(FILES) In this file photo taken on May 13, 2021, Charles Muro,13, celebrates being inoculated by Nurse Karen Pagliaro in…
28 مليون طفل أميركي قد يكونوا مؤهلين للحصول على اللقاح خلال الشهر المقبل

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن لقاح فايزر-بيونتك المضاد لفيروس كورونا استوفى معاييرها للاستجابة المناعية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاما.

وأكدت الإدارة الفدرالية في تقرير لها، الجمعة، أن الفوائد الإجمالية للقاح لهذه الفئة العمرية تفوق مخاطره، بما في ذلك التهاب عضلة القلب النادر المرتبط باللقاح.

جاء ذلك في اليوم ذاته الذي نشرت فيه شركة فايزر بيانات تظهر أن لقاحها سجل فعالية تبلغ 90.7 بالمئة في الوقاية من أعراض كوفيد-19، وذلك خلال التجارب السريرية التي أجريت للأطفال بين 5 إلى 11 عاما.

ويأتي نشر التقرير أيضا قبل الاجتماع المرتقب المقرر عقده الثلاثاء للجنة الاستشارية لخبراء اللقاحات لتقديم المشورة لإدارة الغذاء والدواء.

في أوائل أكتوبر، طلبت شركتي فايزر الأميركية ونظيرتها بيونتك الألمانية من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) الحصول على ترخيص لاستخدام اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاما.

وإذا ما وافقت إدارة الغذاء والدواء على الاستخدام الطارئ للقاح لهذه الفئة العمرية، فإن ما يقرب من 28 مليون طفل أميركي سيكونون مؤهلين للتطعيم في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

ورغم أن خطر الإصابة الشديدة بكوفيد-19 بالنسبة للأطفال أقل بكثير من كبار السن، إلا أن الولايات المتحدة سجلت 542 حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 17 عاما، وفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

في سبتمبر، قالت شركتا فايزر-بيونتك إن لقاحهما حقق استجابات مناعية قوية في دراسة شملت ما يقرب من 2270 طفلا من سن 5 إلى 11 عاما. 

وتلقى كل طفل جرعتين على حدة لمدة ثلاثة أسابيع، واحتوت كل جرعة على ثلث الجرعة المستخدمة للمراهقين والبالغين.

قدر الباحثون أن اللقاح بجرعته المخفضة يحمل فعالية تزيد عن 90 بالمئة، بناء على 16 حالة إصابة بكوفيد-19 بين الصغار الذين حصلوا على الدواء الوهمي مقارنة بثلاث حالات بين الصغار الحاصلين على اللقاح.

ولم يبلغ عن حالات إصابة بأعراض شديدة بين أي من الأطفال، لكن الحاصلين على اللقاح كانت أعراضهم أخف بكثير من نظرائهم الذين لم يحصلوا عليه.

ووقع أكثر من 25 ألف طبيب أطفال ومقدم للرعاية الصحية الأساسية بالفعل بالموافقة على حصول الأطفال على اللقاح، في وقت اشترت إدارة بايدن ما يكفي من جرعات الأطفال التي تأتي في أوعية بغطاء برتقالي لتمييزها عن جرعات البالغين.

ولقاح فايزر-بيونتك حصل على الموافقة للاستخدام الطارئ في ديسمبر من العام الماضي للبالغين فوق 16 عاما، بينما حصل في مايو الماضي على حق استخدامه للمراهقين الذين يبلغون من العمر 12 عاما فأكبر.

سلالة "FLiRT" أصبحت المتحور الرئيس لفيروس كورونا في الولايات المتحدة (أرشيفية)
سلالة "FLiRT" أصبحت المتحور الرئيس لفيروس كورونا في الولايات المتحدة (أرشيفية)

يتصاعد القلق بشأن تهديد موجة من فيروس كورونا صيفية في الولايات المتحدة، بفعل متغير "FLiRT" الجديد، حيث أصبح المسؤول الرئيسي عن الإصابات في البلاد، حسب شبكة "سي إن إن" الأميركية. 

وأوردت الشبكة أن البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تظهر أنه حتى 11 مايو الجاري، فإن سلالة "KP.2" -واحدة من السلالات المعروفة باسم "FLiRT"- مسؤولة عن أكثر من ربع الحالات في البلاد، وهو ما يقرب من ضعف عدد حالات من سلالة "JN.1".

والسلالات المتحورة من "FLiRT" هي امتدادات لسلالة "JN.1"، وجميعهم جزء من عائلة "أوميكرون" الأوسع، التي تسببت في موجة تفشي خلال هذا الشتاء، وفق الشبكة.

وحسب عالم الفيروسات في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة في الولايات المتحدة، أندي بيكوز، فإن "هذه المتغيرات تتسبب بأحد أمرين، إما أنها تجعل الأجسام المضادة التي اكتسبتها من التطعيم أو الإصابة غير قادرة على إيقاف الفيروس (تسمي بالتهرب من المناعة)، أو أنها تزيد من قوة ارتباط الفيروسات بالخلايا".

وأصبح هذا نمطا مألوفا في تطور الفيروس الذي يسبب "كوفيد-19"، لكن الخبراء يقولون، وفق الشبكة، إننا "لا نزال لا نعرف ما يكفي للتنبؤ بالضبط أين ستحدث الطفرات التالية، أو كيف ستؤثر على طريقة انتقال الفيروس".

وتؤدي التغيرات في سلالات "FLiRT" إلى زيادة قدرتها على الانتقال، ومن احتمالية حدوث موجة صيفية، مما يشكل تهديدا، حيث يتبع فيروس كوفيد-19 بعض الأنماط الموسمية، والتي شملت زيادة في الإصابات خلال الصيف في السنوات الماضية، لكن مستوى الخطر لهذا العام لا يزال غير واضح، حسب "سي إن إن".

وأشار الخبير في الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأميركية، ويليام شافنر، إلى أنه "في الماضي كانت هناك بعض المتغيرات التي بدأت بالانتشار بقوة، ولم نتمكن من السيطرة على الوضع. وقد تتطور هذه السلالات الفرعية تدريجيا لتصبح سائدة، أو قد تكون مسؤولة عن نسبة تتراوح بين 20 و40 بالمئة من الحالات ثم تستقر عند هذا المستوى، لهذا علينا فقط أن نراقب وننتظر".

وعلى الرغم من انخفاض مستوى مراقبة كوفيد 19 بشكل كبير منذ انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة في الولايات المتحدة قبل عام، فإن هذا الأمر يضيف أيضا إلى عدم اليقين.

لكن البيانات المتوفرة متسقة مع تراجع الإصابات في الوقت الحالي، حيث تشير مراقبة مياه الصرف الصحي إلى أن النشاط الفيروسي منخفض جدا ويتناقص في جميع أنحاء البلاد، ولا تزال معدلات دخول المستشفى منخفضة للغاية.

وقال شافنر للشبكة: "متحورات (FLiRT)، بدا أنها حتى الآن قابلة للانتقال مثل المتغيرات الفرعية الأخرى لأوميكرون، مما يعني أنها معدية للغاية. لكن لا يبدو أنها تسبب مرضا أكثر خطورة أو نوع من الأمراض المميزة من حيث الأعراض السريرية".

وتظهر البيانات أن معدلات دخول المستشفى في الولايات المتحدة بسبب كوفيد 19 انخفضت من حوالي 8 حالات دخول جديدة لكل 100 ألف شخص في الأسبوع الأول من العام، إلى حوالي حالة دخول جديدة لكل 100 ألف شخص في نهاية شهر أبريل الماضي.

تأهب صحي في السعودية بسبب مرض مرتبط بفيروس كورونا
تسابق الوكالات الصحية الزمن لتحديد أصول تفشي فيروس "ميرس" في السعودية، وذلك إثر ظهور ثلاث حالات مؤكدة بالعدوى لدى أشخاص لم يكن لهم احتكاك مباشر مع الإبل، التي تُعد المصدر الرئيسي المعروف لهذا الفيروس، حسبما نقلته صحيفة "تلغراف" البريطانية.

وبينما تشكل متحورات "FLiRT" بعض المخاطر هذا الصيف، يظل الخبراء يركزون على ما قد يحدث في الخريف المقبل، وفق الشبكة، إذ يتوقع بيكوز أن "تؤدي إلى بعض الحالات الإضافية، لكن الأمر سيتعلق بالمتحور الذي سيكون موجودا عندما نصل إلى الخريف".

وأضاف: "ربما يكون الخريف هو الوقت الذي نتوقع فيه ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وإذا كان لدينا متحور جديد يحتوي على الكثير من هذه الطفرات التي تتجنب المناعة، فإن الاحتمال في الخريف لحدوث ارتفاع أكبر يكون الأكثر ترجيحا".

ورأى بيكوز أن الخريف والشتاء يشكلان الخطر الأكبر، إذ "يحتاج الفيروس الآن إلى ظروف أفضل للانتقال، ومن المحتمل أن تحدث هذه الظروف الأفضل للانتقال في الخريف عندما يصبح الطقس أكثر برودة، ويقضي الناس وقتا أطول في الداخل ويكونون أكثر عرضة للتواجد في بيئات ينتقل فيها فيروس الجهاز التنفسي بشكل أكثر كفاءة".

وقال خبراء إنه بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد 19 الخريف الماضي، قد يكون لديهم بعض الحماية ضد المتغيرات الجديدة.

وستجتمع اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية في يونيو، لمناقشة توصيات بشأن إصدار لقاح كوفيد 19 الذي سيكون متاحا هذا الخريف، حسب "سي إن إن".

وفي الوقت الحالي، رأى الخبراء أن الخطر "لا يزال منخفضا نسبيا"، إذ يقول شافنر: "كما هو الحال مع كل شيء متعلق بكورونا، قد تتغير توقعاتنا في غضون أسبوع أو أسبوعين. لكن في الوقت الحالي، نحن في مكان جيد جدا، وأفضل مكان كنا فيه منذ فترة طويلة".