انتقد قيادي في الحركة الشعبية الرئيس التونسي قيس سعيد، واصفا تنظيمه للاستشارة الوطنية بـ “الاختيار السيئ”، فيما اعتبر الاتحاد الفلاحي ثالث أكبر منظمة عمالية في البلاد أن أزمة الغذاء التي تهدد البلاد سببها. من خلال “سياسات سعيد الخاطئة”.

وأشار النائب التونسي سالم الأبيض إلى أن السلطات الرسمية منعت عددا من قيادات الأحزاب بموجب إجراء أمني مثير للجدل، على الرغم من علم رئيس الجمهورية بالأمر.

وقال الأبيض القيادي في الحركة الشعبية التي اشتهرت بمواقفها الداعمة، إن المشاورات الوطنية التي أطلقها الرئيس سعيد “لا تمهد لبناء مشروع سياسي”.

واعتبر في مقابلة تلفزيونية، مساء الأربعاء، أن الرئيس سعيد استبدل شرعيته الانتخابية التي بلغت 72 بالمئة في انتخابات 2019، بما وصفه بشرعية الاستشارة الوطنية، حيث مثلت نسبة المشاركة 7 بالمئة من عدد الناخبين في تونس.

حظر السفر رغم علم الرئيس

وأضاف القيادي في الحركة الشعبية المؤيدة للرئيس سعيد أن الأمين العام للحركة زهير مغزاوي والقيادي هيكل المكي يخضعان لتدبير أمني يمنعهما من السفر، مشيرا إلى أن قيادات الحركة تواصلوا معها. السيد الرئيس في هذا الصدد، لكن الإجراءات الأمنية ظلت سارية لدى السلطات التونسية.

اقرأ أيضا:

تحذير من مجاعة

وفي سياق متصل، حذر المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في بيان له، الأربعاء، من خطورة المخاطر التي تواجهها تونس حاليا بسبب “صعوبة إمداد التونسيين بالطعام وتأمين طعامهم، إذ إن نتيجة تداعيات الحروب الخارجية والأوبئة الطبيعية وتقلبات الأسواق العالمية “.

واعتبر بيان اتحاد الزراعة، ثالث أكبر مجموعة عمالية، أن الأزمة مثلت “نتاجا طبيعيا لخيارات سياسية خاطئة دمرت قطاع الزراعة وصيد الأسماك”.

وجدد المكتب التنفيذي للاتحاد دعوته لضرورة “وجود إرادة سياسية صادقة وواعية بأن إنقاذ هذا القطاع الاستراتيجي والمراهنة عليه يمثل إنقاذ البلاد من الجوع والفقر وتحقيق السيادة الغذائية لتونس وتحصين الوطن. الأمن والاستقلالية في إطار نهج تشاركي وجهد جماعي ورؤية استشرافية “.

عجز التوازن الغذائي

وفي السياق ذاته، أعلن المرصد الزراعي الوطني (حكومي)، الأربعاء، عن تسجيل عجز تجاوز 25 بالمئة في ميزان تجارة المواد الغذائية، الشهر الماضي.

وبحسب بيانات المرصد، سجل ميزان تجارة المواد الغذائية عجزا قدره 128 مليون دولار خلال شهر فبراير، مقابل عجز قدره 36.57 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021، ليرتفع معدل التغطية إلى 74.6 في المائة مقابل 83.3 في المائة في. 2021.

وبحسب بيانات رسمية، ارتفعت نسبة عجز ميزان تجارة المواد الغذائية إلى إجمالي عجز الميزان التجاري بنسبة 4.9 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، من 9.5 في المائة إلى 14.5 في المائة.

يشار إلى أن إجمالي العجز في الميزان التجاري سجل في فبراير 2022 ارتفاعا بنسبة 38٪ ليصل إلى 887.76 مليون دولار مقابل 643.24 مليون دولار في عام 2021.

تمر البلاد بأزمة سياسية، منذ 25 يوليو الماضي، على خلفية اتخاذ الرئيس قيس سعيد قرارات وصفت بأنها انقلاب على الدستور وديمقراطية البلاد، وتجميد صلاحيات البرلمان، وإصدار التشريعات بمرسوم رئاسي، وإقالة الحكومة. وتعيين أعضاء جدد.


وتفاقمت الأزمة السياسية في تونس بعد أن أعلن رئيس الجمهورية، في 13 ديسمبر، تنظيم الانتخابات التشريعية وفق قانون انتخابي جديد في 17 ديسمبر 2022، وطرح مسودة تعديلات دستورية لصياغة دستور جديد للاستفتاء في يوليو المقبل.