أعلنت السلطات الأوكرانية أن الجيش الروسي أفرج عن عمدة مدينة ميليتوبول المختطف إيفان فيدوروف مقابل تسعة من جنودها الأسرى.

وخطفت القوات الروسية فيدوروف خلال الاشتباكات التي شهدتها المدينة في 11 مارس آذار، بحسب تصريحات رسمية أوكرانية.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأوكرانية داريا زاريفنايا في بيان يوم الأربعاء إن الروس أطلقوا سراح فيدوروف مقابل 9 جنود من مواليد 2002-2003.

طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المساعدة من قادة الدول الأخرى من أجل إطلاق سراح رئيس بلدية ميليتوبول.

مسرح ماريوبول

زعمت أوكرانيا، الخميس، أن روسيا دمرت مسرحا كان يأوي فيه أكثر من ألف شخص في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب البلاد، دون الكشف عن أي معلومات عن عدد القتلى حتى الآن.

ونشر المسؤولون صورة لمبنى المسرح الدرامي الذي دمر قسم في وسطه بالكامل فيما تصاعدت أعمدة من الدخان من تحت الأنقاض. وقال مسؤولون إن قنبلة ألقيت على المبنى من طائرة.

– إيليا بونومارينكو 🇺🇦 (IAPonomarenko)

– شادي القاسم (Shadi_Alkasim)

وقال مجلس بلدية ماريوبول في منشور على تطبيق Telegram: “اليوم دمر الغزاة مسرح الدراما. إنه مكان لجأ إليه أكثر من ألف شخص. ولن نسامح هذا أبدًا”.

قبل أيام من قصف المسرح، أظهرت صور الأقمار الصناعية من شركة ماكسار الخاصة كلمة “ديتي” أو “أطفال” باللغة الروسية محفورة على الأرض على جانبي مبنى المسرح.

ووصف فاديم بويشينكو عمدة ماريوبول الهجوم بأنه “مأساة مرعبة”.

وقال في مقطع فيديو “كان الناس يختبئون هناك”. “قال البعض إنهم محظوظون لكونهم على قيد الحياة، لكن للأسف لم يحالفهم الحظ الجميع”.

وأضاف “الكلمة الوحيدة لوصف ما حدث اليوم هي إبادة جماعية وإبادة جماعية لأمتنا وشعبنا الأوكرانيين. لكنني على ثقة من أن اليوم سيأتي عندما تنهض مدينتنا الجميلة ماريوبول من تحت الأنقاض”.

تعد المدينة هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا لموسكو، حيث تسمح سيطرتها للقوات الروسية بالربط في شبه جزيرة القرم بمنطقة دونباس، وتمنع الأوكرانيين من الوصول إلى بحر آزوف.

وعلى مدار أيام قصفت القوات الروسية المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة، وقطعت عنها إمدادات الطاقة والغذاء والمياه.

وتحاول سلطات المدينة تحديد عدد الضحايا، لكن قصف الأحياء السكنية يعيق مساعيها في هذا الصدد.

أولويات التفاوض في أوكرانيا

وفي سياق آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أولويات بلاده في المفاوضات مع روسيا هي وقف الصراع وتوفير الضمانات والأمن واستعادة السيادة ووحدة الأراضي.

وقال زيلينسكي، في رسالة بالفيديو نشرها فجر الخميس، على Telegram، إن الأولوية القصوى هي حماية الدولة الأوكرانية بشكل حقيقي.

وأضاف: “أولوياتي في المفاوضات واضحة تماما .. إنهاء الحرب والضمانات الأمنية واستعادة السيادة ووحدة الأراضي وتوفير الضمانات وتوفير الحماية الحقيقية لبلدنا”.

طالب زيلينسكي الجنود الروس بإلقاء أسلحتهم من أجل فرصة البقاء على قيد الحياة، معتقدًا أنه سيكون أفضل لهم من الموت في ساحة المعركة.

وأكد أنه بحث يوم الأربعاء مع أصدقاء أوكرانيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، واتفق معهم على اتخاذ خطوات جديدة من أجل السلام.

قال الرئيس الأوكراني إنه شكر أردوغان وترودو على دعمهما لبلاده.

تصويت الأمم المتحدة

أعلن الممثل الدائم للمكسيك لدى الأمم المتحدة، السفير خوان رامون دي لا فوينتي، يوم الأربعاء أنه سيتم تقديم مشروع قرار إنساني بشأن أوكرانيا إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) في الأيام القليلة المقبلة.

ورفض السفير المكسيكي الذي كان يتحدث للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك تحديد موعد لمشروع القرار الذي تعده بلاده بالتعاون مع فرنسا بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا.

على صعيد آخر، قال دبلوماسيون أمميون لوكالة الأناضول إن البعثة النرويجية لدى الأمم المتحدة طلبت جلسة طارئة مفتوحة لمجلس الأمن يوم الخميس لمناقشة الوضع في أوكرانيا.

ولم يصدر تأكيد رسمي على ذلك من بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة التي تتولى بلادها حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر.

وأشار الدبلوماسيون إلى أن مشروع القرار الروسي “المخالف لمشروع القرار الفرنسي المكسيكي المشترك” سيطرح للتصويت في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة.

وأضافت المصادر نفسها أن روسيا تسعى للحصول على دعم حوالي 15 دولة عضو في المجلس لمشروع قرارها.

أكدت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة باربرا وودي، في رسالة بالفيديو على موقع “تويتر”، الثلاثاء، أن بلادها ستصوت ضد مشروع القرار الروسي، واصفة السماح بمروره بـ “الإهانة”.

ويدعو مشروع القرار الروسي “جميع الأطراف المعنية إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير الحماية للمدنيين بمن فيهم النساء والأطفال والعاملون في المجال الإنساني”.

كما يدعو جميع الأطراف إلى “الامتناع عن تعمد وضع أهداف ومعدات عسكرية بالقرب من أهداف مدنية”.

يتطلب إصدار قرارات مجلس الأمن الدولي (15 دولة) موافقة 9 دول على الأقل، بشرط عدم اعتراض أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، وهم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين.

بينما تصدر قرارات الجمعية العامة بأغلبية ثلثي الدول الأعضاء، مما يزيد من إمكانية إصدار مثل هذا القرار في الجمعية العامة.

تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عن أي خطط للانضمام إلى الكيانات العسكرية، بما في ذلك الناتو، والحفاظ على الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.