هل تأثير كورونا على الشم يختلف حسب السلالة.. دلتا أو أوميكرون؟

ما أسباب تراجع او اختفاء حاستي الشم والذوق بعد الإصابة بكورونا؟ وهل تأثير كورونا على الشم يختلف حسب السلالة: دلتا أو أوميكرون أو أوميكرون الخفي؟ وما هو تدريب الشم؟ وهل هو فعال لاستعادة حاسة الشم بعد كورونا؟

هذه الأسئلة وغيرها حملناها للدكتور محمد عطا حندوس رحال الذي نشر ورقة بحثية جديدة في مجلة بيوملوكيولار ستراكتشر آند ديناميكس (Journal of Biomolecular Structure and Dynamics)، والتي تشرح سبب إصابة بعض الأشخاص المصابين بمشاكل في الشم أو تغير في حاسة التذوق.

والدكتور محمد عطا حندوس رحال هو أستاذ مساعد في كلية وايل كورنيل للطب، وطبيب استشاري أول، وحاصل على البورد الأميركي.

  • ما أسباب تراجع أو اختفاء حاستي الشم والذوق بعد الإصابة بكورونا؟

يمكن أن يصل انتشار اختلال الشم والتذوق لدى مرضى كوفيد-19 إلى 36%، وقد أثرت الأعراض على ملايين الأشخاص لمدة تزيد على 6 أشهر بسبب الإصابة الأولية بفيروس "سارس-كوف-2" (SARS-Cov-2) الاسم العلمي لفيروس كورونا المستجد.

ارتبط فقدان الحواس الحيوية بالتغيرات في الشهية والتأثير على نوعية الحياة، وعلاوة على ذلك يمكن أن يقلل من القدرة على اكتشاف الدخان أو الغازات الضارة، وأن يؤدي إلى تفاقم المخاوف بشأن النظافة الشخصية، ويمكن أن يقلل التفاعل الاجتماعي.

وأشارت الدراسات إلى أن فقدان الشم هو أفضل مؤشر عما إذا كان شخص ما مصابا بالفيروس، وذلك بدلا من الأعراض الأخرى مثل السعال أو الحمى.

ولفقدان حاسة الشم الذي يعاني منه الأشخاص بسبب فيروس كورونا نوعان: الحاد والمزمن.

الحاد هو عندما يصاب الشخص بفيروس كوفيد-119، وقد يعاني من أعراض أخرى، مثل سيلان أو انسداد الأنف، مما يؤدي إلى التهاب الممرات الأنفية.

وبالنسبة للفقد المزمن للرائحة فيحدث بعد زوال عدوى كوفيد-19، ولكن بعد أسابيع أو أشهر، إذ لا يزال الشخص لم يستعد حاسة الشم.

وفي البشر تبطن الظهارة الشمية تجاويف الأنف، وتحتوي هذه الظهارة على ملايين الخلايا الشمية، وتحتوي هذه الخلايا على تغصن واحد يمتد إلى الطبقة الخارجية من الظهارة، إذ تظهر الأهداب من نهاية التغصنات (تفرعات الأعصاب) وتنتشر على سطح الظهارة الشمية.

يستخدم فيروس كورونا الإنزيم المحول "للأنجيوتنسين 2" (ACE2) للدخول إلى الخلية البشرية، ويوجد الأخير في الغشاء المخاطي للأنف، ويساهم في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الالتهابية ويمكن أن يكون مرتبطا بالعدوى غير المصحوبة بأعراض وقابلية عالية للانتقال تلف ظهارة حاسة الشم في وقت مبكر بعد يومين من تعرض الأنف لفيروس كورونا، مما يتسبب في خسارة هائلة للأهداب اللازمة للكشف عن الرائحة.

كيف يؤثر كورونا على حاسة الشم والذوق؟ الشم التذوق كورونا كوفيد-19 إنفوغراف

  • ما الذي توصلت إليه ورقتكم البحثية الجديدة؟

هناك ارتباط بين عامل الخطر الوراثي وفقدان حاسة الشم وعسر الذوق بعد عدوى كوفيد-19، وهذا العامل مشفر بواسطة الجينات الموجودة على الكروموسوم 4.

والكروموسومات هي هياكل شبيهة بالخيوط تقع داخل نواة الخلايا الحيوانية والنباتية، ويتكون كل كروموسوم من البروتين وجزيء واحد من الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين "دي إن إيه" (DNA).

ويحتوي الحمض النووي -الذي ينتقل من الآباء إلى الأبناء- على التعليمات المحددة التي تجعل كل نوع من الكائنات الحية فريدا من نوعه، ونحصل على 23 كروموسوما من كل والد، ومعظم البشر لديهم 46 كروموسوما.

تحمل الكروموسومات المختلفة أنواعا مختلفة من المعلومات، على سبيل المثال قد يحتوي كروموسوم واحد على معلومات عن لون العين وطولها، فيما قد يحدد كروموسوم آخر فصيلة الدم.

وتوجد داخل كل كروموسوم أقسام محددة من الحمض النووي تسمى الجينات، ويحتوي كل جين على الكود أو الوصفة لصنع بروتين معين، وتحدد هذه البروتينات كيف ننمو وما هي السمات التي نرثها من آبائنا، ويطلق على الجين أحيانا اسم وحدة الوراثة.

  • هل تأثير كورونا على الشم يختلف حسب السلالة؟

أظهرت الدراسات الأولية أن معظم -إن لم يكن كل- متغيرات كوفيد-19 المعروفة تستخدم نفس المستقبل لدخول الخلايا المضيفة، وبالتالي يمكن أن تسبب جميع المتغيرات تغيرات في الذوق والرائحة.

  • ما هو تدريب الشم؟ وهل هو فعال لاستعادة حاسة الشم بعد كورونا؟

يمكن للمرضى أيضا الخضوع للتدريب على حاسة الشم، مما يعني تدريب الأنف على التعرف على الروائح مرة أخرى.

مثلما توجد ألوان أساسية: أحمر وأصفر وأزرق هناك روائح أولية، وهي: أزهار، وفاكهي، وعطري، والراتنج.

  • رائحة الزهور ناعمة وحلوة.
  • تأتي رائحة الفاكهة من الفواكه باستثناء الحمضيات، مثل الليمون والبرتقال.
  • الرائحة العطرية هي رائحة لطيفة، وغالبا ما تكون عطرا.
  • الرائحة الراتنجية لها رائحة الصنوبر أو العشب.

الطريقة هي أن تحصل على أوعية أو أعواد صغيرة تضعها تحت أنفك، وتستنشق لمدة 15 إلى 20 ثانية مرتين في اليوم، وفكر في ما تشبه هذه الرائحة، مثلا رائحة الورد، وحاول أن تتذكرها، الفكرة هي أن الجمع بين الصور المرئية ورائحة جزيئات الرائحة يمكن أن يساعد في تدريب الشم.

بالنسبة لتناول الطعام ينصح بالتالي:

  • الأطعمة التي لا يمكن تحملها بشكل جيد هي الأطعمة الغنية بالبروتين، اللحوم البيضاء والبيض والجبن يمكن تحملها بشكل أفضل.
  • عادة ما يتم تحمّل الأطعمة الباردة بشكل أفضل من الأطعمة الساخنة بسبب انخفاض الروائح المنبعثة أثناء الطهي والتقديم.
  • إذا اشتكى المريض من طعم معدني يمكن التوصية باستخدام الأواني البلاستيكية.
  • لتجنب عدم تناول كمية كافية من الطعام يمكن تحسين تصورات التذوق عن طريق إضافة عوامل منكهة أو توابل إلى الطعام.

  • ما النصائح العملية التي تقدمها للمتعافين من كورونا لاستعادة حاستي الشم والذوق؟ وهل توصي بأدوية معينة لاستعادة هاتين الحاستين؟

يوصى بشدة بعدم استخدام أي أدوية بدون استشارة الطبيب لأن كل مريض يختلف عن الآخر.

تم استخدام الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroid) عن طريق الفم وداخل الأنف لاستبعاد مكون التهابي في المرضى الذين يعانون من اضطرابات الشم بعد العدوى.

ومع ذلك، لا ينصح حاليا باستخدام الكورتيكوستيرويدات للأفراد الذين يعانون من اضطرابات الشم بعد العدوى نظرا لعدم وجود دليل على الفائدة، وهناك خطر محتمل للضرر.

وتشمل الأدوية الأخرى التي أظهرت نتائج واعدة بعد العدوى سيترات الصوديوم داخل الأنف، والتي يعتقد أنها تعدل في عمل مستقبلات حاسة الشم، وفيتامين "إيه" (A) داخل الأنف، والذي قد يعمل على تعزيز تكوين الخلايا العصبية الشمية، وأحماض "أوميغا-3" (Omega-3).

وأظهرت بعض التجارب فائدة مكملات الزنك في المرضى الذين يعانون من اضطرابات الذوق.

المصدر : الجزيرة