تدريب الأنف على شم أربع روائح يوميا قد تكون أفضل طريقة لاستعادة الحاسة كليا
تدريب الأنف على شم أربع روائح يوميا قد تكون أفضل طريقة لاستعادة الحاسة كليا

يعمد بعض المتعافين من كوفيد-19 إلى استخدام منشطات "ستيرويد" لاستعادة حاسة الشم التي فقدوها جراء الإصابة بفيروس كورونا المتجدد، لكن خبراء في هذا المجال ينصحون بالابتعاد عن هذا الأسلوب. 

وتقترح مجموعة من خبراء حاسة الشم بإعادة تدريب الأنف على بعض الروائح. 

ورغم أن هذه الطريقة قد تستغرق وقتًا، وربما شهورًا، ولكن إذا حاول المتعافون من كوفيد-19 استنشاق أربع روائح مختلفة على الأقل مرتين يومياً، فقد يساعد ذلك على التعافي بشكل أسرع وبشكل كامل، دون أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.

وتستند توصية الخبراء إلى مراجعة منهجية قائمة على الأدلة، والتي خلصت إلى أن "الستيرويدات القشرية" (corticosteroids) لا ينبغي أن تكون خيار العلاج الأول لفقدان الرائحة بسبب كوفيد-19.

وعادة ما توصف هذه الأدوية لمن يعانون من احتقان أو التهاب في الأنف، ولكن لا يبدو أن هذا هو سبب الخلل الوظيفي في حاسة الشم الذي يعاني منه المصابون بكوفيد-19، لذلك قد لا ينجح استخدامها في حل المشكلة.

بينما تدريب الأنف تدريجيا، وفقا للأدلة، يمكنه أن يساهم بعودة حاسة الشم تدريجيا بعد التعرض لعدوى فيروسية، وفقا للخبراء. 

وذكروا في مراجعتهم "كوننا مجموعة من خبراء الشم نوصي بشدة التفكير أولا بتدريب الحاسة". 

وأضافوا أن "تدريب حاسة الشم خال من أي عوارض جانبية وهي أقل تكلفة (مقارنة باستخدام الستيرويدات) وهو العلاج المتوفر الوحيد .. المدعوم بقاعدة من الأدلة العلمية". 

وفكرة التدريب على الرائحة موجودة منذ فترة،  وتم استخدامها بنجاح كبير للمساعدة في علاج فقدان الرائحة جراء الإصابة بأنواع أخرى من الالتهابات.

وفي عام 2020، أجريت دراسة للمقارنة بين أساليب المداواة المستخدمة، من ضمنها التدريب على الشم والستيرويدات والعلاجات الموضعية والأدوية غير الستيرويدية التي يمكن تناولها عبر الفم إضافة إلى الوخز بالإبر، واستنتجت بأن التدريب التدريجي يجب أن يكون الأسلوب الأول في المداواة. 

واليوم، قد نحتاج إلى تنفيذ هذه الممارسة على نطاق لم نشهده من قبل، إذ يعاني حوالي 60 في المئة من المتعافين بكوفيد-19، من اضطراب في حاسة الشم ، بينما يعاني حوالي 10 في المئة من أعراض مستمرة تستمر لأسابيع أو حتى شهور، وفقا لما نقله موقع "Science Alert". 

ولحسن الحظ، يبدو أن معظم الناس يتحسنون بالفعل، وقد يكون للتدريب على الرائحة علاقة بذلك. في بداية عام 2021، وجدت دراسة أجريت على 1363 مريضاً بفيروس كورونا عانوا من ضعف حاسة الشم أن 95 في المئة منهم استعادوا حاسة الشم بعد ستة أشهر.

سلالة "FLiRT" أصبحت المتحور الرئيس لفيروس كورونا في الولايات المتحدة (أرشيفية)
سلالة "FLiRT" أصبحت المتحور الرئيس لفيروس كورونا في الولايات المتحدة (أرشيفية)

يتصاعد القلق بشأن تهديد موجة من فيروس كورونا صيفية في الولايات المتحدة، بفعل متغير "FLiRT" الجديد، حيث أصبح المسؤول الرئيسي عن الإصابات في البلاد، حسب شبكة "سي إن إن" الأميركية. 

وأوردت الشبكة أن البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تظهر أنه حتى 11 مايو الجاري، فإن سلالة "KP.2" -واحدة من السلالات المعروفة باسم "FLiRT"- مسؤولة عن أكثر من ربع الحالات في البلاد، وهو ما يقرب من ضعف عدد حالات من سلالة "JN.1".

والسلالات المتحورة من "FLiRT" هي امتدادات لسلالة "JN.1"، وجميعهم جزء من عائلة "أوميكرون" الأوسع، التي تسببت في موجة تفشي خلال هذا الشتاء، وفق الشبكة.

وحسب عالم الفيروسات في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة في الولايات المتحدة، أندي بيكوز، فإن "هذه المتغيرات تتسبب بأحد أمرين، إما أنها تجعل الأجسام المضادة التي اكتسبتها من التطعيم أو الإصابة غير قادرة على إيقاف الفيروس (تسمي بالتهرب من المناعة)، أو أنها تزيد من قوة ارتباط الفيروسات بالخلايا".

وأصبح هذا نمطا مألوفا في تطور الفيروس الذي يسبب "كوفيد-19"، لكن الخبراء يقولون، وفق الشبكة، إننا "لا نزال لا نعرف ما يكفي للتنبؤ بالضبط أين ستحدث الطفرات التالية، أو كيف ستؤثر على طريقة انتقال الفيروس".

وتؤدي التغيرات في سلالات "FLiRT" إلى زيادة قدرتها على الانتقال، ومن احتمالية حدوث موجة صيفية، مما يشكل تهديدا، حيث يتبع فيروس كوفيد-19 بعض الأنماط الموسمية، والتي شملت زيادة في الإصابات خلال الصيف في السنوات الماضية، لكن مستوى الخطر لهذا العام لا يزال غير واضح، حسب "سي إن إن".

وأشار الخبير في الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأميركية، ويليام شافنر، إلى أنه "في الماضي كانت هناك بعض المتغيرات التي بدأت بالانتشار بقوة، ولم نتمكن من السيطرة على الوضع. وقد تتطور هذه السلالات الفرعية تدريجيا لتصبح سائدة، أو قد تكون مسؤولة عن نسبة تتراوح بين 20 و40 بالمئة من الحالات ثم تستقر عند هذا المستوى، لهذا علينا فقط أن نراقب وننتظر".

وعلى الرغم من انخفاض مستوى مراقبة كوفيد 19 بشكل كبير منذ انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة في الولايات المتحدة قبل عام، فإن هذا الأمر يضيف أيضا إلى عدم اليقين.

لكن البيانات المتوفرة متسقة مع تراجع الإصابات في الوقت الحالي، حيث تشير مراقبة مياه الصرف الصحي إلى أن النشاط الفيروسي منخفض جدا ويتناقص في جميع أنحاء البلاد، ولا تزال معدلات دخول المستشفى منخفضة للغاية.

وقال شافنر للشبكة: "متحورات (FLiRT)، بدا أنها حتى الآن قابلة للانتقال مثل المتغيرات الفرعية الأخرى لأوميكرون، مما يعني أنها معدية للغاية. لكن لا يبدو أنها تسبب مرضا أكثر خطورة أو نوع من الأمراض المميزة من حيث الأعراض السريرية".

وتظهر البيانات أن معدلات دخول المستشفى في الولايات المتحدة بسبب كوفيد 19 انخفضت من حوالي 8 حالات دخول جديدة لكل 100 ألف شخص في الأسبوع الأول من العام، إلى حوالي حالة دخول جديدة لكل 100 ألف شخص في نهاية شهر أبريل الماضي.

تأهب صحي في السعودية بسبب مرض مرتبط بفيروس كورونا
تسابق الوكالات الصحية الزمن لتحديد أصول تفشي فيروس "ميرس" في السعودية، وذلك إثر ظهور ثلاث حالات مؤكدة بالعدوى لدى أشخاص لم يكن لهم احتكاك مباشر مع الإبل، التي تُعد المصدر الرئيسي المعروف لهذا الفيروس، حسبما نقلته صحيفة "تلغراف" البريطانية.

وبينما تشكل متحورات "FLiRT" بعض المخاطر هذا الصيف، يظل الخبراء يركزون على ما قد يحدث في الخريف المقبل، وفق الشبكة، إذ يتوقع بيكوز أن "تؤدي إلى بعض الحالات الإضافية، لكن الأمر سيتعلق بالمتحور الذي سيكون موجودا عندما نصل إلى الخريف".

وأضاف: "ربما يكون الخريف هو الوقت الذي نتوقع فيه ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وإذا كان لدينا متحور جديد يحتوي على الكثير من هذه الطفرات التي تتجنب المناعة، فإن الاحتمال في الخريف لحدوث ارتفاع أكبر يكون الأكثر ترجيحا".

ورأى بيكوز أن الخريف والشتاء يشكلان الخطر الأكبر، إذ "يحتاج الفيروس الآن إلى ظروف أفضل للانتقال، ومن المحتمل أن تحدث هذه الظروف الأفضل للانتقال في الخريف عندما يصبح الطقس أكثر برودة، ويقضي الناس وقتا أطول في الداخل ويكونون أكثر عرضة للتواجد في بيئات ينتقل فيها فيروس الجهاز التنفسي بشكل أكثر كفاءة".

وقال خبراء إنه بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد 19 الخريف الماضي، قد يكون لديهم بعض الحماية ضد المتغيرات الجديدة.

وستجتمع اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية في يونيو، لمناقشة توصيات بشأن إصدار لقاح كوفيد 19 الذي سيكون متاحا هذا الخريف، حسب "سي إن إن".

وفي الوقت الحالي، رأى الخبراء أن الخطر "لا يزال منخفضا نسبيا"، إذ يقول شافنر: "كما هو الحال مع كل شيء متعلق بكورونا، قد تتغير توقعاتنا في غضون أسبوع أو أسبوعين. لكن في الوقت الحالي، نحن في مكان جيد جدا، وأفضل مكان كنا فيه منذ فترة طويلة".