ما هي أركان الإيمان

صورة مقال ما هي أركان الإيمان
إن أركان الإيمان ستة، وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وقد ورد خمسة أركان منها في القرآن الكريم في الآية (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: آية 136] وذكرت السنة النبوية الشريفة الركن السادس في الحديث الشريف (قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بًالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بًالقدر خيره وشره. قال: صدقت)[١]


الركن الأول: الإيمان بالله

الإيمان بالله -تعالى- هو التصديق بوجود الله، وتوحيده، وأنّه -سُبحانه- وحده المسّتحَق للعبادة، والإيمان بكلّ ما أثبته الله -تعالى- لنفسه من صفات الكمال والجلال، والانقياد الكامل والتسليم التامّ لكلّ ما أمر الله به من الأوامر والأحكام، واجتناب كلّ ما نهى عنه، بقلبٍ مطمئنٍ بإيمانه، فالإيمان بالله يشتمل على تصديق القلب بربوبيّة الله، ووحدانيته، وإفراده -سُبحانه- بالألوهيّة، والإيمان بأسمائه وصفاته العُلى.[٢]


الركن الثاني: الإيمان بالملائكة

خلق الله الملائكة من النّور، وجعلها كائناتٍ لطيفةٍ تستطيع التشكّل والظُّهور في صورٍ عدّةٍ، وهي غير محتاجةٍ للأكل والشُّرب كحال البشر، وهي مخلوقاتٌ مسخرةٌ لطاعة الله، وتنفيذ أوامره، فلا تعصيه أبداً.[٣]ومن الأعمال والمهام التي وُكلت بها الملائكة: تسجيل أعمال البشر وحِفظها، وتقديس حملة العرش لله -تعالى- بالتسبيح والحَمْد.

كما يستغفرون للبشر الذين يتوبون من ذنوبهم، ويدعون الله لهم لدخول الجنّة، والعتق من النيران، ومن مهاهم أنّهم وسطاء بين الله -تعالى- والأنبياء، حيث يتنزّلون بالوحي من السماء، كما أنّهم ينفّذون أمر الله، ويدبّرون ما أُمروا بتدبيره، وينزعون الأرواح من الأجساد بأمرٍ من الله.[٤]


الركن الثالث: الإيمان بالكتب السماوية

الكتب السماويّة؛ هي: كلام الله، ووَحْيه الذي أنزله على أنبيائه ورُسله -عليهم السلام-.[٥]ويتضمّن الإيمان بالكتب السماويّة اليقين بأنّها منزلةٌ حقّاً من عند الله -تعالى-، والتصديق بجميع الكتب السماويّة تصديقاً خاصّاً لِما ذكره الله، وسمّاه من تلك الكُتب؛ كالقرآن الذي أُنزل على محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، والإنجيل الذي أُنزل على عيسى -عليه السلام-، والزّبور الذي أُنزل على داود -عليه السلام-.[٦]

مع ما يستلزمه ذلك من التصديق بكلّ ما جاء في تلك الكتب من أخبارٍ، إلّا ما ثبت تحريفه، والتسليم لكلّ ما تضمّنته من شرائع وأحكام، مع الإيمان بأنّ القرآن الكريم آخر تلك الكتب السماويّة وخاتمها، وهو الكتاب الذي نسخ الكتب السابقة وهيمن عليها، قال -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ).[٧][٦]


الركن الرابع: الإيمان بالرُّسل

الإيمان بالرُّسل والأنبياء الذين بعثهم الله؛ ركنٌ من أركان الدِّين، ويُقصد به: التصديق بكلّ ما جاؤوا به من الأخبار عن الله -تعالى-، والإيمان بالمعجزات التي أجراها الله على أيديهم؛ تأييداً لهم، ودلالةً على صدق تبليغهم عن الله، والإيمان بأنّهم قد بلّغوا رسالة ربّهم تمام التبليغ، مع حفظ حقوقهم على العباد؛ ومنها: وجوب احترامهم، وعدم التفريق بينهم.[٨]


الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر

هو أحد أهمّ أركان الدِّين الذي يُحدّد فيه مصير الخلائق، والإيمان به يعني التصديق بكلّ ما جاء به الله -تعالى- وجاء به نبيّه -عليه الصلاة والسلام- من أخبارٍ غيبيةٍ متعلّقة بذلك اليوم، ومنها: علامات الساعة الدالّة على قُرب وقوع يوم القيامة، ومرحلة ما بعد الموت وبَعْث الخلائق، ومسيرها إلى أرض الحشر، ووقوفها للعرض والحساب، ثمّ وضع الميزان والصراط، ثمّ المصير الأخير.[٩]


الركن السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره

التصديق بأنّ الله -تعالى- قد قدّر كلّ ما هو كائنٌ منذ بداية الخلق إلى قيام الساعة، وأنّه -سُبحانه- عالمٌ بكلّ ما سيكون ويحدث، وأنّ كلّ ما يقدّره يكون بمشيئته ورضاه وتكوينه، ومن الأدلّة على القَدَر قَوْله -عزّ وجل-: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)،[١٠] فالآية تُشير إلى أنّ الله -تعالى- خلق جميع المخلوقات، وقدّر خلقها بمشيئته وحكمته.[١١]


أسئلة شائعة حول أركان الإيمان

ما الفرق بين أركان الإيمان وأركان الإسلام؟

إن أركان الإيمان الستة التي ذكرناها في المقال هي من أعمال القلب الباطنة، التي تكون بين المؤمن وربه، أما أركان الإسلام الخمس المتمثلة في شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، لمن استطاع إليه سبيلا، فهي من الأعمال الظاهرة للجوارح، وفيها يقع الريا والنفاق.

ما الفرق بين أركان الإيمان وأركان الإحسان؟

الإيمان ستة أركان وهي من أعمال القلوب، أما الإحسان فهو ركن واحد وهو أيضًا من أعمال القلوب وهو درجة أعلى من الإيمان، وركن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.


في أي آية وردت أركان الإيمان؟

وردت أركان الإيمان في عدة مواضع في القرآن الكريم، ومن بينها الآية 136 من سورة النساء (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا).


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. عبدالله بن عبد الحميد الأثري (1422)، الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 49، جزء 1. بتصرّف.
  3. أحمد حسن الزيات، مجلة الرسالة ، صفحة 23، جزء 142. بتصرّف.
  4. الشوكاني (1414)، فتح القدير (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 420، جزء 6. بتصرّف.
  5. عبدالعزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف (1422)، التوحيد للناشئة والمبتدئين (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 60. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد بن إبراهيم الحمد، رسائل الشيخ الحمد ، صفحة 2-3، جزء 5. بتصرّف.
  7. سورة المائدة، آية: 48.
  8. محمد بن علي بن آدم بن موسى (2006)، مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (الطبعة الأولى)، الرياض: دار المغني، صفحة 288، جزء 2. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 216، جزء 1. بتصرّف.
  10. سورة الفرقان، آية: 2.
  11. د.علي محمد الصلابي (2011)، الإيمان بالقدر (الطبعة الثانية)، بيروت: دار المعرفة، صفحة 17-21. بتصرّف.
للأعلى للأسفل