مقالات حول الاعمال الحرفية في المجتمع السعودي

مقالات حول الاعمال الحرفية في المجتمع السعودي، وفي العديد من المجتمعات والدول العربية أيضًا لا تزال تجد صدى كبيرًا من الاهتمام، بل إن الكثير من أبناء المملكة لا يزالون يتخذون معظم تلك المهن كمهنة أساسية، ولا سيّما أن العديد من الأعمال الحرفية كانت هي المهن الرئيسية في الكثير من مناطق المملكة منذ القدم، ومن خلالِ موقع مقالاتي سندرجُ مقالاً حول أهم الأعمال الحرفية في السعودية.

الاعمال الحرفية في المجتمع السعودي

يُوجدُّ هنالكَ عددٌّ من الأعمالِ الحرفيّة المُنتشرّة في بعضِ مُدنِ ومَناطقَ المملكةِ العربيّة السعوديّة حتى الآنَ، والتي يَعملُ بِها عددٌ كبيّر من أبناءِ المُجتمعَ السعوديّ، خاصّة في المناطقِ الشرقيّة التي يتميّزُ أهلها بالرُقيّ والأصالةِ والحضارةِ دائِمًا، وبالرغمِ منْ تطورِ الحيّاة بشكل كبيّر في كافّة المجالات العلميّة والتكنولوجية والصناعيّة وغيرها، إلا أنّ حكومةُ الدولةِ ما زالتْ تُشجعُ الأعمالَ الحرفيّة، لأنها تُساعد في الرواج الاقتصادي من جهة وتُساعد على الحفاظ على الطابع العربي السعودي بالدولة من جهة أخرى.[1]

شاهد أيضًا: الى اي عصر يعود تاريخ صناعة الفخار

مقالات حول الاعمال الحرفية في المجتمع السعودي

الأعمالُ الحرفيّة هِيّ الصناعاتُ التي يَقومُ بِها فردٌ أو عددٌ من الأفرادِ، لغرضِ إنتاجَ مادّة محليّة بطرقٍ تقليديّة، لاستخدامِها في الاحتياجاتِ اليّوميّة للفردِ والمُجتمعَ المَحليّ، وغالبًا ما تعتمدُ علىْ استخدام اليد أو بعض الأدوات البسيطة والمواد الخام المتوفرة في البيئة الطبيعية معتمدة على المهارات الذهنية واليدوية المكتسبة على مر العصور من ممارسة هذه الأعمال، ومن أهمِ الاعمال الحرفيّة المُنتشرة في المُجتمعِ السعوديّ ما يأتّي:

صناعة الفخار

تُعدُّ صناعةِ الفُخارَ منْ أقدمِ الصناعاتِ التي اشتهرَ بِها البدوَ في المُجتمعِ السعوديّ منذُ القدمِ، حيثُ يرجعُ أصلَ هذه الصناعة إلى المنطقةِ الشرقيّة في السعوديّة، ولا تَزال مُستخدمةً لوقتِنا الحاليْ، ولكنْ بطريقة مَحدودّة، وتُعدُّ صناعةِ الفخار منْ الحرفِ التي اهتمّ بها سكّان منطقة هجر الأحساء، حيث يتوارثونها جيلاً بعد جيل وما زالوا متمسكين بها لأنها موصولةٌ بالتراث الأصيل، والسبب الآخر في أنها ما زالت مستمرةً عندهم هو وجود المواد والأدوات اللازمة لهذه الصناعة.

صناعة القوارب والشبك

تُعدّ صناعة القوارب والشبك من أكثر المهن سُهولةً وبساطةً، وهِيّ من الصناعات القديمة جدًا في شبه الجزيرة العربية، وتنتشرُ هذه المهنّة الحرفيّة فيْ عِدّةٌ منْ مناطق بالمملكة وخصوصًا المناطق التي تطل على جهات ساحلية، حيث إن جزءًا كبيرًا من سكان هذه المناطق يعملون في مهنة الصيد، حيث تُعرف هذه المهنة أيضًا باسم (القلاف) أي صانع السفن الخسب، ويُذكر أن مهنة صناعة القوارب الخشب مُنتشرة بشكل أكبر في كل من الجبيل وسيهات والدمام والقطيف.

صناعة البشوت

هوَ الزيُّ التقليديْ في المملكةِ العربيّة السعوديّة، وهِيّ من الصناعات التراثيّة القديمة في المجتمع السّعودي، وتحتلّ مدينة الأحساء المرتبة الأولى من بين مُدن السّعوديّة في تلك الصّناعة، وهي أيضًا من الصناعات اليدوية المربحة، نظرًا لإقبال العديد من كبار المسؤولين كالأمراء والوزراء على شرائها، ولا يقتصر الإقبال على شرائه على أهل المملكة فحسب، بل إنها تجد إقبالًا من العديد من أبناء الدول العربية وخصوصًا دول الخليج، ويعتبر البشوت الحساوي من أجود الأنواع، إذ يُقبل على شرائه رجال الأعمال والأمراء، فهو باهظ الثمن لما يحتويه من مواد باهظة الثمن، والجهد المبذول في تصنيعه.

الحدادة

انتشرت مهنة الحدادة في المنطقة الشرقية في المملكة العربيّة السعوديّة، خاصّة في الدمامِ والإحساء، وهِي من المهنَ التي لا تزالُ مطلوبّة بشدّة في المملكة، ويقوم الحدادين بعرض الأعمال خاصتهم في سوق بالأحساء يُعرف باسم سوق القيصرية، ويُذكر أن السيوف والتماثيل الحديد وغيرهم من أكثر الأعمال التي يتنافس الحدادين في إبراز مهاراتهم الخاصة بها.

صناعة الخوص

تُصنعُ الخوصَ منْ سعف النخيل المنتشر  في المنطقة الشرقية، وتُعتبرُ من أهم الصناعات اليدوية التي يعمل بها الكثير من سكان السعودية، لأنها مُربحة للغاية وتجد درجة انتشار كبيرة بين المواطنين، ويستخدم الخوصَ في صناعة سلات الطعام والقبعات، والحصير، وسجاد الصلاة والمكانس.

مهنة الصفار

تُعنّي تلميعَ أواني القهوة والطهي، هي أيضًا من أهم المهن اليدوية المنتشرة داخل المملكة العربيّة السعوديّة، حيثُ تقومُ على تلميعِ جميع الأغراض المصنوعة من النحاس من الداخلِ والخارجِ باستخدامِ بعضَ المَوادِ المُلمعة، وذلك لتحسين صورتها، وإظهارها بشكلٍ أكثر جمالاً، وهي من أشهر المهن الموجودة حتى الآن.

صناعة الحلى المحلية

تشتهرُ المنطقة الشرقية في المملكة العربيّة السعودية بصناعةِ الحُلى المحليّة، بحيثُ يتم استخدام المواد الخام، مثل: الأصداف البحرية والذهب والفضة واللؤلؤ، والتي من خلالها يُمكن تشكيل الحلي المُختلف في شكله ونوعه، والمعروف أنّه متوفر بكثرة في الخليج العربي لصناعة الخواتم والقلائد والأقراط النسائية، كما أنها تحتوي الكثير من الصائغين المهرة الذين لهُم القدرة على تشكيل الحلي في أبهى صوره، ويُذكر أن هذه الصناعة تُعد من أهم الاعمال الحرفية في المجتمع السعودي.

صناعة السبح

تشتهرُ صناعةِ السبّح في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتعتبر من الحرف القديمة التقليدية، وهيّ من الصناعات اليدويّة المُربحة التي تجد درجة إقبال غير عادية على مدار العام وخصوصًا في مواسم الحج والعمرة، وهي من أقدم الاعمال الحرفية في المجتمع السعودي، ويتم تصنيعها من أدوات بسيطة ودقيقة، مثل: المثقاب، والمسن والمخرطة، ولها عدة أشكال وألوان ويعتمد سعرها على المادة الخام المصنوعة منها والنقش المرسوم عليها.

صناعة العصائب

صناعةُ العصائبِ من المهنِ التقليديّة في المملكةِ العربيّة السعوديّة، وتشتهرُ بِها المنطقةُ الجنوبيّة في المملكة، ويُطلق عليها (الخطور العطرية)، حيثُ أنّها تتميز برائحتها الزكية والطيبة، ويقوم العاملون بهذه المهنة بجمع العصائب وتقديمها في شكل مناسب، لكي يتمكن أبناء المملكة من استخدامها ووضعها على رؤوسهم من أجل التزيّن بها والحصول على رائحتها الجميلة، ويُذكر أن الإقبال على استخدام العصايب يزيد في المناسبات العامة والخاصة.

صناعة الخزف

صنّاعةُ الخزفَ من المهنِ الحرفيّة التي تحتاجُ إلى مهارة عاليّة وذهنِ صافي، حتى تنتجُ القطعةَ الخزفيّة بأبَهى وأجملُ صورة وشكل يجذبُ الناظرَ إليّها، وتعتبرُ من أشهر المهن الحرفيّة في المملكة العربيّة السعوديّة، خاصّة في المنطقةِ الشرقيّة منّها، ومن الأدوات الفنيّة التي يتمّ صُنعها: أطباق الزينة، والأواني الفخّارية، والمزهريات التي قد يُستعمل الفخّار أو الطّين في تشكيلها.

الصناعات الليفية والنسيجية

تُعدّ الصناعاتِ الليفيّة والنسيجيّة من أشهر الصناعاتِ والمهنِ الحرفيّة التي يَعملُ بِها عددُ كبيّر من أبناءِ المملكةِ العربيّة السعوديّة، حيثُ أنّها تقوم على صُنع الحقائب، والمكانس، والحبال من خلال ليف النّخيل، حيث يقوم الصّانع بتجميع قدر كبير من ليف النّخيل، بعد نزعه من الجّريد، ثم يقوم بوضعه في الماء لفترةٍ مُعينة؛ حتى يلين، ومن ثَمّ يُمكن تشكيله على الوجه الذي يُريده الصانع، ولا تقل الصناعات النسيجية أهمية عن الصناعات الليفية؛ ومن أشهر الصناعات النسيجية بالمملكة هي صناعة البشوت والمفارش والكليم والأغطية والمفروشات الأرضية وبعض الملابس، والتي يتم الاعتماد في غزلها على استخدام أجود وأقوى الخيوط.

أهمية الأعمال الحرفية

للأعمالِ الحرفيّة أهميّة كبيّرة تَعودُ على الفردِ، ومنّها:

• أسّهَمت الأعمالُ اليدويّة في الحد من نسبةِ البطالةِ بشكل كبيّر.
• تعتبرُ الأعمال الحرفيّةوسيلة للتسليّة والترفيه، وإمضاء الوقت بشكل مفيد، كمَا أنّهُ يُساعدُ في قضاءِ الاحتياجاتِ اللازمة دونَ الحاجة لوجودِ أيّ آلات.
• تعتبرُ المهنَ الحرفيّة مصدرُ دخل للكثيرِ من الأفرادِ، ورُبّمَا تكونُ مصدرُ دخلٍ ثابتْ للكثيرِ من العائلات البسيّطة.
• تزيدُ من القدراتِ الذهنية، لأنّ إنجازها يتطلب ذهنًا متيقنًا قادرًا على إخراج الحرفة اليدوية بطريقةٍ متقنة ورائعة لتنال إعجاب الجميع.
• أسهمت الأعمال اليدوية في رفع مستوى الذوق العام، وذلك من خلال طبيعة المنتوجات اليدوية، والتي غالبًا ما تتسم بالحرفية والمهارة وبما تحويه من جوانب فنية وإبداعية.
• تعزز التبادل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وذلك عن طريق إقامة معارض للأعمال اليدوية الفنية، فالمهارات اليدوية المختلفة تشكل جزءًا من ثقافة أي مجتمع، وتعكس صورةً عنه.

إلى هُنا نكونُ قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا مقالات حول الاعمال الحرفية في المجتمع السعودي، حيثُ سلطنَا الضوء على ماهيّة الأعمال الحرفيّة في المملكة العربيةّ السعوديّة وأهميتَها.