عمان- قد يكون أسلوب العلاج النفسي الديناميكي من أقدم أساليب العلاج النفسي الموجودة حاليا؛ حيث تعود جذوره إلى علم النفس الفرويدي نسبة لعالم النفس سيجموند فرويد. أما عن كيفية عمله، فيعمل هذا الأسلوب على جعلك أكثر إدراكا للاوعي، لتتمكن من فهم سلوكك الذي قد يكون مؤذيا أو مزعجا لك أو للآخرين من حولك.
وهذا بحسب موقع "www.psycom.net" الذي ذكر أن الخبراء يشيرون إلى أن المعالجين النفسيين يمارسون هذا النوع من العلاج النفسي بالجمع بين بعض عناصره وعناصر من أساليب علاجية نفسية أخرى، منها العلاج المعرفي السلوكي. ولكن ما يهم حقيقة هو مدى تفاعل المريض والمعالج مع العلاج، بصرف النظر عن نوع أو عناصر العلاج.
ويذكر أن العلاج النفسي الديناميكي يعد مهما؛ إذ إنه يساعد جدا على فهم العديد من المشاكل النفسية وإدراكها والتعبير عنها. فهو يساعد الشخص على التعامل مع المشاعر المكبوتة لديه للتمكن من تحسين علاقاته مع الآخرين، كما ويساعد في العديد من المشاكل النفسية.
فإن كنت تعاني من المشاكل في علاقاتك مع الآخرين، فيجب عليك وضع ما تعرضت له من صدمات والتعرض للإهمال في ماضيك، وهنا يأتي دور العلاج النفسي الديناميكي، وذلك للربط بينهما.
يعد العلاج النفسي الديناميكي مناسبا للأشخاص الذين يريدون إيجاد معنى لحياتهم ويرغبون بتحسين وعيهم تجاه أنفسهم وفهم تأثير الماضي على سلوكهم ومشاعرهم الحالية. والهدف هو اكتشاف الأفكار والمشاعر المزعجة لديهم للتمكن من معرفة كيف يقوم الماضي بتشكيل الحاضر. ويقوم هذا النوع من العلاج أيضا بالتركيز على الأحلام والمخاوف والرغبات كمصدر للمعلومات حول كيف ترى نفسك وترى الآخرين للتمكن من فهم التجارب التي تمر بك.
فعندما يستهدف هذا العلاج مشاكل معينة، يكون عادة أسلوبا علاجيا سريعا، ولكنه يحتاج لموافقة من كل من المعالج والمريض على القيام به.
ويخلط البعض بين العلاج النفسي الديناميكي والعلاج النفسي التحليلي، لكن العلاج النفسي التحليلي يتطلب وقتا أطول ويكون أكثر تركيزا؛ حيث يستمر لساعة أو أكثر في الأسبوع الواحد.
وبالإضافة لعلاج الاكتئاب والقلق، يستهدف العلاج النفسي التحليلي اضطراب خلل الانتباه وفرط الحركة وأنواع الرهاب أيضا. فعندما يهدف هذا الأسلوب العلاجي لعلاج الأطفال المصابين باضطراب خلل الانتباه وفرط الحركة، فإنه يركز على قدرة الطفل على تنظيم نفسه وإدراك مشاعره وأفكاره.
فهذا العلاج يعد مهما جدا لزيادة البصيرة حول كيف تفكر وتتصرف في سياقات مختلفة من الحياة، فهو يساعدك على فهم نفسك بشكل أفضل. وعندما تفهم نفسك بشكل جيد يصبح بإمكانك القيام بالتغييرات في حياتك ويجعلك أقرب للحياة التي تتمنى أن تعيشها.
ليما علي عبد
مترجمة طبية وكاتبة محتوى طبي
[email protected]
