أثار الرئيس التونسي، قيس سعيد، جدلًا حول مشروع القانون الذي أقره بشأن الصلح مع رجال الأعمال المتورطين في جرائم اقتصادية ومالية، بعد أن عارضه بشدة قبل توليه رئاسة الجمهورية.

صادق مجلس الوزراء التونسي، مساء الأحد، على ثلاثة مراسيم، من بينها مرسوم بالمصالحة الجزائية بين الدولة ورجال الأعمال المتورطين في قضايا فساد مالي، والتي تعتبر من أبرز وعود الرئيس قيس سعيد منذ إعلانه الإجراءات الاستثنائية في يوليو / تموز. 25.

وقال الرئيس سعيد إن مشروع المرسوم تم اقتراحه “حتى يستعيد الأهالي أموالهم المنهوبة”، مؤكداً أنه “إجراء قانوني معروف .. وبدلاً من وضع المتهم في السجن يدفع الأموال التي تمتع بها بشكل غير قانوني. للشعب “.

وفي كلمة بثتها الرئاسة التونسية على فيسبوك بمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي (1881-1956) الموافق 20 مارس من كل عام، أشار قيس سعيد إلى أن “الأموال ستعود للفقراء والفقراء. وفود فقيرة بعد أن يتم ترتيبها من الأكثر إلى الأقل “. الفقراء، وسيرجع المال إلى أصحابه الشرعيين.

وشدد على أن هذه النصوص القانونية التي نوقشت، الأحد، في عيد الاستقلال، “نصوص تاريخية ولن تبقى على الرفوف، بل ستجد طريقها إلى التنفيذ”، قائلا: “في ذكرى عيد الاستقلال نريد أن اجعل تونس جديدة تقوم على الحرية والعدالة “. .

ويتناقض هذا البيان مع موقف الرئيس التونسي من نفس القانون الذي قدمه البرلمان عام 2017 والذي أشار إليه سعيّد حينها.

وقال سعيد في تصريح سابق لمنظمة “أنا شاهد” في 28 أبريل / نيسان 2017: “تم إعداد مسودة قانون أخرى في السر، وأكثر من ذلك، تم تحضير الرأي العام لقبول هذا المشروع الذي لم نطرح تفاصيله. تعرف على الإطلاق “.

وتابع: “لتكن المصالحة مع الشعب التونسي وليس بين الأحزاب السياسية التي تعد مشروعات القوانين في الخفاء وتحت جنح الظلام.

وشدد قيس سعيد على أنه “في حال إقرار هذا المشروع، ستقام جنازة العدالة في تونس، وسيغادر موكب الجنازة القصر الذي يفترض نظريًا أنه يمثل إرادة الشعب”.

وبعد الإشارة إليه في عدة مناسبات، أصدر سعيد مشروع قانون مصالحة جزائية للمتورطين في الجرائم الاقتصادية والمالية، على أن تصلح الدولة من اتهمهم رئيس الجمهورية بنهب ثروات البلاد وقدراتها والملك العام خلال السنوات الماضية.

يراهن سعيد على مشروع المصالحة الجزائية بهدف استرداد هذه الأموال، واستخدامها لتحقيق مشاريع استثمارية وتنموية في الدولة يرعاها جميع المتورطين في النهب.

وبحسب الرئيس التونسي، فإن رجال الأعمال المتورطين في نهب ثروات تونس مطالبون بتنفيذ مشاريع تنموية في المناطق الفقيرة والأقل حظا، وفق جدول يرتبها تنازليًا، حتى يتولى الأكثر فسادًا المناطق الأكثر فقرًا، حتى تكتمل المصالحة مع الدولة.

وأوضح سعيد مشروعه أن على المتورطين بناء مدارس ومستشفيات وعيادات عامة ومنشآت خدمية حكومية وخلق سبل عيش للعاطلين عن العمل في تونس، من خلال استثمار الأموال المنهوبة لصالح المحليات التي تشكل لجانًا لتحديد احتياجاتهم ومطالبهم التنموية، و ليس لديهم الحق في تحقيق مكاسب وأرباح منه.

ويقدر الرئيس التونسي الأموال المنهوبة في تونس والتي سيتم استردادها بنحو 13.5 مليار دينار (4.8 مليار دولار).