يولد تقريبًا طفل بين كل 700 طفل مصابًا بمتلازمة داون، وتنتج هذه المتلازمة من تضاعف الكروموسوم 21 أو جزء منه في خلايا الطفل، إذ إنه يكون لديه في هذه الحالة ثلاثة كروموسومات بدلًا من اثنين فقط. يتسبب ذلك في ظهور بعض الخصائص الشكلية والعقلية المختلفة والمميزة على الطفل، بعضها يظهر مبكرًا جدًّا منذ الولادة. تعرفي معنا في هذا المقال إلى شكل أطفال متلازمة داون حديثي الولادة، والطريقة المثلى للتعامل معهم.
ما شكل أطفال متلازمة داون حديثي الولادة؟
هناك بعض الحالات التي تُكتشَف فيها إصابة الجنين بمتلازمة داون خلال الحمل، إذ إن بعض الفحوصات تجرى للأمهات الأكثر عرضة لإنجاب أطفال داون، كالأمهات الأكبر من 35 عامًا، واللائي لديهن تاريخ عائلي بالإصابة بهذه المتلازمة. أشهر هذه الفحوصات الموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، ويجرى هذا الفحص بين الأسبوع 15 و20. هناك بعض الاختبارات الأخرى الأكثر تقدمًا التي يطلبها الطبيب في الحمل، كفحص السائل الأمنيوسي، وأخذ عينة من خلايا المشيمة وفحصها، وبزل الحبل السري. إذا لم تعرفي خلال الحمل أن جنينك مصاب بمتلازمة داون، فيمكنكِ معرفة ذلك بعد الولادة من السمات الشكلية له، إليكِ أشهرها في السطور القادمة:
- الوجه المفلطح، خاصةً جسر الأنف.
- العيون اللوزية الشكل والمنحدرة لأعلى.
- الرقبة القصيرة.
- الأنف الصغير.
- اللسان المتدلي خارج الفم.
- البقع البيضاء الدقيقة في حدقة العين.
- الأيدي والأقدام الصغيرة.
- الخط الواضح الذي يقطع راحة اليد، وهو إحدى العلامات التشخيصية الفارقة التي يعرفها الأطباء.
- أصابع الخنصر الصغيرة، وقصر الإبهام.
- ضعف العضلات والمفاصل.
- قصر الطول، مقارنة بالأطفال حديثي الولادة الآخرين.
انتبهي: إذا ظهرت على طفلك بعض هذه الأعراض فلا داعي للفزع، هناك عدد من الأطفال يبدون شبيهين لأطفال متلازمة داون عند الولادة، والفيصل في الحكم والتشخيص رأي الأطباء، ويكون ذلك بعد الفحص الجسدي، وإجراء تحليل عينة دم من طفلك حديث الولادة، للكشف عن تركيب DNA في خلاياه، والتأكد أن هناك تضاعفًا للكروموسوم 21 أو جزء منه.
اقرئي أيضًا:أعراض متلازمة داون في أثناء الحمل
كيفية التعامل مع أطفال متلازمة داون حديثي الولادة؟
إذا رُزِقت بطفل داون، فهناك بعض الأمور التي عليكِ أن تهتمي بها، إليكِ بعضها في السطور القادمة:
- الاطمئنان والتقبل النفسي للأمر: من الضروري أن تطمئني لتعبري هذه الفترة بسلام، اعرفي عزيزتي أن طفلك المصاب بمتلازمة داون كأي طفل آخر، سيضحك ويلعب ويمشي ويتعلم، ويحتاج منكِ إلى الرعاية والاهتمام والحب كأطفالك الآخرين. كذلك فإن كثيرًا من المؤسسات الحكومية والخاصة في هذه الحقبة الزمنية، تدعم الأطفال مصابي متلازمة داون وأسرهم. تحدثي مع الطبيب حول كل مخاوفك، ولا مانع من الحديث مع متخصص نفسي، إذا كنتِ تشعرين بأنكِ غير متقبلة للأمر.
- مواجهة تحديات الرضاعة: يقابل الأطفال المصابون بمتلازمة داون بعض الصعوبات لإمساك الحلمة والرضاعة الطبيعية، لذا قد يحتاج الأمر منكِ إلى بذل جهد أكبر، واستشارة متخصصة رضاعة طبيعية.
- فحص الطفل جيدًا: بعض الأطفال مصابي متلازمة داون تكون لديهم مشكلات صحية، كالعيوب الخلقية في القلب، ومشكلات السمع والرؤية. لذا من الضروري أن يفحص طبيب متخصص طفلك حديث الولادة، وعليكِ إبلاغه فورًا إذا لاحظت ظهور أعراض لمشكلات القلب على طفلك الرضيع، كازرقاق الأطراف والشفاه وصعوبة التنفس.
- تطوير مهارات الطفل مبكرًا: يحتاج الأطفال المصابون بمتلازمة داون إلى التدخل المبكر منذ شهورهم الأولى لتدريبهم وتعليمهم، وإكسابهم المهارات المختلفة، ومساعدتهم ليتطوروا في اللغة والحديث، إذ إن ذلك يعطي نتائج جيدة جدًّا، وقد تكون مبهرة في بعض الحالات.
ختامًا، بعد تعرفك إلى شكل أطفال متلازمة داون حديثي الولادة، وطريقة التعامل معهم، اعلمي عزيزتي أن الأمر يبدو صعبًا ومقلقًا في البداية، لكنكِ مع الوقت ستعشقين طفلك وبراءته، والبعد الجديد الذي يضيفه إلى حياتك، ولن تتخيلي حياتك يومًا من دونه.
يحتاج الأطفال خلال أول عامين من عمرهم إلى الاهتمام بتغذيتهم ومعرفة طرق التعامل مع المشكلات الصحية التي تواجههم، اكتشفي كيف يمكنكِ ذلك من خلال زيارة قسم تغذية وصحة الرضع.
