ما هو تحليل إنزيمات القلب ومتى يتوجب عليك القيام به؟

ما هو تحليل إنزيمات القلب ومتى يتوجب عليك القيام به؟


ما هو تحليل إنزيمات القلب ومتى يتوجب عليك القيام به؟

تحليل إنزيمات القلب

إنزيمات القلب (Cardiac enzymes) أو كما تُسمّى المؤشرات القلبية (Cardiac Biomarkers) هي مجموعة من الهرمونات والإنزيمات التي يرتفع مستواها في الدم نتيجة تعرّض القلب لضغط شديد وعدم وصول الأكسجين إليه بالكمية الكافية، كما يحدث في حالات النوبة القلبية أو لأسباب أخرى، ويعتمد عليها الأطباء في تشخيص أمراض محددة تصيب القلب، إذ يدل فحص إنزيمات القلب الذي يبين مدى ارتفاع هذه المؤشرات على مدى خطورة الضرر الذي لحق بالقلب وحجم النوبة التي أصابته، وفيما يأتي نبذةٌ مختصرةٌ عن هذه الإنزيمات:[١]


إنزيم التروبونين (Cardiac troponin)

وهو أكثر إنزيمات القلب المعتمد عليها في الفحوصات المخبرية، وأكثرهم حساسيةً لأمراض القلب، وهو عبارة عن بروتين، وله نوعان أساسيان هما تروبونين T، وتروبونين I، وذلك الأخير هو الأكثر حساسيةً وارتباطًا بمشاكل القلب، لذا صنّفته جمعية القلب الأمريكية (American Heart Association) على أنّه أفضل مؤشرات القلب للكشف عن النوبة القلبية، ويُشار إلى أنّ التروبونين بشكلٍ عام يرتفع سريعًا في الدم فور الإصابة بنوبة قلبية، ويبقى مرتفعًا في الدم لعدة أيام على عكس المؤشرات الأخرى التي ينخفض مستواها في الدم سريعًا.


إنزيم كيناز الكرياتينين أم بي (Creatinine kinase MB)

واختصارًا CK-MB، وهو أحد أنواع إنزيمات الكيناز كيراتين، وأكثرهم ارتباطًا بتضرر القلب، إذ يرتفع مستواه في الدم بعد التعرض لنوبة بحدود 4-6 ساعات، ويعود لمستواه الطبيعي بعد يوم أو اثنين فقط من النوبة، لذا لا يمكن الاعتماد عليه لتأكيد ارتباط ألم الصدر الذي شعر به المصاب خلال الأيام الماضية بالإصابة بالنوبة القلبية.


إنزيم كيناز الكرياتينين (Creatinine kinase)

واختصارًا CK، وهو إنزيم ترتفع مستوياته مع العديد من الاضطرابات الأخرى التي تصيب جسم الإنسان، لذا فهو ليس مرتبطًا أو محددًا بأمراض القلب، لكن يُشار إلى تضاعف مستوياته في الدم عند الإصابة بالنوبة القلبية.


إنزيم الميوجلوبين (Myoglobin)

وهو بروتين صغير الحجم يُخزّن الأوكسجين، وغير مُحدِّد بشكل كبير لأمراض القلب، لكن تُقاس مستوياته أحيانًا إضافةً إلى مستويات التروبونين للمساعدة في تشخيص الإصابة بالنوبة القلبية.


متى يتوجب عليك القيام بتحليل إنزيمات القلب؟

يطلب الطبيب القيام بتحليل إنزيمات القلب لتشخيص الإصابة الحالية بالنوبة القلبية أو فيما إذا كان المصاب قد تعرّض فعلًا لها، كما قد يطلب الطبيب القيام بهذه التحاليل لتشخيص الاضطرابات الأخرى التي قد تصيب القلب مثل العدوى، أو لتحديد سبب ظهور بعض التغيرات غير الطبيعية بتخطيط القلب، ويُشار إلى ضرورة إجراء تحليل إنزيمات القلب لدى ظهور الأعراض الآتية:[٢][٣]

  • ألم أو ضغط على الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • التعرق، وبرودة ورطوبة الجلد.
  • التقيؤ، أو الشعور بالتقيؤ.
  • الدوخة.
  • الضعف والإجهاد.

ويُشار إلى أنّ زيادة حدة الأعراض السابقة أو استمرارها لمدة أطول من 5 دقائق أمر يستدعي طلب العناية الطبية الفورية، فقد تكون أعراضًا للنوبة القلبية، وهي من الحالات الطارئة التي تتطلب التدخل الفوري، ليس فقط لإنقاذ حياة الشخص، بل لمحاولة منع حدوث إعاقة معينة بعد التعافي منها، لكن في واقع الأمر هذا لا يحدث فكما قال الطبيب أنتمان أستاذ الطب بجامعة هارفرد "من الشائع جدًا أن يتأخر الشخص في مراجعة المستشفى حتى ساعتين ونصف أو أكثر من إصابته بالنوبة، والنساء هن الأكثر تأخيرًا لاعتقادهنّ القديم الخاطئ أن الرجال هم المعرضون عادةً للإصابة بالنوبة القلبية".[٤]


التحضيرات قبل تحليل إنزيمات القلب

تحليل إنزيمات القلب هو من التحاليل البسيطة التي لا تتطلب أي تحضيرات، فلا يحتاج المصاب إلى الصيام أو التوقف عن تناول أي دواء، وفي معظم الحالات يكون التحليل طارئًا عند اشتباه الإصابة بنوبة قلبية، لكن ذلك لا يقلل من أهمية إطلاع الطبيب على كافة الأدوية والمكملات التي يتناولها المصاب، كما يجب إبلاغ الطبيب بالآتي:[٥]

  • طول المدة التي عانى فيها المصاب من هذه الأعراض.
  • المعاناة من ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة سابقًا بأحد أمراض القلب أو بالسكتة الدماغية.
  • الخضوع مؤخرًا لأي عمليات جراحية أو إجراءات أخرى.


كيفية إجراء تحليل إنزيمات القلب

تحليل إنزيمات القلب تحليل دم بسيط، يتطلب عينة دم صغيرة تسحب من باطن الذراع، لكن غالبًا ما يطلب الطبيب إعادة التحليل أكثر من مرة على مدار اليوم لمتابعة مستوى الإنزيمات في الدم، واكتشاف تغير مستواها، وغالبًا ما يطلب الطبيب عدة فحوصات أخرى مع إنزيمات القلب وهي:[٥]

  • مستوى ببتيد مدر الصوديوم (B-type natriuretic peptide ) في الدم، فهو هرمون يدل على الإصابة بقصور القلب
  • مستوى الكهارل الكهربائية، مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
  • مستوى السكر في الدم.
  • مستوى الكوليسترول.
  • عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء، والصفائح الدموية.


المخاطر المترتبة على تحليل إنزيمات القلب

المخاطر المترتبة على تحليل إنزيمات القلب هي نفس المخاطر المترتبة على إجراء أي تحليل دم، وهي:[١]

  • الشعور ببعض الألم مع دخول الإبرة بالذراع، وكذلك في موقع الإبرة بعد سحب الإبرة.
  • الإصابة بكدمة، أو نزيف بسيط، أو عدوى بعد سحب العينة.
  • الشعور ببعض الدوخة والدوار بعد إجراء التحليل.


نتيجة تحليل إنزيمات القلب

توجد العديد من الأسباب المؤدية لارتفاع مستويات إنزيمات القلب عن مستوياتها الطبيعية، منها الإصابة بنوبة قلبية كما ذكرنا سابقًا، إذ إن معدل إنزيمات القلب الطبيعي يكون منخفضًا جدًا وأحيانًا منخفضًا لدرجة لا يمكن كشفها كما هو الحال مع إنزيم التروبونين، لذا أي ارتفاع طفيف بمستوى أحدها قد يدل على حدوث مشكلةٍ ما للقلب، وكلّما زاد الارتفاع كلّما زادت حدة المشكلة أو زادت خطورتها،[٣][٦] لكنّ المستوى الطبيعي لهذه الإنزيمات قد يختلف من مختبر لآخر اعتمادًا على طريقة التحليل المتّبعة، لذا يجب دائمًا مقارنة نتيجة تحليل المصاب مع المستوى الطبيعي الذي يذكره المختبر، وفيما يأتي المستويات الطبيعية المعتمدة من قبل جمعية القلب الأمريكية، والجامعة الأمريكية لأمراض القلب ما لم يُنصّ خلاف ذلك:[٧]

اسم الإنزيم
مستواه الطبيعي
كيناز الكرياتينين
يتراوح بين 38-174 وحدة/لتر لدى الرجال، و96-140 وحدة/لتر لدى النساء.

كيناز الكرياتينين أم بي
يتراوح بين 10-13 وحدة/لتر.
تروبونين T
أقل من 0.1 نانوجرام/ملليلتر.
تروبونين I
أقل من 1.5 نانوجرام/ملليلتر.
الميوجلوبين
أقل من 110 نانوجرام/ملليلتر.

لكن توجد بعض العوامل الأخرى التي قد تسبب ارتفاعًا في هذه الإنزيمات وهي:[٦]

  • فشل القلب الاحتقاني.
  • ضعف عضلة القلب.
  • عدم انتظام نبض القلب.
  • تورم عضلة القلب.
  • تعرّض عضلة القلب لحادث أو إصابة.
  • جراحة القلب المفتوح.
  • تركيب الدعامة القلبية.
  • الخضوع للاستئصال القلبي.
  • ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
  • أمراض الكلى.
  • ممارسة التمارين لفترة طويلة.
  • الانسداد الرئوي ، وهو انسداد شريان في الرئتين.


ملخص المقال

ختامًا خلال هذا المقال عرفنا أن إنزيمات القلب هي مواد يقاس مستواها في الدم للتعرف على حالة القلب، إذ يرتفع مستواها عند تعرض القلب لضرر، ويقاس مستواها بواسطة تحليل دم بسيط، ولتأكيد تشخيص الحالة يستعين الطبيب بعدة فحوصات وتحاليل أخرى، مع مراجعته للتاريخ المرضي للمصاب، والأعراض التي يعاني منها، وتجدُر الإشارة إلى أن سعر تحليل إنزيمات القلب قد يختلف بناءً على نوع الإنزيم الذي يُحلل لمعرفة مستواه.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "Cardiac Biomarkers (Blood)", urmc, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  2. "What Is a Cardiac Enzyme Test?", webmd, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Cardiac Enzyme Studies", uofmhealth, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  4. "Faster Action Urged for Heart Attack Care", webmd, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "What Are Cardiac Enzymes?", healthline, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What do elevated cardiac enzyme levels mean?"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. Edited.
  7. "Cardiac marker tests", msm, Retrieved 28/6/2021. Edited.