في قرية صغيرة محاطة بالجبال الشاهقة، عاش طفل في مساحة واسعة على الرغم من قلة الأرض، ونشأ وهو يحلم ويرغب في استكشاف أسرار قريته ومخلوقاتها. خلال هذه الأجواء الطبيعية، ليس غريباً أن يصطحب البشر الحيوانات، كما هو الحال مع المواطن السعودي نايف المالكي والثعابين في محافظة أدهم غربي السعودية.

“أبو الهلة” حيث يسكن المالكي، قرية بسيطة تستيقظ قبل شروق الشمس لتوفر قوتها اليومي من الزراعة والرعي، واصفة الحياة بأنها لا تخلو من مضايقات، “الزواحف” لم تكن ذات سمعة طيبة لأنها تنتشر هلع وقتل بعض السكان، الشاب السعودي في ذلك الوقت لم يكن يزيد عن الثالثة عشر عندما لفت هذا الشيء انتباهه.

ويقول المالكي في مقابلته مع العربية نت، إنه تعرف على أنواع الثعابين وأسلوب حياتها، مستعينًا بتجربة الأجداد في أساليب الإمساك بها وتقنيات الدفاع. أما بالنسبة للأنواع السامة فقد ظل يراقبها بعناية وبعيون محدقة ومتوقعة، حتى جاءت اللحظة المناسبة لالتقاط الأفعى السامة “السجادة الشرقية” ووصفها بأنها تجربة. من الصعب أن تكون شرسًا وقصير الطول.

حان الوقت لعبور أسوار القرية لكي يتتبع المالكي شغفه بهذه المخلوقات. سافر وتجول في بيئات مختلفة في المملكة العربية السعودية. ورأى أن مرتفعات الطائف، مروراً بمناطق تهامة المعتدلة والرطبة الموازية لسطح البحر جنوباً، تشكل بيئة خصبة للأفاعي بجوار السدود والمناطق العشبية.

الشاب السعودي أدرك أساليب الثعابين، فذكر أنها كائنات غير اجتماعية. تضع الأم البيض وعندما تفقس تغادر وتترك أطفالها، فلا يمكن ترويضها، وبدلاً من ذلك قد تستجيب لحركات معينة وأكثرها تعاونًا هي “الكوبرا العربية”، هناك حاجز صغير بينها الكبرياء والعزة إذا رآه الأخصائي يمكنه أن يكسر شخصيتها ويسهل التعامل معها، مشدداً على أهمية الحذر والابتعاد عنها.

يرى من خلال تجربته أن الثعابين بطبيعتها دفاعية وتتجنب مواجهة البشر، لكنها تبحث عن الطعام، لذلك من الضروري تنظيف المنازل وإغلاق الثقوب وتسرب المياه. يجلب المالكي أدوات السلامة، لكنه لا ينسى لدغة أفعى “السجادة الشرقية” السامة التي قرصتها وتلقيت المساعدة الطبية.

يعمل المالكي مع مراكز الأمصال على استخراج السموم من الثعابين من خلال المضادات الحيوية ومن ثم إعادتها إلى الطبيعة، في إشارة إلى الأنواع الخطرة والسامة في المملكة العربية السعودية، مثل “الكوبرا العربية” و “الخبيث الأسود” و “الأفعى النفاثة”. “. أما الأنواع غير السامة أو ضعيفة السمية مثل “شجرة أبو سيور” و “أبو عيون” (الكوبرا الزائفة) و “ثعبان الصخور”.