أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء قرار الرئيس التونسي قيس سعيد حل البرلمان، والذي علقه العام الماضي بعد أن طعنه نواب في التصويت لإلغاء المراسيم التي استخدمها لمنحه سلطات شبه مطلقة.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الذي قال للصحفيين إن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين التونسيين مرارًا وتكرارًا أن أي عملية إصلاح سياسي يجب أن تكون شفافة وشاملة.

ووافق البرلمان التونسي، الأربعاء، في جلسة افتراضية عامة، على قانون يلغي الإجراءات الاستثنائية التي أطلقها رئيس البلاد قيس سعيد في 25 يوليو، ومنها تجميد اختصاصات المجلس وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وحل مجلس القضاء الأعلى. .

وبعد ساعات أعلن سعيد حل مجلس النواب “حفاظا على الدولة ومؤسساتها”، معتبرا أن جلسة مجلس النواب وما صدر عنها كانت “محاولة انقلابية فاشلة”، بحسب خطاب متلفز.

بدورها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء قرار الرئيس التونسي قيس سعيد حل البرلمان، داعية جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى مزيد من التوتر السياسي.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.

وقال دوجاريك “علمنا بقلق القرار الذي تم اتخاذه بشأن حل البرلمان”.

وأضاف “نحث جميع الأطراف التونسية على الامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى مزيد من التوتر السياسي في البلاد”.

بدأ الرئيس التونسي قيس سعيد سلسلة من الإجراءات الاستثنائية منذ 25 يوليو الماضي، حيث أعلن تجميد اختصاصات مجلس النواب، ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة الدستور، وإصدار التشريعات بمراسيم رئاسية، ورئاسته. على النيابة العامة، وإقالة الحكومة واستبدالها بأخرى غير مصدق عليها. من قبل البرلمان.

أكد رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي أنه تم استدعاء أكثر من 30 نائبا للمثول أمام فرقة مكافحة الإرهاب بالقرجاني، بحسب تصريحاته لقناة الجزيرة.

وجاءت هذه الخطوة على خلفية توجيه وزيرة العدل ليلى جفال طلبًا للنائب العام بمحكمة الاستئناف بتونس لتفويض النائب العام بفتح الإجراءات القضائية اللازمة ضد عدد من النواب في البرلمان بتهمة ارتكاب “جرائم”. من أجل التوصل إلى اتفاق “بقصد” التآمر على الأمن الداخلي للدولة “.

وقال رئيس كتلة النهضة، عماد خميري، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، “استُدعيت قبل فترة وجيزة للمثول أمام فرقة مكافحة الإرهاب في القرجاني”.

وتساءل النائب: “لأننا طالبنا بالالتزام بالدستور وحذرنا من انتهاك القوانين وسعينا للعودة إلى المسار الديمقراطي وترسيخ دولة المؤسسات، فهل نتعامل على هذا النحو كممثلين منتخبين للشعب ؟!”

من جهته قال النائب وليد جلاد عن حركة “تحيا تونس” إنه تلقى استدعاء للمثول غدا الجمعة أمام فرقة مكافحة الإرهاب.

في 22 سبتمبر، قرر سعيد تعليق العمل بمعظم مواد الدستور، وكذلك الاستمرار في تعليق عمل البرلمان، وإلغاء امتيازات أعضائه، وتعطيل عمل بعض الهيئات الدستورية.

وتفاقمت الأزمة السياسية في تونس بعد أن أعلن رئيس الجمهورية، في 13 ديسمبر، تنظيم الانتخابات التشريعية وفق قانون انتخابي جديد في 17 ديسمبر 2022، وطرح مسودة تعديلات دستورية لصياغة دستور جديد للاستفتاء في يوليو المقبل.