صنع دودة الحرير

صنع الحرير من دودة القز

عادة ما يصنع الحرير في المزارع لتربية يرقات الحرير، حيث تفرز اليرقات الناضجة مادة من غدتين ضخمتين بجوار أعينها، وهذه المادة عبارة عن ألياف طويلة مستمرة على شكل خيوط، متصلة ببعضها البعض بواسطة صمغ سيريسين ينتج عن طريق اثنين الغدد الاخرى حيث يبلغ طول الخيط الذي يلف اليرقة نفسها حوالي (600-900) متر. توضع الشرانق في ماء ساخن أو تعريضها للبخار الساخن لقتل اليرقات بالداخل حتى لا تتلف الخيوط، ثم تنتقل الخيوط المحتوية على مادة السيريسين والتي تسمى خيوط الحرير الخام إلى مرحلة الغزل حيث يتم إزالة هذه الطبقة بالماء والصابون مما يترك خيوط الحرير ناعمة وناعمة ولامعة لا تحتفظ بالأوساخ عليها. يتم عبور دودة القز مع بعض جينات العنكبوت للحصول على خيوط متينة وأقوى بالإضافة إلى مرونتها العالية.
اكتشف إنتاج الحرير من قبل بي موري حوالي 2700 قبل الميلاد، على الرغم من أن السجلات الأثرية تشير إلى أن زراعة الحرير تعود إلى أوائل فترة يانغشاو (5000-3000 قبل الميلاد). في حوالي النصف الأول من القرن الأول الميلادي، وصل إنتاج الحرير إلى كوتان القديمة، وبحلول عام 140 بعد الميلاد، بدأ هذا النشاط في الهند. في وقت لاحق، تم تقديم هذا النشاط إلى أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط ​​ودول آسيوية أخرى. أصبح إنتاج الحرير من أهم الصناعات الحرفية المنزلية في عدد من الدول مثل الصين واليابان والهند وكوريا والبرازيل وروسيا وإيطاليا وفرنسا. اليوم، الصين والهند هما المنتجان الرئيسيان للحرير، ويمثلان معًا أكثر من 60 ٪ من الإنتاج العالمي السنوي.

تاريخ اكتشاف دودة القز

تم اكتشاف دودة القز وبدء صناعة الحرير في الصين في عام 2700 قبل الميلاد، وذلك بفضل اكتشاف هذه الدودة لزيلتس زوجة الإمبراطور الصيني هوانغدي، حيث طلب الإمبراطور من زوجته معرفة سبب وجود أشجار التوت في تضررت حديقته.
راقبت زوجة الإمبراطور أشجار التوت في الحديقة، ومن خلال هذه الملاحظة اكتشفت ديدانًا بيضاء تميل إلى اللون الرمادي، يصل طولها إلى حوالي 7.5 سم، تتغذى على أوراق التوت وتنتج شرنقة لامعة.
تخلصت الإمبراطورة من مجموعة من الشرانق بوضعها في الماء الساخن.
– فكرت Zilch في صنع بعض الملابس من هذا الخيط الرفيع، مما أقنع الإمبراطور بإعطاء جزء من أشجار التوت لتربية العديد من تلك الديدان التي تصنع هذا الخيط، وجمعت Zilch كرات من هذا الخيط الرفيع لإنتاج خيط أقوى ليكون قادرة على النسج، لذا شكرًا لاكتشاف وتصنيع الحرير للإمبراطورة زيلش.
احتفظ الصينيون بسر صناعة الحرير منذ حوالي 3000 عام، واستفادت الصين اقتصاديًا من عملية صناعة الحرير وبيعه إلى الدول الغربية وبلاد فارس وآسيا ودمشق ثم إلى الإمبراطورية الرومانية.
لم يعرف أحد غير الصينيين عن دودة القز التي تصنع الحرير، حتى سمع العالم الغربي في القرن الرابع قبل الميلاد عن دودة الحرير، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول عليها أو حتى رؤيتها، وعندما بدأت بلاد فارس في احتكار كل كمية الحرير من الصين وبيعه بسعر مرتفع للغاية لدرجة أن الإمبراطور الروماني اعترض على دفع هذا المبلغ.
حاول الإمبراطور الروماني إيجاد طريقة لدخول الصين لمعرفة سر صناعة الحرير والحصول على هذه الدودة، من خلال مهمة رهبان اختبأوا واختلطوا بالصينيين حتى تمكنوا من الحصول على مجموعة من بيض دودة القز والشرانق المصنوعة. بالدودة التي أنهت احتكار الصين لهذه الصناعة.
خلال القرن الثالث قبل الميلاد، تعلم الكثير عن طرق تربية ديدان القز. كما عرفوا طريقة إنتاج الحرير وطريقة خروج خيوط الحرير من الشرنقة. انتشرت ديدان القز في العديد من البلدان. العرب المسلمون نقلهم إلى البلدان التي تم فتحها خلال الفتوحات الإسلامية، مثل إسبانيا وجزيرة صقلية.
في القرن الثالث عشر الميلادي، أصبحت إيطاليا مركز صناعة الحرير في أوروبا، وفي القرن السادس عشر الميلادي بدأت فرنسا بإنتاج الحرير وتربية دودة القز، وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي بدأت إنجلترا في صناعة الحرير وأصبحت واحدة من أهم الصناعات فيه.
تطورت صناعة الحرير حتى الحرب العالمية الثانية وانخرطت في العديد من الصناعات مثل صناعة الجوارب والملابس والستائر والمفروشات. كما دخل الحرير ببعض الخيوط الطبيعية والصناعية مما نتج عنه نسيج جديد.

دورة حياة دودة القز

– بيض
بينما تضع إناث دودة القز ما بين 200 إلى 500 بيضة وهي صغيرة الحجم، وبعد عشرة أيام تخرج اليرقات من البيض وتفقس.
اليرقات
تمر اليرقات بمراحل عديدة تصل إلى حوالي خمس مراحل. تكون بداية اليرقات شاحبة وصغيرة الحجم ثم تصبح مشدودة ويوجد قرن على الذيل.
شرنقة
حيث تشرع الدودة في بناء شرنقة حول نفسها من الحرير عبر غددها وتبقى داخل الشرنقة لمدة ثلاثة أسابيع.
فراشة
وهي المرحلة الأخيرة من تلك الدودة التي لا تدوم كثيرًا في الحياة، حيث تتوقف حياتها بعد 5 أيام على الأكثر وبعدها تضع البيض ويكون حجم الإناث أكبر من الذكور.

مواصفات دودة الحرير

تتميز دودة القز بلونها الأبيض المصفر وجسمها الرطب الرطب. كما أن لها قرون على شكل مشط، وزوجين من الأجنحة، حيث تتميز الأجنحة الأمامية بخطوط رمادية عريضة. لكنها لا تستطيع الطيران رغم امتلاكها جناحين. وهي حشرة ليلية تتميز بكون الأنثى أكبر من الذكر، ولكن الذكر يكون أكثر نشاطاً من الأنثى. وفي الختام لابد أن هذه الحشرة قد أثارت إعجابك، معتبرة أن هذا المخلوق الصغير ينتج ما يلبسه السلاطين والأمراء، وينتج ما تحتاجه المستشفيات والأطباء لخياطة الجروح. هذا بالإضافة إلى صناعة مستحضرات التجميل. الحرير الطبيعي باهظ الثمن، ولا يزال هناك عجز في إنتاجه، لذلك هناك حاجة متزايدة لفتح المزيد من المشاريع الحيوانية لتربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير الطبيعي.