أعلن الرئيس التونسي، قيس سعيد، بدء سلسلة من المشاورات، تمهيدا لحوار وطني، وفق شروط مسبقة، باستثناء الأحزاب السياسية ذات الزخم الشعبي.

وقال سعيد عن الحوار المزمع عقده إنه “لن يشمل من نهب ثروات الشعب، وما زال يسيء إليها في معيشته، وحكم البلاد لسنوات بعد الثورة، ولن يكون مع من أراد الإطاحة به. الدولة وتفجيرها من الداخل “في اشارة واضحة الى نواب من مختلف الاحزاب. أولئك الذين شاركوا في الجلسة العامة الافتراضية الأخيرة، والتي صوتت بالإجماع لإلغاء جميع الإجراءات الاستثنائية منذ 25 يوليو الماضي.

وبعد لقاءات مع ممثلين عن الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد الوطني للمرأة التونسية ومنظمة العراف وعمادة المحاماة، قال سعيد إن الحوار سيستند إلى نتائج الاستشارة الوطنية.

انطلقت المشاورات الوطنية من قبل سعيد منتصف شهر يناير، حيث أظهرت نتائجه التي أعلنت يوم الجمعة الماضي مشاركة ما يقرب من نصف مليون شخص، ورغبة 86.4 في المائة من المشاركين في التحول إلى النظام الرئاسي في البلاد. .

اقرأ أيضا:

حوار استبعاد الأطراف؟

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان عقب اجتماع رئيس الجمهورية مع الاتحاد العمالي، إن الحوار الوطني سيكون وفق نتائج الاستشارة الوطنية ولن يكون مع من أراد الانقلاب.

من جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، سامي الطاهري، إن “اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية مع المكتب التنفيذي الوطني جاء لتهنئة المؤتمر وتبادل الرأي حول الوضع العام، و لم يكن حوارًا “.

وأكد الطاهري في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك، أنه “لا معنى لأي حوار لا تشارك فيه الأطراف. من هي الأطراف التي ستشارك؟”

من جهته، أكد رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلم، بعد لقائه سعيد، أن “الحوار يشمل أحزابا لم يسبق لها مثيل في العقد الماضي، ولم تتحمل مسؤولية الظروف السيئة. في البلاد.”

اقرأ أيضا:

حوار .. صورتي رسمية

وقال القيادي في حركة النهضة محمد القماني، في تصريح خاص لـ “عربي 21″، إن “الرئيس سعيد يتحدث باستمرار عن حوار لا ينتمي إلى قاموس الحوار”، مضيفاً أن “الرئيس فعل ذلك”. واضحا انه لا يستمع الى احد ولا يتحدث سوى الى نفسه “.

واعتبر القوماني أن الرئيس “غير قادر على الدخول في حوار مع الآخرين وخاصة المخالفين منه”، لافتاً إلى أن الحوار وفق نتائج الاستشارة الوطنية لا معنى له، وعدد المشاركين قليل جداً والجميع. يحجمون عن المشاركة فيه.

وشدد البرلماني التونسي على أن “الحوار مجرد كلمة مع الرئيس، والحوار معروف. ويجب أن يكون تشاركيا ومباشرا. والواضح أن الرئيس لا يعترف بأحد حتى من يجلس معهم من المنظمات التي تؤيد الصورة فقط، ولا توجد دلائل حقيقية على أنه سيذهب للحوار “.

من جهته، قال السياسي المعارض أحمد نجيب الشابي في تصريح خاص لـ “عربي 21″، إن “الرئيس سعيد” اغتصب السلطة “ولا يعترف بأحزاب ولا حوار، لأنه لا يستمع إلى الرأي المعارض”، على حد تعبيره. .

ولفت الشابي إلى أن الرئيس سعيد “سيكون وحده برأيه تحت أي غطاء، وحديثه عن الاستشارة هو دخوله في ذلك. إنه يحاول أن يجد لنفسه توصية وهو لا يستمع لأحد”.

كما دعا عضو دفاع النواب القوى السياسية المختلفة إلى “الاتحاد وتشكيل قوة لمواجهة الانقلاب وإجبار سعيد على التراجع”.

وطالبت المعارضة التونسية بضرورة “تشكيل حكومة إنقاذ وطني، نظرا لخطر الانهيار الذي يعيشه البلد. واليوم محكوم علينا بمواجهة ما يهدد المجتمع، وعلينا تجاوز كل الخلافات”.