إن إتباع نظام غذائى لقرحة المعدة من العوامل التى تساعد على تخفيف الألم والاستثارة التى تصاحبها – فالقرحة هى التهاب يصيب جدار المعدة، المريء، أو الأمعاء الدقيقة وتكون مؤلمة. ولابد أن يصف الطبيب الأدوية الطبية للمريض أولاً، لكن النظام الغذائى المحدد يُعد جزء أساسى وهام بجانب الأدوية فى الخطة الخاصة بعلاجها وللسيطرة على الأعراض المؤلمة التى تصاحبها.
الأطعمة والمشروبات لا تسبب القرحة ولا تعالجها .. لكنها من الممكن أن تعيد بناء الأنسجة التالفة التى تصاحب القرحة وتخفف من حدة الالتهابات ومن تراكم حمض المعدة الذى يهدد الجدار الحامى للمعدة وللجهاز الهضمى بشكل عام.
وكقاعدة عامة فإن الأطعمة والمشروبات التى يتم تجنبها قدر الإمكان هى الأطعمة التى تسبب استثارة للمعدة بشكل عام وتزيد من حدة الأعراض سوءً مع مرضى قرحة المعدة .. والأطعمة التى يتم ذكرها لا يوجد جزم عما إذا كانت تسبب أو تزيد من حدة القرحة إلا أنها تزيد من إفرازات المعدة (حمض المعدة) مسببة تهيجها لجدار المعدة لذا يوصى بتجنبها مع مريض القرحة.
علاج قرحة المعدة يكون بوصف الأدوية التى تخفف حدة الأعراض وتعالجها، فإذا كان السبب عدوى يتم وصف المضادات الحيوية لها لعلاج البكتيريا، كما يوصف للكثير من المرضى أدوية تقلل من إفراز الحمض المعدى الذى يعمل على زيادة حدة أعراض القرحة سوءً، كما يوصى بالامتناع عن أخذ المسكنات .. بجانب الأدوية يصف الطبيب نظام غذائى لتخفيف حدة الأعراض والذى يكون جزء من الخطة العلاجية لا يُستهان به، حيث يصف ما هو ممنوع وما هو مسموح.
والممنوع أو المسموح من الأطعمة يعتمد على استجابة كل شخص لنوعية الطعام الذى يتناوله والذى يسبب أو بحفز على ظهور الأعراض، ولا يوجد نظام غذائى بعينه يمكن القول بأنه النظام الغذائى المحدد لمرضى قرحة المعدة فهذا يعتمد بشكل كبير على التجربة الفردية لكل نوع من الأطعمة الغذائية - وهذا ما أشارت إليه الدراسات والحديثة.
فالشخص الذى يعانى من قرحة المعدة فقد تزيد بعض المشروبات والأطعمة من حدة الأعراض سوءً له، وقد لا تسبب نفس المشروبات والأطعمة أية أعراض لمريض قرحة آخر .. فهذا يعتمد على مدى استجابة كل شخص ويمكن تجربة كم بسيط من الأطعمة أو المشروبات على عدة مرات لكى يختبر الشخص عما إذا كانت هذه الأطعمة تسبب له مزيد من المشاكل مع القرحة، بالإضافة إلى تجربة حذف المواد الغذائية التى يكون هناك شك فى أنها تزيد من حدة الأعراض سوءً حتى يثبت العكس.
* ما هى قرحة المعدة؟
قرحة المعدة والتي يطلق عليها أيضاً (قرحة ببسيني Peptic ulcer) عبارة عن تآكل صغير (يشبه الثقب) في الجهاز الهضمي للإنسان. ومن أكثر الأنواع انتشاراً تلك القرحة التي تحدث في الإثني عشر عند مقدمة الأمعاء الدقيقة في أول 30 سم خلف المعدة، أما القرح التي تحدث في المعدة نفسها تسمي بالقرح المعدية نسبة إلي المعدة.
وتتعدد الأسباب للإصابة بقرحة المعدة التى من بينها: تلف الغشاء المخاطي للمعدة أو الأمعاء، العدوي بـبكتيريا هيليكو باكتر بيلورى (Bacterium Helicobacter pylori)، أسباب جينية متوارثة تعطي قابلية للإصابة بالمرض، الضغوط النفسية، الاستخدام المزمن للعقاقير المضادة للالتهاب مثل الأسبرين، تدخين السجائر وشرب الكحوليات،والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، الروماتويد، الإمفزيما. المزيد عن الروماتويد ..
وعن الأعراض التى تظهر على الإنسان: حرقان أو الإحساس بتآكل في منطقة المعدة، فقدان الشهية والوزن، القيء المتكرر، دم في البراز، والأنيميا (فقر الدم). المزيد عن الأنيميا .. المزيد عن قرحة المعدة ..
* فوائد النظام الغذائى لمريض قرحة المعدة:
أول خطوة فى تقديم العلاج لقرحة المعدة الدواء الطبى كما سبق وأن أشرنا، ثم يأتى النظام الغذائى الذى لا يجدى بمفرده، فوضع خطة من النظام الغذائى بجانب الأدوية يمكن أن:
- تحسن الأعراض بصورة أسرع وبالتالى الوقاية من حدوث أية قرح مستقبلية.
- تصحيح القصور الغذائى الذى قد يزيد من أعراض الحالة سوءً (نقص المواد الغذائية).
- النظام الغذائى لمريض قرحة المعدة يحتوى على البروتينات وغيرها من المواد الغذائية التى قد يحتاجها الجسم من أجل سرعة شفاء القرحة.
- محاولة عدم تعريض المريض للأطعمة التى تسبب استثارة لبطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة.
- يمكن مع النظام الغذائى علاج مشاكل واضطرابات أخرى متعلقة بالجهاز الهضمى مثل داء كرون أو العدوى البكتيرية التى تساهم فى الإصابة بالقرح أو زيادة أعراضها سوءً. المزيد عن داء كرون ..
- الخضراوات:
الخضراوات الورقية، أو الخضراوات التى لها لون أحمر فاتح أو برتقالى، والخضراوات التى تحتوى على زهور مثل البروكلى والقرنبيط غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة التى تفيد الصحة العامة ككل ومريض قرحة المعدة على نحو خاص، لكن مع تجنب الفلفل الحار أو الطماطم ومنتجاتها لأنها تسب ارتجاع حمض المعدة، مع تجنب الخضراوات غير المطهية بالمثل لأنها صعبة فى الهضم. المزيد عن أهمية تناول الخضراوات والفاكهة ..
- اللحوم الخالية من الدهون:
مثل لحوم الطيور الداجنة المنزوعة الجلد، اللحم البقرى منزوع الدهون، السمك، البيض، التوفو، الفاصوليا المجففة والبسلة من البروتينات المنخفضة فى نسبة دهونها. الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين تمد المريض بدهون أوميجا-3 التى تقلل الالتهابات كما تقى من الإصابة بمزيد من القرح. المزيد عن البيض .. المزيد عن التوفو .. المزيد عن أوميجا-3 والأسماك ..
* أطعمة يتم الحد منها (أو الامتناع عن تناولها) مع قرحة المعدة: - الكحوليات:
الكحوليات تهيج المعدة وتؤخر التئام القرحة، لذا لابد من تجنب النبيذ والبيرة والمشروبات الروحية. المزيد عن شرب الكحوليات والأمراض ..
- الشيكولاته:
الشيكولاته تزيد من إفراز حمض المعدة، كما أنها تحفز من ظهور أعراض حرقان فم المعدة. المزيد عن الشيكولاته ..
- التوابل على الأطعمة:
لابد من تجنب التوابل الحارة مثل الفلفل الأحمر الحار، الفلفل الأسود، والصلصات التى تحتوى عليهم وخاصة إذا كنت تسبب للشخص الألم وارتجاع الحمض المعدى. المزيد عن الفلفل الأسود ..
- اللبن:
من المعروف أن اللبن يوصى به لمرضى قرحة المعدة، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن اللبن يزيد ويحفز إفراز حمض المعدة لذا من الأفضل تجنب شربه. المزيد عن اللبن .. المزيد عن حساسية اللبن ..
- لحوم بعينها:
تجنب اللحوم المتبلة، السجق أو اللحوم المحمرة أو التى بها دهون ونفس الشىء ينطبق على البروتينات. المزيد عن البروتينات ..
- الأطعمة العالية فى نسبة دهونها:
محاولة تجنب الكميات الكبيرة من الدهون المضافة التى تزيد من إفراز حمض المعدة وتسبب ارتجاعه (لكن الدهون الصحية لا مانع منها) ولذا يتم تجنب حساء الكريمة وتوابل السلطة.
- الأطعمة المملحة:
أثبتت الأبحاث أن الأطعمة العالية فى نسبة أملاحها تساعد على نمو بكتيريا (هيليكو باكتر بيلورى) - البكتيريا التى تسبب قرحة المعدة - لذا لابد أن يأخذ مريض قرحة المعدة حذره من المخللات والزيتون وغيرها من الخضراوات التى تعرضت للتخمر والعالية فى نسبة أملاحها والتى تزيد من نمو البكتيريا التى تسبب قرحة المعدة. المزيد عن الزيتون ..
* اعتبارات هامة مع النظام الغذائى لمرضى قرحة المعدة: - توقيت تناول الأطعمة:
من الأفضل لمريض قرحة المعدة تناول من خمسة إلى ستة وجبات صغيرة على مدار اليوم أفضل من ثلاث وجبات كبيرة، فالحمض المعدى يُفرز فى كل مرة يتناول الإنسان فيها للطعام، والأطعمة الكبيرة تتطلب إفراز كم من الحمض أكثر من أجل الهضم والتى بالتالى تسبب مزيد من الاستثارة للمعدة.
لابد من تناول الأطعمة قبل الذهاب للفراش بثلاث ساعات على الأقل، مع المكوث فى وضع الجلوس بعد آخر قضمة من تناول الطعام من أجل تحسين كفاءة الهضم وإفراز حمض معدى أقل.
- طريقة تناول الأطعمة:
لابد من التمهل أثناء تناول الطعام أى تناول الطعام ببطء مع مضغه جيداً حتى تلتئم القرحة سريعاً.
- نصائح مع طهى الطعام:
اللجوء إلى أساليب الطهى الصحية مثل الخبز فى الفرن أو الشىء بدلاً التحمير، مع الحد من استخدام الزبد والزيوت أثناء القيام بالطهى لأنه من الصعب هضمهم.
- التغذية المتنوعة:
لابد وألا يؤثر النظام الغذائى لمريض قرحة المعدة على احتياجات الإنسان من المواد الغذائية المختلفة، فإذا داوم الإنسان على تناول أغذية متنوعة فسوف يحصل على كافة احتياجاته الغذائية ولن يعانى من نقص فى أي منها.
- الالتزام الدائم بالخطة الغذائية:
من الأسهل أن يلتزم الشخص بالنظام الغذائى المخصص لقرحة المعدة عند إعداد الوجبات فى المنزل، والالتزام بذلك أيضاً حتى فى حالات السفر أو حضور المناسبات والحفلات والأجازات، لابد من الالتزام الدائم والاستمرار .. وإذا أراد الشخص الخروج عن المعتاد فيمكنه عمل ذلك ولكن بكم ضئيل للغاية.
- التخلص من الوزن الزائد:
مفتاح علاج الكثير من الأمراض الحفاظ على الوزن المثالى والابتعاد عن السمنة، ويكون ذلك بالابتعاد عن الأطعمة السريعة وسيجد الإنسان أن حالته تتحسن مع إنقاص الوزن والتخلص من السمنة. المزيد عن السمنة ..
- انتظار قرار الطبيب بالعودة إلى النظام الغذائى العادى:
لابد من الالتزام التام بالنظام الغذائى لمرض قرحة المعدة حتى يقرر الطبيب التعافى التام منها، وحينها يمكن العودة إلى النظام النظام العادى. وحتى لو عاد الشخص لنظامه الطبيعى فتتوافر لديه عوامل الخطورة للإصابة بقرحة المعدة مرة أخرى .. لذا لابد من المحافظة والحرص الدائم على صحة المعدة مع الابتعاد عن كافة العادات السلبية من التدخين وشرب الكحوليات.
- الابتعاد عن الجفاف وشرب الوفير من الماء:
مع عدم نسيان شرب الماء حتى لا يصاب الإنسان بالجفاف.
