أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه من حملة اعتقالات جديدة في السعودية طالت عددًا من القضاة العاملين في المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف والمحكمة العليا في المملكة.

وقال الأورومتوسطي في تصريح صحفي، اليوم الخميس، وأرسل نسخة منه إلى “عربي 21” إنه اطلع على أنباء عن اعتقال جهاز أمن الدولة السعودي لعدد غير محدد من قضاة المحاكم بدرجات متفاوتة خلال أيام قليلة. قبل ذلك، بينما تمكنت من التحقق من أسماء أربعة منهم على الأقل. وفي معظم الحالات، اقتحمت القوات الأمنية أماكن عمل القضاة واقتادتهم إلى جهات مجهولة دون إخبارهم بأسباب اعتقالهم، أو التأكد من اتباع الإجراءات القانونية المناسبة.

وبين أن حملة الاعتقالات طالت قضاة بارزين منهم القاضي “عبد العزيز الجابر” والقاضي “محمد العمري” والقاضي “محمد الغامدي” والقاضي “ناصر الحربي” وآخرين عددهم. أو لا يمكن تأكيد الأسماء.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن السلطات السعودية لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي بشأن حملة الاعتقال أو أسبابها، معربًا عن مخاوفه على مصير القضاة في ظل غياب أي معلومات عن مكانهم أو وضعهم القانوني.

وأشار إلى أن بعض القضاة الذين شملتهم حملة الاعتقال شاركوا خلال العامين الماضيين في إصدار أحكام جائرة بحق بعض معتقلي الرأي، ما قد يشير إلى أن السياسات التعسفية لا تقتصر على المعارضين فقط، بل قد تؤثر على الجميع بغض النظر عن موقفهم. أو نشاط اجتماعي أو سياسي أو ديني.

وقال الأورومتوسطي إنه يخشى أن تأتي الاعتقالات في سياق ممارسة ضغوط للتأثير على هؤلاء القضاة لإصدار أحكام أو قرارات جديدة، أو قد يكونون جزءًا من حملة واسعة لإعادة هيكلة القضاء بشكل غير قانوني، لضمان التنفيذ. لتوجيهات السلطات التنفيذية دون أي معوقات أو اعتراضات محتملة. .

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن أسلوب الاعتقالات الجماعية للقضاة يشبه إلى حد بعيد موجات الاعتقالات للمثقفين والكتاب ورجال الدين والمعارضين خلال السنوات الماضية، حيث تقوم قوات الأمن باعتقالات بأوامر من جهات سيادية عليا، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة في حالات الاعتقال.

وشدد على أن غياب الرقابة القانونية والقضائية على سلوك الجهات التنفيذية في المملكة أدى إلى تحريف حقوق الأفراد، وتعرضهم لمختلف أنواع الانتهاكات والتجاوزات، دون خوف من أي شكل من أشكال المساءلة أو مسئولية.

وطالب المرصد الأورومتوسطي السلطات السعودية ببيان أسباب والتزامات حملة الاعتقال بحق القضاة، والكشف الفوري عن أماكن احتجازهم وظروف احتجازهم، وتمكينهم من التمتع بحقوقهم القانونية الكاملة، لا سيما لقاءهم. العائلات والمحامين.

وطالب السلطات السعودية بالإفراج عن القضاة الذين لم تتم إدانتهم أو ثبتت تهم ضدهم، واحترام هيبة القضاء وخصوصية عمله، وإبعاده عن السياسات التعسفية غير المبررة.