مشاكل الحرية كما سنتحدث عن كل مشاكل الحرية والمعنى العام للحرية ومعوقات الحرية في الإسلام ومشكلة الحرية في الفلسفة الوجودية. كل هذه المواضيع ستجدها من خلال هذا المقال.

مشاكل الحرية

لقد أثيرت مشكلة الحرية بشكل عاجل بعد التطورات الحاسمة التي نتجت عن التقدم الصناعي الحديث، وبعد التغيرات الجوهرية التي حدثت في العلاقات الاجتماعية نتيجة هذا التقدم. كانت الاستجابة المباشرة التي ظهرت في نفس الفترة من التطور السريع، أو في الفترة التي أعقبت ذلك مباشرة، هي دعوة الإنسان لاستعادة حريته بعد أن فقدها في حياته الصناعية الجديدة، وقد اتخذت هذه الدعوة العديد من المفكرين التجلي. من الفلسفة المنظمة التي تمتد في تطبيقها إلى جميع جوانب الحياة.
نستطيع أن نقول إن المشكلة الحضارية الكبرى في الفترة التي أعقبت ما يسمى بـ “الثورة الصناعية” هي مشكلة العلاقة بين الحرية والتنظيم، وما إذا كانا متناقضين. أي أن إحدى الفكرتين لا يمكن تصورها بدون الأخرى. وحول هذه المشكلة يدور – في الوقت الحاضر – أقوى صراع فكري بين رأيين، أحدهما يؤكد أن الحرية لا تتوافق مع التنظيم، والآخر يؤكد أن الحرية لا يمكن تحقيقها إلا إذا كان هناك نوع من التنظيم في المجتمع. درجة حماسها له ومدى تمسكها به.

المعنى العام للحرية

الحرية هي التحرر من القيود التي تقيد الطاقات البشرية والإنتاج، سواء كانت قيودًا مادية أو قيودًا أخلاقية. وتشمل التخلص من عبودية الإنسان أو الجماعة أو النفس، والتخلص من الضغوط المفروضة على الإنسان لتحقيق غاية.

معوقات الحرية في الإسلام

الحرية في الإسلام لا يُنظر إليها إلا على أنها قيد ؛ لأنها لا تستند إلى قيود، بل هي معنى لا يتحقق في الوجود إلا بالقيد. تتحرر أهوائه، وليس عبدًا لشهواته، بل سيد نفسه.
وإن كان الحر هو الذي يسيطر على نفسه ولا يذل ولا يرفض أن ينزع حقه، فإنه لا يهاجم أحدا ؛ لأنه يتحكم في نفسه في الأهواء والشهوات.
الحرية الحقيقية لا يمكن تصورها على أساس القيود والضوابط، لأن نقطة البداية هي تقييد من ناحية أخرى، لذلك من يتخيل الحرية أو يفسرها على أساس القيود الإنسانية والأخلاقية مخطئ.
الحرية في كل فلسفة لها مفهوم، وفي الفكر الإسلامي لها أدق مفهوم وأعمق محتوى. الحرية بمعناها الشامل القائمة على حماية حريات الآخرين في مفهوم الشريعة الإسلامية هي القدرة على فعل كل شيء دون الإضرار بالآخرين.
يأتي مفهوم الحرية في الفكر الإسلامي من فرضية أن الإسلام أشار إلى تحرر الفرد من كل خوف وتمجيد فوق الشرك بالله، فجاء الإسلام لتحرير الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، و كان تحطيمًا للشرك والإلحاد، ومصباحًا ساطعًا لتحرير الإنسان من إذلال العبودية.
تعتبر الأحكام الواردة في الشريعة الإسلامية من أعظم أشكال ممارسة الحرية. وهي مكفولة في الإسلام ما لم تحرض على الشر أو تنشر الشرك والإلحاد، وما دامت تحقق السلام والأمن للجميع والصالح العام لأفراد المجتمع الواحد.

مشكلة الحرية في الفلسفة الوجودية

يقول سارتر دائمًا أن الحرية مصير الإنسان. يُحكم على الإنسان بالحرية لأن الحقيقة البشرية لا يمكن تعريفها إلا ضمن حدود الإمكانية والحرية. في الحقيقة، حرية الإنسان شيء “رهيب” لأنها مطلقة وغير مشروطة. لا يمكن للإنسان أن يختار بين أن يكون حراً أو لا، لأن الحرية هي جوهره وجوهره.
إنه ليس كائنًا تتحكم فيه القوى اللاواعية للنفسية، كما يظهر في نظرية فرويد.
كما أنه ليس كائنًا تتحكم فيه القوى الاجتماعية والاقتصادية، كما هو موضح في نظرية ماركس للتاريخ. على العكس تماما؛ في فلسفة سارتر، الإنسان هو ما يفعله، أي أنه حرية خالصة.
لا حرية إلا التي يملكها الفرد سواء كان حرا شاء أم لا. يجب على الشخص أن يختار ؛ حتى لو رفض الاختيار، فقد اختار ألا يختار. عندما يتنازل الإنسان عن حريته لهيئة أو مؤسسة أو مجتمع كما هو الحال في المجتمعات العربية والإسلامية فإنه يمارس حريته في قبول حالة الذل والرق والاضطهاد.
وفقًا لسارتر، يثبت الإنسان وجوده من خلال العمل. الفعل هو محاولة لتغيير الوضع الحالي، ولا يعتبر أي سلوك من قبل الإنسان فعلًا. قد نرى كرسيًا يسقط أو ينزلق شخصًا. لأن الفعل هو القدرة على تغيير المواقف التي تؤثر على عالم الكائنات، وقد يتم تضييق نطاق الفعل أو توسيعه، فقد تكون تحية عابرة أو قد تكون معركة يكون فيها سكان مدينة بأكملها قتل. لا ينظر سارتر إلى قيمة الفعل ونتائجه. بل ما يهمه هو أن العمل يأتي من حريتنا وإرادتنا. الفعل البشري يفترض الحرية وهو تعبير عنها. ويختتم سارتر بالقول إن الحرية ليست مجرد صفة من سمات الوجود الإنساني، بل هي أساس هذا الوجود، وقد يحاول الإنسان الهروب من حريته ومسؤوليته، فهو يحاول أن ينكر نفسه ويرفض وجوده لنفسه، بحسب لتعبير سارتر، ويسعى لتوهم نفسه بأنه شيء، وشيء مثل بقية الأشياء، لكن هذا الشعور يسمى “سارتر” بخداع الذات أو بالسوء. تجعد. يتسع مفهومه للحرية ليشمل الشعور والعاطفة بالإضافة إلى الفكر والوعي، ولا توجد شروط لتحديد أي الأفعال أفضل من غيرها إلا مدى انبعاثها من حرية الفاعل، وليس هناك ما هو أسوأ من حالة التملص من المسؤولية والتنازل عن حريتها عندما تقبل كل ما هو جاهز ومُعطى لها.