سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له هذا ما سنوضحه لكم عبر موقع زيادة، إلى جانب التعرف على بعض المعلومات الأخرى التي تخص المقنع، فمن خلال دراسة الأدب العربي والتعمق فيه، سوف يُثار هذا السؤال، ألا وهو: لماذا دائمًا كان قوم المقنع يُعاتبونه؟ لأنه من خلال التدقيق في التراث سوف نعرف أن قوم المقنع قاموا بتوجيه العديد من الاتهامات له، وذلك يتناقض مع الصفات الحميدة التي كان يتميز بها مثل الكرم والشهامة.

أما بالنسبة إلى المظهر الخارجي فكان ابن المقنع الكندي يتميز بطول قامته وحسن مظهره، ويحيل البعض إلى أن المظهر الجميل هو السبب وراء أنه كان مقنعًا طوال الوقت.

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

يُعد سبب عتاب قوم المقنع الكندي له أنه كان بالنسبة لهم متهمًا بأنه غير ملتزم دينيًّا، مما أثار حفيظته بشكل كبير، لأنه معروف عنه أخلاقه الحميدة، لذلك نظم هذا البيت من الشعر للرد على هذا الاتهام، والذي يقول فيه:

  • يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
    أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة   وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
    فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّبًا   وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا
    أسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا    ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
    وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها   مُكلَّلةٍ لَحمًا مُدَفِّقةٍ ثَردا
    وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ     حِجابًا لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا
    وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي    وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
    أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُم   دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا
    فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم   وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
    وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم   وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
    وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعًا وَإِن هُمُ   دَعوني إِلى نَصرٍ أَتَيتُهُم شَدّا
    وَإِن زَجَروا طَيرًا بِنَحسٍ تَمرُّ بي   زَجَرتُ لَهُم طَيرًا تَمُرُّ بِهِم سَعدا
    وَإِن هَبطوا غورًا لِأَمرٍ يَسؤني     طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا
    فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني       قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: اجمل قصيدة غزل من العصر الجاهلي والعصر الأموي وعصر صدر الإسلام

شرح قصيدة المقنع الكندي

  • من العنوان نعلم أن الشاعر بصدد الحديث عن قيم العرب بشكل خاص، يميزهم عن بقية القوم.
  • من خلال العنوان وأوائل الأبيات، سوف نستطيع أيضًا التعرف على الغرض الأساسي من القصيدة، ألا وهو الفخر والاعتزاز، حيث يتجلى فيها مدح الشاعر لنفسه، ويظهر فضله على قومه ومدى تميزه عنهم.
  • إن القصيدة التي نظمها المقنع الكندي ما هي إلا رد مُنمق على قومه الذين كانوا يعاتبونه على الدوام ويلقون عليه الاتهامات بأنه شخص غير ملتزم دينيًا، وكان ردها بلاغيًّا ومعبرًا من بداية عنوان القصيدة وهو قيم عربية، مرورًا بأول بيت، الذي يقول فيه: يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَــا … دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا، حتى نهاية القصيدة.

يُمكن من خلال شرح البيت الأول، معرفة الفكرة الأساسية للقصيدة، حيث يُفسر كالآتي:

  • أن قومه يلومونه على كثرة ديونه، لكنه يقول إنه لم يستدين، إلا لمنحهم الثناء والمديح وحمد الآخرين لهم.
  • في البيت الثاني يقول الشاعر إن الأيام تتغير أحوالها، حيث يكون في بعض الأحيان غنيًّا في غير حاجة للاستدانة، وفي أحيان أخرى يضيق به الحال من بعد فرج، ويحتاج إلى الاستدانة لتيسير أموره، لأنه لا يستطيع تحمل ضيق وصعوبة ومشقة الحال.
  • في البيت الثالث، يُكمل الشاعر وهو يحاول أن يوضح أن من قيم العرب ألا يتذللون أو يتملقون بسبب ضيق الحال مثله، كما يجب أن لا يشيحوا بوجوههم عن الآخرين الأقل منهم منزلة ولا يتكبرون عليهم.
  • أما في البيت الرابع يوضح الشاعر أن ديونه حتى الآن لم تكن لنفسه، بل كانت لسد احتياجات القبيلة وقومه، ولسد الفجوات التي تركها الآخرين من قومه، بسبب إهمالهم أو بسبب عدم استطاعتهم.
  • بينما في البيت الخامس يقارن الشاعر بين ردة فعل قومه عندما يحتاج مساعدتهم، وبين ردة فعله هو عندما هم يحتاجون لمساعدته، فيقول أنه لا يتهاون ولا يتمهل لينصرهم ويمد يد المساعدة، بينما هم لا يعبئون به، على الرغم من سبب عتاب قوم المقنع الكندي له.
  • في البيت السادس، يضرب الشاعر مثلًا آخر في أعظم صورة من صور القيم العربية، حيث يقول فيما معناه أنه حتى لو ذكره قومه بالسيئة واغتابوه، فهو لن يذكرهم إلا بالحسنة، وإذا حاولوا تشويه سمعته وهدم ما بناه من سمعة طيبة، فهو لن يشغل باله إلا بالاهتمام بالصالح العام، ألا وهو أن تظل قبيلته شامخة بين القبائل الأخرى.
  • أما في البيت السابع، فيقول الشاعر حتى ولو أصروا قومه على تشويه صورته وبخسه حقه في غيابه من خلال ذكره بالسوء، فهو لن يفعل ذلك، بل سوف يبقى على موقفه في الدفاع عنهم أمام الكائدين، الذين يحاولون توجيه الإساءات إلى قومه، وحتى لو قومه تمنوا له الشر والضياع، فهو لن يحمل قلبه دعاء لهم سوى الدعاء بالهداية والرشد.
  • في البيت الثامن يؤكد الشاعر على نواياه الحسنة تجاه قومه، فيقول حتى ولو تمنوا للطير أن يحمل له الحظ السيء والضرر والخسارة، فهو لن يتمنى لهم سوى السعادة والتوفيق، وذلك كان سبب عتاب قوم المقنع الكندي له .

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: شرح قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد (البُردة) وتوضيح لمعاني كلماتها

عصر المقنع الكندي

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

  • يرجع الشاعر المقنع الكندي إلى العصر الأموي حيث كان مسقط رأسه هو وادي دعون الموجود في اليمن.
  • عُرِف عن المقنع حبه الشديد لابنة عمه، التي لم يتزوجها بسبب تحجج أبيها وإخوتها بفقر المقنع، وذلك يرجع إلى كرمه الشديد وحبه للعطاء، وعدم رده أي سائل أو أي شخص يحتاج إلى المساعدة.
  • لكن يرجع السبب الحقيقي وراء رفض المقنع إلى النزاع على السلطة ورئاسة القبيلة التي كانت من نصيب جد المقنع الكندي من قبل، ولكن بعد وفاته حدث نزاع على السلطة بين والد المقنع الكندي وبين أخيه، أي عم المقنع عمرو بن أبي شمر.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: مظاهر التجديد في العصر العباسي وما هي أهم المعلومات عن العصر العباسي؟

شعر المقنع الكندي

من سمات شعر المقنع الكندي ما يلي:

  • الفصاحة والجمال والبلاغة والحكمة.
  • كان المقنع الكندي يكتب في مختلف أنواع الأشعار، مثل الحماسة والفخر والغزل.
  • لعبت البيئة التي نشأ فيها المقنع الكندي دورًا كبيرًا وفعالًا في توجهاته الشعرية فيما بعد.
  • كان يستغل قصائده للرد على كل من يلومه ويُسيء الظن به.

يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: غازي القصيبي شاعر المملكة ونديم الملك.. متنبي العصر الحديث

معلومات عن المقنع الكندي

سبب عتاب قوم المقنع الكندي له

  • المقنع هو في الحقيقة لقب للشاعر محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي.
  • وُلد ونشأ المقنع الكندي في جنوب الجزيرة العربية ويرجع أصله إلى قبيلة يمنية تُعرف باسم قبيلة كندة لذا فهو يُعتبر من أهل حضرموت.
  • أخذ محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي لقب المقنع بسبب ما كان يُعرف عنه من جمال وحسن مظهر وسط قومه.
  • لذلك كان حريصًا على وضع وشاح يُخفي وجهه عند الخروج من المنزل أو عند السفر إلى البلاد المجاورة، لأنه كان يخشى العين الذي قد تصيبه بسبب طول قامته، وأخلاقه الحميدة لذا كان لا يخطو خارج منزله إلا ساترًا وجهه بسبب خشيته من الحسد.
  • لكن اختلفت الأقوال عند كل من الجاحظ والتبريزي حيث رأوا أن حرصه على التقنع دليلًا على أنه كان فارسًا ويحمل سلاح.
  • وكان محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي معروف بنظمه الجيد للشعر، حيث كان شاعرًا كبيرًا، وكان يتميز بمكانة عُليا بين قومه.

بهذا نكون قد أوضحنا سبب عتاب قوم المقنع الكندي له وشرحنا بعض الأبيات من القصيدة وأوضحنا سمات عصره وشعره لكل الباحثين عن هذا الموضوع سواء كانوا من الطلبة أو من مُحبي الشعر العربي.

قد يعجبك أيضًا