فوائد سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

فوائد سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ذكر الله

تعد عبادة الذكر من أسهل العبادات على الإنسان المسلم في اليوم والليلة، فهو يؤديها ولا تحتاج منه جهدًا بدنيًّا عظيمًا، ولا طاقة جسديّة ضخمة، فيستطيع المسلم الالتزام هذه العبادات أينما كان باختلاف أحواله، وهي عبادة تعود بالنفع العظيم على القائم بها خير قيام، فمن جملة فوائدها أنها تجعل المسلم أكثر قربًا من الله تعالى، ويستشعر الإنسانُ الذاكرُ معيّة الله تعالى له في كل لحظة من لحظات حياته، فضلًا عن البركة في العمر والوقت والأعمال اليومية، وتُوجد أذكار خصها الرسول صلى الله عليه وسلم بفضل عظيم، ومكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى ومنها سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم، وفيما يأتي من المقال ذكر لفوائدها وفضلها[١].


فوائد سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم

فضّل الله تعالى الذاكرين والذاكرات على غيرهم بالأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخرة لقوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وردت أحاديث صحيحة في قول سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم عن الرسول صلى الله عليه وسلم تناقلها الصحابة رضوان الله عليهم وعلموها لمن بعدهم، وقد جمع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه فضل قول: سبحان الله وبحمده وقول سبحان الله العظيم وقد وردت في ذلك أحاديث صحيحة، منها[٢]:

  • مغفرة الذنوب والخطايا: ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قالَ سبحانَ اللهِ وبحمدهِ في يومٍ مائةُ مرَّةٍ حطتْ خطاياهُ وإن كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ) [التمهيد| خلاصة حكم المحدث: من أحسن حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الذكر].
  • المكانة العظيمة يوم القيامة: ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن قالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • ثقيلتان في الميزان: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]
  • تسبيح الملائكة: وقد ورد في ذلك: (أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قالَ: ما اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ، أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • أجرها يعادل أجر صلاة النافلة: عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • أحب الكلام إلى الله: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكَ بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ، فَقالَ: إنَّ أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • غرس نخلة في الجنة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قال: سُبحانَ اللهِ وبحَمْدِه غُرِسَتْ له به نَخلةٌ في الجنَّةِ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه].
  • أجرها كأجر إنفاق جبل من ذهب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من هالَه الليلُ أن يكابدَه، أو بخِلَ بالمالِ أن يُنفِقَه، أو جَبُنَ عن العدوِّ أن يقاتلَه، فلْيُكثِر من سبحان اللهِ وبحمدِه؛ فإنها أحبُّ إلى اللهِ من جبلِ ذهبٍ ينفقُه في سبيل اللهِ عزَّ وجلَّ ) [صحيح الترغيب | خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره].


أنواع الذِّكر

ذكر الله تعالى لا يكون فقط بتحريك اللسان، بل لا بد من حضور القلب، فذلك يرفع من الإيمان، وبه تستجلب الرحمات وتُدفَع الشرور والنقمات، وذكر الله تعالى قسمان[٣]:

  • ذِكر مطلق: وهو ذكر الله تعالى في أي وقت من اليوم والليلة، دون أن يرتبط بعبادة أخرى معينة، ومن الأمثلة على الذكر المطلق: قراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، والاستغفار، وحمد الله سبحانه وتعالى.
  • ذِكر مقيَّد: فهو الذّكر المختص بوقت معيّن والأفضل أن يأتي به المسلم كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل: الأذكار بعد الصلوات المفروضة، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والدعاء الذي بعد الأذان.


فوائد ذكر الله تعالى

يعبد المسلم الله تعالى طمعًا في مرضاته، وتجنبًا لغضبه، كما أنّ المسلم يسعى إلى دخول الجنة ونيل أعلى المراتب فيها، ومما يزيد من الحسنات ويحط من السيئات: كثرة ذكر الله تعالى، ومن فوائد ذكر الله تعالى[٤]:

  • ذكر الله تعالى للذاكر في الملأ الأعلى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • طرد الشيطان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ)[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الملائكة تحف مجلس الذّكر: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: '(لاَ يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • خير الأعمال ذِكر الله: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَلاَ أُنَبئُكُمْ بخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذهَب وَالوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ الله تَعَالَى) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]


المراجع

  1. "فضل ذكر الله تعالى"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  2. "ما صح و ما لم يصح - (2) ما صح في فضائل (سبحان الله وبحمده)"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  3. "ذكر الله تعالى: أنواعه وفضائله"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  4. "فضائل ذكر الله تعالى"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :