قالت منظمة يمنية، الجمعة، إن مجزرة جمعة الكرامة التي ارتكبها مسؤولون حكوميون سابقون وأفراد عام 2011 كانت من أفظع المجازر في اليمن، داعية إلى محاكمة المتورطين فيها.

جاء ذلك في بيان صادر عن منظمة “سام” للحقوق والحريات ومقرها جنيف، في الذكرى الحادية عشرة لمجزرة جمعة الكرامة التي راح ضحيتها نحو مائتين و 45 شابا من ثورة فبراير ضد نظام صالح.

وأكدت المنظمة في بيان تلقت نسخة منه موقع عربي 21، أن سياسة “الإفلات من العقاب” المتبعة بحق المتورطين في قتل شباب الثورة اليمنية، ساهمت في تعميق آثار الانتهاكات طوال سنوات الصراع في اليمن. اليمن.

وأضافت أن مجزرة جمعة الكرامة كانت من أكثر المجازر دموية التي شهدها اليمنيون خلال ثورتهم، مشيرة إلى أن أحداث ذلك اليوم الدامي وقعت عندما قتل مسلحون تابعون للرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح” في 18 مارس 2011 على الأقل. 45 مدنيا وجرح أكثر من 200 آخرين دون تقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة حتى يومنا هذا.

وبحسب منظمة سام، فقد أثبتت التحقيقات الحقوقية والميدانية بما لا يدع مجالاً للشك أن أكثر من 11 مسؤولاً حكومياً من النظام السابق متورطون بشكل مباشر في هذه المجزرة، بالإضافة إلى 78 من أفراد الأمن الآخرين دون السعي لتحقيق العدالة من هؤلاء الأشخاص.

وتابعت: خلال فترة حكمه، عطل علي عبد الله صالح كل الجهود الهادفة إلى عرض المخالفين على القضاء، حيث أقال النائب العام عبد الله الألفي، الذي كان حينها مكلفًا بالتحقيق في الجريمة بعد أن أمر إحالة المتهمين – بما في ذلك المسؤولين الحكوميين – للاستجواب.

وأكدت “سام” في بيانها أن الجناة لم يخضعوا للاحتجاز أو التحقيق.

وأشارت المنظمة إلى أن هناك عدة عوامل ساعدت في تعزيز سياسة الإفلات من العقاب ؛ الأولى كانت من خلال مجلس النواب اليمني، الذي أصدر في ذلك الوقت قانونا يعفي علي صالح وركائز حكومته من المسؤولية الجنائية عن الجرائم التي ارتكبت خلال فترة رئاسته.

في أواخر عام 2011، أقر مجلس النواب اليمني الحصانة القانونية لصالح وعدد من المسؤولين الموالين له، من أي ملاحقة قضائية على جرائم ارتكبت خلال فترة حكمه للبلاد.

العامل الثاني، بحسب التنظيم اليمني، يكمن في “غياب الإرادة الحقيقية للحكومة اليمنية بعد الثورة على مباشرة الإجراءات الجنائية وتفعيل المحاسبة الجنائية ضد المسؤولين الذين نفذوا هذه المجزرة وغيرهم”.

وعزت المنظمة العامل الثالث الذي ساعد على الإفلات من العقاب، “بغياب النظام القضائي اليمني وعدم قدرته على مناقشة هذه القضايا نتيجة ضعف مكوناته وعدم إلزامية قراراته”.

وأوضح بيان منظمة “سام” أن غياب المساءلة والإفلات من العقاب ساهم بشكل كبير في انقلاب 21 سبتمبر 2014 بقيادة مليشيا الحوثي، والذي أدى إلى تقويض مؤسسات الدولة والقضاء على تطلعات الشعب اليمني. الذي غادر في 11 فبراير 2011 وخرق التوافق السياسي المتمثل في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

واختتمت المنظمة بيانها بالتأكيد على أن الملاحقة القضائية المحلية والدولية هي الضامن الأساسي لوقف الانتهاكات التي طال أمدها في اليمن.

“يتم الالتزام بها في وضح النهار”

من جانبه قال توفيق الحميدي رئيس منظمة سام إن مجزرة جمعة الكرامة تشكل عنوانا كبيرا في بيت حقوق الإنسان.

وتابع حديثه لـ “عربي 21”: “إنه يشكل نموذجًا واضحًا للإفلات من العقاب على جريمة ارتكبت في وضح النهار، وتفاصيلها الجنائية تُنقل عبر القنوات التلفزيونية”.

لكن وبحسب رئيس منظمة حقوق الإنسان “سام”، فإن النظام عمل على محو الجريمة والتلاعب بحقوق الضحايا من خلال ضبط المؤسسات القضائية، حيث كانت الخطوة الأولى التي اتخذها النظام السابق هي تغيير النائب العام في ذلك الوقت. زمن.

وهاجم الحميدي الأحزاب اليمنية ومجلس النواب الذي اتهمه بالمساهمة بالموافقة على إصدار قانون عفو ​​من مجلس النواب لأسرة صالح وفق المبادرة الخليجية.

وقال: “من المهم جدا أن تبقى هذه القضية، وأن تتحرك حتى دوليا، خاصة في ظل عجز النظام القضائي اليمني عن تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المجرمين”.

كما أعرب عن أسفه لفقد مجزرة جمعة الكرامة بريقها ووجودها هذا العام، والتي شكلت حالة مفصلة في التاريخ الثوري والسياسي اليمني.

“نظام دموي”

وفي هذا السياق، قال الصحفي والناشط الشاب اليمني عبد الجبار نعمان، إن مجزرة الكرامة كشفت الصورة الحقيقية للنظام الدموي الذي طالب الشباب الأعزل بمغادرته ليعيش في حرية وكرامة ودولة ذات سيادة. والنظام والقانون … كل ما كان عليه أن يفعله هو توجيه الرصاص إلى صدره.

وأضاف نعمان في تصريح لـ “عربي 21″، أن إحياء ذكرى جمعة الكرامة يشكل حافزاً لنا لمواصلة مواجهة مليشيات الحوثي، التي سهل نظام صالح الوصول إلى العاصمة صنعاء وباقي المدن اليمنية. محاولة للانتقام من ثورة فبراير.