3 معلومات هامة عن حكم سماع الأغانى فى رمضان

رمضان هو شهر القرآن والطاعات والتقرب إلى الله بالنوافل والصلاة حتى يرضى الله تبارك وتعالى عن عباده المؤمنين ويغفر لهم ويعتبر محطة تغيير كبيرة للنفوس لأن فيه تتاح للإنسان الكثير من الفرص حتى يتغير للأفضل فإن كان قبل رمضان مقصراً فى أداء بعض الفروض فيصبح حريصاً على أدائها، وهناك بعض الأشخاص يصرون على القيام ببعض الذنوب والفواحش الكبيرة وعندما يأتى رمضان يباعد بينها وبين المرء المسلم بشرط أن تكون نيته أن يقلع عن هذا الذنب، وهكذا بالنسبة للإستماع للأغانى فى رمضان ولكن لابد أن نتأمل أمراً هاماً ونتدبر جيداً قبل أن نعرف الحكم الشرعى لإستماع الأغانى فى رمضان وهو هل يستوى الذي يقرأ القرآن الكريم ليلاً ونهاراً كمن لا يذهب ليرفع المصحف ولو ثانية واحدة ولا يهتم بقراءته ويستمع فقط للأغانى ؟ وهل يستوى خشوع نفس الشخص بالقرآن عندما يكون مستمعاً للأغانى ؟

حُرمة شهر رمضان

لقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى أهمية تعظيم شعائره وحُرماته، والتزام أوامره، والتوقف عند حدوده، فقال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)، وحُرمات الله وشعائره هي أوامره ونواهيه، ويكون تعظيمها بالامتثال لها والتزام مراد الله تعالى فيها، وكلّما كانت هذه الحُرمة أو الشعيرة أعظم عند الله كان انتهاك الإنسان لها أعظم ذنباً وأكبر إثماً، وكان وجوب تعظيمها واحترامها أكبر وأشدّ.

يعدّ صوم شهر رمضان المبارك من أكبر حُرمات الله تعالى، فهو خُمس الدين، لكونه أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد جعله الله سبحانه وتعالى ميداناً للتنافس بين المسلمين وفرصة لكسب الأجر والاجتهاد في الطاعات وتحصيل الأجور، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وفيه أنزل القرآن في ليلة القدر العظيمة، إلا أنّ من الناس من لم يقدر شهر رمضان قدره الصحيح فكانوا فيه كما يكونون في غيره إلا أنهم تركوا المأكل والمشرب في نهاره، ثم انتهكوا حرمته بما أرادوا من أقوال وأفعال، حيث أن من صور انتهاك حرمة رمضان المبارك أن يستطيل الإنسان ساعاته، فيقضيها بالكسل والنوم والغفلة عن الطاعة والعبادة، وقد ينام عن الصلوات الخمسة ولا يؤديها إلا متكاسلاً، حتى إذا جاء وقت الإفطار سارع إلى المأكل والمشرب، مع أن المراد من رمضان أن يعوّد الإنسان نفسه على ترك شهواته والتقليل من المأكل والمشرب.

من صور انتهاك الشهر الكريم الإكثار من المشاجرات مع الناس، وإطلاق اللسان في الألفاظ النابية والشتائم القبيحة، مع أن رمضان هو شهر التحاب والمودّة بين المسلمين وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم فيه عن الإساءة للآخرين، قال صلى الله عليه وسلم: (الصيامُ جُنَّةٌ، فلاَ يَرْفُثْ ولا يَجهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتلهُ أوْ شاتَمَهُ، فَليَقُلْ إني صائمٌ)، كما أن بعض الناس ينتهك رمضان بالغش وشهادة الزور والكذب على الناس، وهذا كلّه منهيّ عنه، ويُنقِص من أجر الصائم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من لمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ للهِ حاجَةٌ في أنِ يَدَعَ طعَامَهُ وشرَابَهُ)، كذلك الإكثار من السهرات على شاشات التلفاز وفي المقاهي وفي غير ذلك من أنواع اللهو، مع أن شهر رمضان شهر القيام، وشهر صلاة التراويح، ومن الظالمين من ينتهكون حُرمة شهر رمضان بالقتل وإراقة دماء المسلمين، ومنهم من يترك الصيام فيفطر في رمضان بحجة الرياضة التي تملأ وقته، فلا يستثمره في قراءة القرآن أو في تحصيل الأجور، وكل صور انتهاك رمضان هذه تعدّ من المعاصي التي يأثم الإنسان بفعلها، وهي في رمضان أشدّ إثماً من غيره لما في رمضان من مضاعفة الذنوب.

حكم الإستماع الأغانى فى نهار رمضان

إن كلام الله منزه عن كل ما فى الدنيا من لهو و آفات للبشر فلا يجتمع فى جوف المرء قلبين لأن كل من القرآن والغناء متناقضين فالأول يعتبر عن كلام الله تبارك وتعالى والثانى يعبر عن لهو الحديث ونجد أيضاً أن القرآن الكريم يجلب السكينة والراحة فى القلب والعقل والأغانى تجلب الصخب والضوضاء وإثارة الفتن .لقد ذكرت الأغانى فى أيات وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وقال أبو الصهباء: “سألت ابن مسعود عن هذه الآية فقال: (والله الذي لا إله غيره هو الغناء) يرددها ثلاث مرات، وهذا ما أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال (صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة، مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة).

أما عن سماع الأغانى فى رمضان ليس من الأمور التى تفقد المرء صيامه كالأكل والشرب والجماع ولكن سماع الأغانى فى وقت الصيام ينقص من الأجر لأن الصيام ليس فقط عن الأكل والشرب بل صيام للجوارح كلها عن أى محرمات فالمسلم الصحيح الذى يحافظ على صيامه لا يلتفت لفعل المحرمات المذكورة فى القرآن الكريم كالغيبة والنميمة وسماع الأغانى وملء الوقت بالطاعة والذكر الذى لا يضيع أجره عند الله أبداً.

حكم الإستماع للأغاني بعد الإفطار

سماع الأغانى بعد التراويح أو الإفطار لا يغير من حكم الأغانى فى القرآن شيئاً، فإذا كانت هذه الأغانى مصحوبة بآلات موسيقية غير الدف وتحتوى على ألفاظ من الغزل الفاضح والدعوة للفاحشة فهى حرام وإن كانت غير ذلك فإنه غير مستحب فى هذا الشهر العظيم الإنشغال بأمور الدنيا بل ينشغل الإنسان بإرضاء الله تبارك وتعالى.

بواسطة: Shaimaa Lotfy

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *