موضوع تعبير عن مكة

موضوع تعبير عن مكة
موضوع-تعبير-عن-مكة/

مكانة مكة

مكة المكرمة أقدس بقاع الأرض وأطهرها، فهو المكان الذي ولد فيه الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- وشهدت مكة طفولته وصباه وشبابه، وعاش فيها -عليه السلام- حياته وأحبها حبًا عظيمًا، كما أنّ مكة بكلّ ما فيها من قدسية وروحانية هي المكان الذي أكرمه الله تعالى بوجود بيته الحرام الذي يأتي إليه الناس من جميع أنحاء العالم للحج والعمرة والزيارة، وفيها أول بيت وضع للناس وهو الكعبة، كما أن مكة هي قبلة المسلمين، حيث يتجهون إليها في صلاتهم كلّ يوم، وفي هذا تكريمٌ عظيم لمكة التي تضم الكعبة المشرفة وماء زمزم والحجر الأسود، وفيها الكثير من المعالم التي شهدت انطلاقة الدعوة الإسلامية وبداية الإسلام.


مكانة مكة المكرمة في نفوس المسلمين لا توازيها أي مكانة، فهي الأقرب إلى قلوبهم، فأرضها مباركة تحلّ بها الطمأنينة والأمان، ويشعر المسلم وهو بين جنباتها بالعظمة والجلال، ويشعر وكأن روحه أقرب لله تعالى، فهي تملك من الطهر الذي لا يوجد في أي بقعة من الأرض، وشرّفها الله وأعلا شأنها وزادها تقديرًا وإجلالًا، حيث تطوف القلوب بها والأرواح قبل الأجساد.


كيف لا وهي التي شهدت على دعوة الإسلام ونزول الوحي جبريل -عليه السلام- على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- لأول مرة، وبها ترتلت آيات القرآن الحكيم لأول مرة، وهو المكان الذي شهد أولى تضحيات النبي -عليه الصلاة والسلام- والمسلمون الأوائل الذين وقفوا في وجه كفار قريش نصرة لل إسلام وحماية للدعوة الإسلامية.


الحديث عن مكانة مكة المكرمة في نفوس المسلمين يجعل القلوب تشعر بالكثير من الفخر بالانتماء لهذا المكان المقدس الطاهر، حيث إنّ جذور مكة التاريخية تعود إلى زمن النبي الخليلإبراهيم وولده إسماعيل -عليهما السلام- بعد أن جاء إليها حاملًا ابنه اسماعيل طفلًا وزوجته هاجر، ووضعهما في شعاب مكة بأمر من الله تعالى وحكمة منه، حيث لا ماء ولا بشر ولا زرع، فأراد الله تعالى لهذا المكان أن يحيا ويصبح قبلة الناس، وتفجرت به نبع ماء زمزم وأصبح مكانًا حيًا فيه الحضارة والجمال.


ووصف الله تعالى هذا المشهد في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى على لسان إبراهيم -عليه السلام-:{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}[١]، وبالفعل جعل الله تعالى لمكة شرفًا عظيمًا منذ تلك اللحظة، وأصبحت مكان الحضارة والجمال والإيمان، وأضبحت مكان البيت العتيق.

فضل مكة

الحديث عن فضل مكة لا تتسع له الصفحات ولا العبارات، فهو فضلٌ لا يوازيه فضل، إذ إنّ فضل مكة المكرمة فضلٌ عظيم، فهو المكان الذي لا ينقطع فيه سيل الحسنات ولا تنقطع فيه العبادة ولا الصلاة، وفيه أجر الحسنات والصلاة مضاعف أضعافًا كثيرة، فالركعة في المسجد الحرام تعادل مئة ألف ركعة في باقي المساجد والحسنة كذلك، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على قدسية مكة المكرمة وعظمتها التي لا توازيها عظمة.


ففي مكة تشعر النفوس بالجلالة التي تزيد من الروحانية والإيمان، فيتجدد إيمان المسلم، خاصة أنّ العديد من المواسم الإيمانية تكون كلّها فيها، ففي الحج يأتي إليها ملايين المسلمين ليؤدوا فريضة الحج العظيمة، ويدعوا الله مخلصين له الدين والدعاء، وتلهج قلوبهم بكلّ ما يرضي الله تعالى لينالوا أعلى الدرجات ويفرحوا بالعبادة، ويتجدد إيمانهم ويكتسبوا الأخلاق النبيلة التي أمر بها الإسلام العظيم.


في مكة الصفا والمروة وجبل عرفات والعديد من المعالم الإسلامية التي يأتي إليها المسلمون يقصدون رضا الله تعالى ومقتدين برسوله العظيم، حتى إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما هاجر منها لم يتركها إلا مضطرًا بسبب أذى كفار قريش، لكنها كانت أحب بلاد الله إليه، فهي أرضٌ مباركة وعاصمة الإسلام التي تحتضن القلوب والأرواح ويهتز الوجدان شوقًا إليها في كلّ يوم، وفي مكة أيضًا غار حراء الذي كان النبي -عليه السلام- يتعبد فيه عندما نزل إليه الوحي، وفيها غار ثور.


وفيها الكثير من الأحداث التي ظلّت شاهدة على بداية الدعوة الإسلامية، وهي انطلاقة المسلمين في هجرتهم الأولى إلى الحبشة وهجرتهم الثانية إلى المدينة المنورة، حتى إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما هاجر منها قال: "ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ"[٢]


في مكة تاريخٌ حافل حتى قبل مجيء الإسلام، فقد كانت انطلاقة القوافل التجارية منها في رحلة الشتاء والصيف، منها قوافل تجارية تتجه إلى الشام في فصل الصيف ومنها قوافل تجارية تتجه إلى اليمن في فصل الشتاء، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يذهب في هذه القوافل أحيانًا حيث كان يعمل في التجارة، مما يعني أنّ مكة كانت منطقة حيوية منذ القدم، ومنطقة لها أهميتها ومكانتها في جزيرة العرب، كما كانت تعقد فيها الندوات الثقافية والأسواق من بينها سوق عكاظ.


وكان الناس يأتون إليها ليحجوا في الكعبة ويطوفوا فيها، وكان لأهل مكة قدرٌ كبير وقتها لأنهم يتولون سقاية الحجيج ورفادتهم وإطعامهم، لهذا فإن مكانة مكة عظيمة وزادها الله تشريفًا وتعظيمًا برسول الله ورسالة الإسلام الخالدة.

شعوري وأنا في مكة

وأنا في مكة أشعر بالكثير من الحب الذي يغمرني بالفرح والسعادة، فأنا في أقدس بقاع الأرض، وأتنفس هواء أطهر الأماكن والبقاع في الأرض، وهي التي شهدت فجر الإسلام، وشهدت انطلاقة الدعوة الإسلامية، وأشعر أنني أريد أن أتزود من الخير والحسنات أكثر وأكثر، ففي مكة عبق التاريخ وجذور الحضارة والكثير من العبر والدروس التي تجعل المسلم فخورًا بانتمائه إلى هذا المكان العظيم ففي مكة تاريخ، وهي البلد التي وصفها الله تعالى في القرآن الكريم وورد ذكرها في العديد من آياته، لهذا بمجرد دخولي إلى حدود مكة ترتفع نبضات قلبي وتزداد فرحًا وشوقًا برؤية الكعبة المشرفة التي تسرّ العيون برؤيتها وتفرح القلوب بالقرب منها.


يبهرني في مكة التنظيم الكبير الذي يسري فيها، إذ إنّني أجد فيها الراحة والسكون والطمأنينة، خاصة أنها تشهد تطورًا عظيمًا يليق بمكانتها واستقبالها الدائم للحجاج والمعتمرين والزائرين، كيف لا وهي البلد المقدس والمكان الذي تؤدّى فيه العبادات فيتضاعف أجرها كثيرًا، كما أنّ البركة في مكة تزيد وبمجرد أن أبدأ بالصلاة وأنا فيها حتى أشعر بقدسية عظيمة وبأن دعواتي كلها مستجابة، فوجودي فيها يمنحني اليقين بالرضا وأنّ الله تعالى يحبني لأنه أعطاني فرصة القدوم إليها، وأشعر أن حظي كبير برؤية الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة والشرب من ماء زمزم، واستشعار كلّ المشاعر الإيمانية التي يشعر بها كل مسلم يأتي إلى مكة المكرمة.


في مكة شعرت أنني لا أريد مغادرة هذا المكان الطاهر، وودت لو أنني أظلّ فيها إلى آخر عمري أركع وأسجد لله وأمامي الكعبة المشرفة، فهنيئًا لأهل مكة هذا الشرف العظيم بوجودهم في هذا المكان الذي يمنحني كلّ هذا الانتماء للدين الإسلامي العظيم، خاصة أنّ الجميع يأتي إليها من جميع أصقاع الأرض وهم في قمة سعادتهم وشوقهم لرؤية الكعبة الشريفة وتقبيل الحجر الأسود، ففي مكة لا يمكن للمسلم أن يشعر بأنه غريب.


وأنا فيها أشعر بأنني في بيتي وبلدي وأنني أعيش مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وأرى شريط التاريخ الإسلامي وانطلاقة الدعوة يمرّ أمام عيني وأهيم فخرًا بأنني أنتمي إلى دين محمد، خاصة أنّ بين شعاب مكة تاريخ يروى وحكايات كثيرة تختزنها الذاكرة الإسلامية التي أعطتني أسمى الدروس والعبر، فأحمد الله على نعمة الإسلام، وأحمده أن مكنني من زيارة مكة والمكوث فيها.


في مكة تفرح عيني ويُسرّ قلبي وتنجبر خواطري، وفيها أودع مكنونات قلبي كلها وأنا أطوف بالكعبة المشرفة، وتتشرف جبهتي بلمس أرض مكة وأنا أسجد في المسجد الحرام وأدعو الله تعالى وأنا موقنٌ بإجابته، فيا لها من فرصة عظيمة جدّدتُ فيها إيماني وانتمائي للإسلام، ورفعت هامتي عاليًا لأنني أتيت إليها وقطعت المسافات لأطفئ نار الشوق في قلبي، لكن شوقي لمكة لم ينقص حتى وأنا فيها، وكأن مكة ماء يروي العطش، وكأنها ابتسامة الوجه وفرحة للقلب الحزين، فما أجمل مكة وما أروعها وما أحسن المكوث فيها.


وكم أرجو الله أن يكون لي في كل وقت موعد في مكة، فطوبى لأرضها وسمائها وللكعبة المشرفة، وطوبى للقلوب التي تأوي إليها، وما أعظم المشاعر وهي تختلط بالدموع وأنا أهم بمفارقتها رغم أنني سأعود منها إلى بلدي، لكن مكة هي بلد كل المسلمين الذي لم أشعر بأي لحظة أنني غريبة فيه.


لقراءة المزيد، انظر هنا: معلومات عن مكة المكرمة.

المراجع[+]

  1. سورة إبراهيم، آية: 37
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن العباس، الصفحة أو الرقم: 3926، حسن غريب في هذا الوجه.