اسباب نمو اللحية في سن مبكر وعلاجها

من الطبيعي أن يكون سن البلوغ هو الوقت الذي تنمو فيه أجسام الفتيان، وينمو لهم العديد من مظاهر البلوغ، وفي الغالب فإن سن البلوغ يبدا في الذكور من سن 12 عام تقريبا، ولكن في بعض الأحيان قد تظهر أمور مثل نمو اللحية في سن مبكر على الرغم من عمر الفتى الصغير.

 

وهي واحدة من العلامات الي تعرف بأعراض البلوغ المبكر، فعلى الرغم من بلوع الطفل في سن العاشرة، إلا أنه من الفترض ألا يبدأ نمو اللحية في سن مبكر قبل الثانية أو الثالثة عشرة مثلا.

 

وتعرف علامات البلوغ بترتيب حدوثها على أنها تبدأ بنمو الخصيتين ثم نمو القضيب، ثم ظهور شعر العانة وشعر الإبط ثم يبدأ شعر الوجه في الظهور تدريجيا، ثم طول القامة وتغير الصوت، وظهور أعراض أخرى مثل التعرق وحب الشباب.

 

ولكن ماذا لو ظهرت هذه الأعراض ومنها نمو اللحية في سن مبكر في سن أقل من 9 سنوات؟ هذا هو العمر الذي يمكننا أن نطلق عليه أن ظهور اللحية في هذا السن أمر سابق لأوانه ويحتاج إلى الملاحظة.

 

ما الذي يحدث عند البلوغ؟

في البداية حتى نتعرف على خصائص نمو اللحية في سن مبكر للأولاد، علينا أن نتعرف أولا على ما الذي يحدث أثناء فترة البلوغ في الذكور، فمع بداية زيادة نمو الخصيتين يبدأ إنتاج الهرمونات الذكرية أو التستوستيرون، وهي الهرمونات التي تعد مسؤولة عن جميع التغيرات التي تحدث خلال فترة البلوغ.

 

وهذه التغيرات تبدأ مع نمو الشهر وتغيرات في نشاط الغدد العرقية، وهو ما يحدث في الطبيعي للأولاد في متوسط سن البلوغ وهو 12 سنة ونصف تقريبا وذلك بنسبة 80% من الأولاد، إلا أنه ما يقرب من 10% من الأولاد تبدأ أعراض البلوغ عليهم قبل عمر الحادية عشرة والنصف، في حين أن 10% آخرين تبدأ لديهم اعراض البلوغ بعد عمر الثالثة عشر ونصف.

 

تشير الدراسات الطبية إلى أن هناك ما يقرب من 7% من الأولاد يظهر لديهم شعر العانة – في قاعدة القضيب وأسفل منطقة السرة – قبل أن تبدأ الخصيتين بالنمو، وهو ما يحدث كذلك بشكل طبيعي ولا خوف منه، خاصة وأنه قد يسبب ذلك القلق بسبب عدم نمو الخصيتين بعد، وهو غالبا ما يحدث بعدها بعام واحد.

 

بعد فترة قصيرة من بدء الخصيتين في النمو، ما يحدث أن يحدث نمو آخر في كيس الصفن، وكذلك يتغير لونه ليصبح أكثر حمره، ويصبح جلد كيس الصفن أكثر سماكة وينمو عليه الشعر كذلك، ثم يبدأ القضيب بالنمو من حيث طوله وعرضه، لتبدأ علامات أخرى مثل الانتصاب الليلي والاحتلام.

 

علامات البلوغ

ثم ما يحدث أثناء علامات البلوغ، أن يبدأ شعر العانة بالنمو بشكل أكثر وضوحا وكثافة خاصة عند قاعدة القضيب، وكذلك أكثر خشونة، ثم ينتقل بشكل أوضح إلى الأعلى، ويمتط للبطن والفخذين.. إلا أن شعر الوجه أو شعر اللحية غالبا ما يأتي في مرحلة لاحقة. لذا فإن نمو اللحية في سن مبكر قد يكون علامة على البلوغ، ليس هذا فقط بل هو بلوغ مبكر، وأصبحت علاماته في المرحلة المتوسطة من البلوغ.

 

أما عن علامات البلوغ التي تحدث بعد نمو شعر الوجه هي طفرات النمو الخاصة بالطول والتي تصل لذروتها خلال عامين من البلوغ، وتبدأ الاعضاء التناسلية في النمو والنضج بشكل أكبر، في حين يكون تسارع النمو في ذروته في سن الرابعة عشرة، ولكن قد يبدأ هذا في سن الثانية عشرة أيضا.

 

أسباب نمو اللحية في سن مبكر

حيث تعرفنا على ما يحدث أثناء البلوغ، وعرفنا ترتيب علامات البلوغ التي تحدث للأولاد، حان الوقت لنتعرف على أسباب نمو اللحية في سن مبكر. تقع الغدة النخامية في المخ، وهي بحجم حبة البازلاء، وهي عبارة عن جزء من الدماغ، وتقوم بالتحكم بإفرازات الهرمونات في الجسم.

 

هي التي تقوم بتحفيز الخصيتين على إفراز الهرمونات جنسية التي تحدثنا عنها، أو لنقل ببساطة أن الغدة النخامية هي من تعطي إشارة البدء لعملية البلوغ.

 

لذا فيمكننا أن نعتبر بشكل أوضح أن نمو اللحية في سن مبكر كنتيجة لعلامات البلوغ المبكر، لا تُلام عليه الخصيتين، فهي التي تنتج الهرمونات الجنسية أو الهرمونات الذكرية والتي تحفز بدء عملية البلوغ وعلاماتها ومنها اللحية، إلا أن الغدة النخامية التي منحت إشارة البدء بشكل مبكر. لذا حتى نعرف أسباب نمو اللحية في سن مبكر بالتحديد بسبب الغدة النخامية والغدة الدرقية، فإن ذلك قد يعود إلى:

 

• حدوث مشكلة في الدماغ بسبب الإصابة.

• حدوث ورم في الدماغ

• العدوي

• مشكلة في الغدة الدرقية

 

هناك كذلك ملاحظة هامة، وهي أن في بعض الحالات قد يبدأ الأولاد بظهور بعض علامات البلوغ المبكر لكن بشكل جزئي، حيث ينمو لديهم شعر العانة أو شعر تحت الإبطين، لكن لا يظهر لديهم أي علامات أخرى من البلوغ، وهم الأطفال الذين بحاجة إلى التشخصيص من قِبل الطبيب.

 

تشخيص نمو اللحية في سن مبكر

قد يقوم الطبيب بطلب اختبارات للدم للتحقق من مستويات هرمونات الذكورة في دم الطفل، والتي من خلالها يمكننا أن نتعرف على مستويات تلك الهرمونات التي بدأ الجسم في إنتاجها في سن مبكر عما كان من المفترض أن يحدث فيه.

 

كذلك قد يقوم الطبيب أثناء التشخيص بطلب عمل أشعة سينية للطفل، وذلك لمعرفة ما إذا كانت عظام الطفل تنمو بسرعة كبيرة، كما قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات الأخرى، وذلك للإطمئنان مثل الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي، والفحص بالموجات فوق الصوتية.

 

تأثير البلوغ المبكر على الطفل

قد يتسبب النمو المكر بالعديد من المشكلات للأطفال، خاصة وانه عندما ينتهي سن البلوغ سيتوقف الولد عن النمو، فوي بعض الأحيان يحدث إلا يصل هؤلاء الأطفال الذين يحدث لهم البلوغ المبكر إلى مستوى الطول المناسب الخاص بأقرانهم، ويصبحوا قصار القامة بعض الشيء.

 

ويعود ذلك إلى أن معدل نمو العظامه لديهم يتوقف بشكل أسرع، في حين قد تحدث لبعض الأطفال ممن يصابون بالبلوغ المبكر طفرة أخرى من النمو تجعلهم أطول من الأطفال الآخرين في سنهم في هذه الفترة، لكنهم في النهاية سيكونوا أقصر من أقرانهم بعد نهاية سن البلوغ.

 

الأطفال الذين يعانون من نمو اللحية في سن مبكر، أو يحدث لهم البلوغ المبكر بشكل عام، قد يكون هناك بعض الأمور الصعبة عليهم سواء كان ذلك صعوبات عاطفية أو اجتماعية، خاصة وأنهم يتطورون جنسيا في وقت قبل أقرانهم، ومن تلك المشكلات:

 

• السلوك العداوني

• سلوك جنسي مبكر

• الشعور بالذنب

• الخجل

 

علاج نمو اللحية في سن مبكر

كذلك يمكن علاج نمو اللحية في سن مبكر أو الأطفال الذين يعانون من البلوغ في سن مبكر، بعد تشخيص الطبيب لتلافي مشكلات النمو الخاصة بهم، حتى يصلوا إلى الطول الذي يساوي أقرانهم من الأولاد في سن البلوغ لاحقا، بالإضافة إلى معالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي قد يمرون بها بسبب النضج المبكر.

 

سيقوم طبيب الغدد الصماء أو الطبيب المتخصص في النمو والاضطرابات الهرمونية، على تقديم العلاج وفقا لسبب الحالة فقد يتم استخدام أدوية وعقاقير طبية لخفض مستويات الهرمونات، والتي ستعمل على تأخير النمو الجنسي، كذلك ففي بعض الحالات الأخرى يقرر الطبيب أن الطفل ليس بحاجة إلى تدخل علاجي.

 

المراجع:

1. National wide Children: Early Puberty in Boys
2. Daily Mail: Has my son started puberty early