حثت وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة الحكومات على اتخاذ إجراءات فورية لخفض استهلاك النفط العالمي في غضون أشهر، وسط مخاوف بشأن الإمدادات من هجوم روسيا على أوكرانيا.

وقالت الوكالة إن المقترحات العشرة الواردة في تقريرها، بما في ذلك زيادة العمل عن بعد وخفض حدود السرعة، يمكن أن تخفض الاستهلاك في الاقتصادات المتقدمة “بمقدار 2.7 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الأربعة المقبلة”.

أدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع شديد في أسعار الوقود ودفع الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة وكندا إلى فرض عقوبات على روسيا من خلال حظر واردات النفط.

في ضوء التهديد بأن إمدادات النفط الروسية قد تنخفض أكثر، “هناك خطر حقيقي من أن الأسواق قد تنكمش أكثر وأن أسعار النفط سترتفع بشكل كبير في الأشهر المقبلة” في وقت يدخل فيه العالم موسم ذروة الطلب، وفقا للوكالة.

وخلص التقرير إلى أن زيادة المعروض من الخام “لن تنجح في تخفيف الضغوط القائمة”.

وبدلاً من ذلك، قالت الوكالة، يمكن خفض الطلب في أكثر اقتصادات العالم تقدمًا، والتي تمثل “حوالي 45٪ من الطلب العالمي على النفط”.

وبناء على تقديراتها فإن الإجراءات التي اقترحتها الوكالة بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية يمكن أن تخفض الاستهلاك بين هذه الدول بمقدار 2.7 مليون برميل يوميا، علما أن الدول المعنية تستهلك حاليا ما بين 44 و 45 مليون برميل يوميا.

وتستهدف خطة النقاط العشر، التي يمكن للحكومات تنفيذها، النقل، الذي يمثل “غالبية الطلب على النفط”.

تشمل المقترحات خفض الحد الأقصى للسرعة، والعمل من المنزل ثلاثة أيام في الأسبوع، ووقف استخدام السيارات يوم الأحد، وخفض تكاليف النقل العام وزيادة استخدام القطارات للرحلات الطويلة بدلاً من الطائرات.

وغذت هذه المخاوف الارتفاع المستمر في أسعار النفط، الذي استمر يوم الجمعة مع إحراز تقدم ضئيل في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مما أثار مخاوف من تشديد العقوبات وتعطيل إمدادات النفط لفترة طويلة.

شجب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب صارم يوم الخميس، “الخونة والحثالة” في الداخل الذين ساعدوا الغرب، وقال إن الشعب الروسي سوف يبصق عليهم مثل البعوض، مما يزيد من توتر السوق بشأن إطالة أمد الصراع.

وقفزت العقود الآجلة لخام برنت 2.43 دولار، أو 2.3 بالمئة، إلى 109.07 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:41 بتوقيت جرينتش، بعد ارتفاعها نحو 9 بالمئة أمس الخميس، في أكبر زيادة بالنسبة المئوية منذ منتصف 2020.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.75 دولار أو 2.7٪ إلى 105.73 دولار للبرميل بعد قفزة بنسبة 8٪ أمس.

كان سبب التقلب على مدار الأسبوع هو نقص الإمدادات الناجم عن العقوبات المفروضة على روسيا، والمحادثات النووية المتوقفة مع إيران، وتضاؤل ​​مخزونات النفط والمخاوف من أن يتضرر الطلب بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين.

وقال محللون إن خطاب بوتين، وتصريحات المتحدث باسم الكرملين، التي قال فيها إن التقرير الذي يشير إلى إحراز تقدم كبير في محادثات السلام غير صحيح، ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي بوتين بأنه “مجرم حرب”، كلها أدت إلى موجة شراء يوم الخميس.