ينتمي حمض الفوليك إلى الفيتامينات من مجموعة B، وهو ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء والنشاط السليم للجهاز العصبي. لقد تم منذ سنوات عديدة بحث العلاقة بين الاستهلاك الكافي من حمض الفوليك قبل الحمل وبين تقليل نسبة حدوث العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي (NEURAL TUBE DEFECTS). وعلى أساس نتائج البحوث، أوصت دائرة الصحة العامة في الولايات المتحدة بالاستهلاك الأعلى من جرعة حمض الفوليك لكل امرأة في سن الإنجاب. هناك أهمية كبيرة لاستهلاك الفيتامين قبل الحمل، لأن هذه العيوب تتطور في المراحل المبكرة من الحمل، حيث لا تعرف المرأة دائما أنها حامل. ومن المستحسن البدء في تناول مضاف حامض الفوليك قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل، والاستمرار في تناوله خلال كل فترة الحمل، وخاصة في الثلث الأول من الحمل، حيث تتكوّن وتتطور أعضاء الجنين.
يوجد حمض الفوليك، في الواقع، في بعض الأغذية أيضا مثل، الكبد، البرتقال، الموز والخضار خضراء الورق مثل السبانخ، الملفوف وأوراق الشمندر، ولكن ٪50 فقط من حامض الفوليك الموجود في الغذاء يتم امتصاصه في الجسم. كما أن الطهي والتخزين يؤثران أيضا على فعالية الفيتامينات ويقللان من الكمية التي يتم امتصاصها الى نحو ٪10 فقط. ولا بدّ من تناول المضاف. وبالمناسبة، هناك من يوصي النساء في سن الإنجاب بتناول حمض الفوليك كل يوم، بحيث يتم حماية الحمل غير المخطط له أيضا.
الجرعة الموصى بها
بالنسبة للنساء اللواتي لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الحمل لديهن سيكون في خطر، فإن الكمية الموصى بها هي 0.4 ملغم من حمض الفوليك يوميا، بواسطة حبة واحدة يتم ابتلاعها مرّة في اليوم. وابتداءً من الشهر الرابع للحمل ينصح بالانتقال الى العلاج بمستحضر يدمج بين الحديد وحمض الفوليك 0.4 ملغم حتى ستة أسابيع بعد الولادة، وذلك لمنع فقر الدم.
النساء اللواتي قد يكون الحمل لديهن في خطر: النساء اللواتي اكتشف لدى جنينهن أو مولودهن في الماضي عيب مفتوح في الأنبوب العصبي، كنّ هن أنفسهن أو والد الطفل قد ولدوا مع مثل هذا العيب، أو مع تاريخ عائلي لعيب في الأنبوب العصبي – توجد هؤلاء النساء في مجموعة الخطر. وكذلك النساء اللواتي مررنا بعمليات إجهاض متعددة، ويتلقين العلاج ضد الصرع، النساء اللواتي لديهن سكري قبل الحمل، مرض كرون أو الاضطرابات الهضمية. هؤلاء يحتجن لجرعة حمض الفوليك أعلى بـ 10 مرات من نساء بخطر منخفض في الشهر قبل الدخول في الحمل، وعلى مدى الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. الجرعة المتبعة هي 5-4 ملغم من حمض الفوليك يوميا، وبعد ذلك الانتقال الى المستحضر الذي يدمج بين الحديد وحمض الفوليك بالجرعة العادية 0.4 ملغم. أخبري طبيبك، وهو سيعرف بماذا يوصي.
لماذا من المهم تجنب الجرعة الزائدة
حتى سنوات قليلة مضت كان يعتقد بأن الاستهلاك الزائد لحمض الفوليك لا يؤذي الصحة، ولكن منذ ذلك الحين تغير هذا الاتجاه. يعتقد الباحثون اليوم أن جرعة حمض الفوليك الزائدة عن الجرعة الموصى بها ليست فقط عديمة الفائدة، بل إنها قد تسبب الضرر. يؤكد الأطباء أن الكبد يمكنه معالجة حمض الفوليك ببطء نسبيا. فالنشاط الإنزيمي البطيء يؤدي إلى عدم نجاعة العلاج بكمية كبيرة من حمض الفوليك، حيث إن الكمية الموجودة هي أكثر من قدرة تشبع الإنزيم الذي يحلل الحمض وقدرة الحد الأقصى لتفاعله. عندما لا يستطيع الكبد معالجة الفائض الذي تم تحميله عليه، فإن البلازما تغمر بحمض الفوليك، مما قد يضر بعمل جهاز المناعة، وحتى تنشيط أو تفعيل حالات سرطان موجودة أو حالات قبل سرطانية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن فائض حمض الفوليك قد يشوش النقص في فيتامين B12، وبالتالي يزيد من الخطر على الجهاز العصبي. وعليه، حافظوا على الجرعة الموصى بها من قبل الطبيب ولا تتجاوزوها.