أعلن الرئيس التونسي، قيس سعيد، بدء حوار وطني يستبعد “اللصوص والانقلابيين”، كاشفاً أن التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة سيكون للأفراد وليس على قوائم حزبية، معتبراً أن الاستشارة الإلكترونية هي الأساس لدستور جديد للحزب. البلد، والتلميح إلى تغيير الهيكل الحالي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات. .

وقال الرئيس سعيد، الأربعاء، في تصريح صحفي بمناسبة إحياء ذكرى وفاة الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، إن الانتخابات التشريعية ستكون على دورتين، كما جاء في المشاورات، حيث يتوقع إجراء انتخابات مبكرة في 17 ديسمبر 2022. وفق خطته السابقة.

وأكد سعيد إطلاق حوار وطني، وستكون المشاورات الوطنية أساسه، وسيتم إعداد دستور جديد قبل موعد الاستفتاء، مؤكدا أنه لا حوار مع من اعتبرهم “لصوص وانقلابيين” في إشارة. إلى الكتل التي شارك ممثلوها في جلسة عامة اتخذت قرارا بإلغاء الإجراءات الاستثنائية.

يشار إلى أن الرئيس التونسي عقد عدة اجتماعات هذا الأسبوع مع المنظمات الوطنية، واستبعدت الأحزاب.

الانتخابات .. هيئة جديدة

وبشأن تنظيم المزايا الانتخابية المقبلة، قال سعيد إن “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ستشرف على الانتخابات المقبلة التي ستجرى لكن ليس بتكوينها الحالي”، دون توضيح.

الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي هيئة دستورية تشرف على الانتخابات منذ أكتوبر 2011، وتتكون من 9 أعضاء “مستقلين ومحايدين ومؤهلين” ينتخبهم مجلس النواب بأغلبية الثلثين ويؤدون واجباتهم لصالح يتم تجديد ولاية واحدة مدتها ست سنوات وثلث أعضائها كل عامين.

التشاور .. أساس لدستور سعيد

وفيما يتعلق بالمشاورة الوطنية، قال الرئيس سعيد في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن “المشاورات الوطنية أساس للحوار، وخلال المناقشة لن ​​أفتن بالرأي”.

وأضاف الرئيس: “بناءً على (الاستشارة) سيتم وضع مسودة تعديل للدستور، ويمكن أن يكون دستورًا جديدًا، ثم نذهب للاستفتاء حتى يكون للشعب الكلمة الأخيرة”.

وبشأن النقاش حول الاستشارة قال سعيد: “بدأنا الحوار مع المنظمات وسيستمر، لكن لا حوار مع اللصوص .. يجب تطهير البلاد بالكامل من الذين عبثوا بقدراتها”.

وأضاف الرئيس التونسي: “سنواجه بقوة كل من يحاول النيل من سيادة الشعب”.

وكان سعيد قد أطلق الاستشارة الوطنية منتصف شهر يناير بهدف “تعزيز مشاركة المواطنين في عملية التحول الديمقراطي”، واستمرت حتى 20 مارس.

وأظهرت نتائج الاستشارة، التي أعلنت يوم الجمعة الماضي، مشاركة ما يقرب من نصف مليون شخص، ورغبة 86.4 في المائة من المشاركين في التحول إلى النظام الرئاسي في البلاد.

تشهد تونس أزمة سياسية منذ 25 يوليو / تموز الماضي، عندما فرض الرئيس قيس سعيد إجراءات “استثنائية” من بينها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار التشريعات بمرسوم رئاسي، وإقالة الحكومة، وتعيين أخرى جديدة.

وتعتبر القوات التونسية هذه الإجراءات “انقلابًا على الدستور”، فيما تعتبرها قوى أخرى “تصحيحًا لمسار ثورة 2011” التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011).

وقال سعيد، الذي بدأ ولاية رئاسية مدتها 5 سنوات في 2019، إن إجراءاته “إجراءات في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر وشيك”.