمر كل مؤسسات الدولة الحديثة “. لقد أخذ كل الصلاحيات له ولأسرته وأصدقائه، وتفاقمت بفعل رفع مستوى التوتر السياسي وعدم الاستقرار في أزمة اقتصادية تهدد التونسيين لأول مرة في تاريخهم المعاصر بالمجاعة، ناهيك عن الضرر الهائل لها. تسبب في صورة شعبنا وطردنا من نادي الدول الديمقراطية المتقدمة.

وأضاف: “اليوم، مسؤولية القضاء والصحافة ومنظمات المجتمع المدني والشباب والديمقراطيين الحقيقيين هي وقف الانقلاب وملاحقة الانقلاب هو والرباعية الخائنة التي دعمته في خيانته العظمى،” هو السكرتير المسؤول عن حكومة غير موجودة ووزير الداخلية والخارجية والعدل وكل من شارك في هذه المأساة “.

وتابع: “تقع على عاتق الجميع مسؤولية إعادة السيادة للشعب من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية سريعة لضمان استئناف تونس بشكل نهائي بناء دولة القانون والمؤسسات في ظل دستور الثورة الذي يضمن الاستقرار السياسي الذي بدونه لا يكون هناك اقتصادي واجتماعي. والنهضة الثقافية “.

من جهة أخرى، أعلن المكتب السياسي للتيار الديمقراطي، رفضه لقرار الرئيس قيس سعيّد بحل مجلس نواب الشعب، معتبرا إياه خرقا آخر للدستور وتأكيدا قاطعا على نوايا قيس سعيد الانقلابية وميله نحو الاستبداد.

كما أكد التيار الديمقراطي، في بيان له اليوم، عقب اجتماع مكتبه السياسي، رفضه استخدام القضاء والقوات المسلحة لترويع النواب المشاركين في الجلسة العامة، وتضامنه المطلق معهم ومباشرته بتشكيل لجنة دفاع. من شأنها أن تتبنى قضيتهم بكل الوسائل.

وأكد التيار دعمه لقرار مجلس النواب إنهاء عمل الإجراءات الاستثنائية وإلغاء الأمر 117 وتداعياته، وجدد دعمه لحوار وطني هادئ وعقلاني على خارطة طريق تحترم الشرعية الدستورية وتفضي إلى تشريعي ورئاسي مبكر. الانتخابات وفق قانون انتخابي يضمن اخلاق المشهد السياسي وترشيده.

وطالب التيار جميع التونسيين والتونسيين بالانتفاض بكافة الأشكال السلمية والقانونية ضد هذا الانحراف الخطير الذي يهدد باستمرار وتفاقم الفساد وانهيار الدولة وإفلاسها.

من جهته اعتبر حزب العمال التونسي أن حل مجلس نواب الشعب من قبل الرئيس قيس سعيد خطوة ستغرق البلاد في مرحلة جديدة من الصراع على السلطة.

جاء ذلك في بيان للحزب، بعد أن أعلن سعيد حل مجلس النواب (المجمد)، الذي وافق في جلسة افتراضية اليوم، على إلغاء الإجراءات الاستثنائية التي أقرها رئيس الجمهورية في 25 تموز / يوليو.

وقال البيان إن “سعيد أغرق البلاد في المجهول وعمق تبعيتها ودفعها بخطى أسرع نحو الإفلاس، ودفع بالناس إلى مزيد من البؤس منذ أن أعلن الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو / تموز”.

وانتقد الحزب في بيانه عقد جلسة افتراضية للبرلمان المجمد اليوم، معتبرا أنه “يدخل مرحلة جديدة من الصراع مع قيس سعيد”.

وأضاف أن ما حدث اليوم “يرجح أن يكون أخطر من سابقه، وقد يؤدي إلى انقسامات رهيبة وربما نشوب فتنة داخلية تغذيها قوى خارجية وراء مختلف الأطراف المتصارعة لبعض الوقت”.

وحمل الحزب “المسؤولية الكاملة عن النظام الحاكم”، قائلا إنه “أدار ظهره لثورة الشعب ومطالبها الأساسية”.

وكان سعيد أعلن، الأربعاء، حل مجلس نواب الشعب (البرلمان)، معتبرا أن اجتماعه اليوم وإصداره قرارا بإلغاء إجراءاته الاستثنائية “محاولة انقلاب فاشلة”.

أقر مجلس النواب (معلق اختصاصاته)، في جلسة علنية افتراضية، قانونًا يلغي الإجراءات الاستثنائية التي بدأها سعيد في 25 يوليو / تموز، ومنها تجميد صلاحيات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وحل مجلس القضاء الأعلى.

غالبية القوى السياسية والاجتماعية ترفض إجراءات سعيد الاستثنائية وتعتبرها “انقلاباً على الدستور” فيما تؤيدها قوى أخرى وتعتبرها “تصحيحاً لمسيرة ثورة 2011” التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. .

اقرأ أيضا: