مائدة العيد.. طرق عملية لتقليل اللحوم مع الحفاظ على المذاق

على موائد العيد يمكن استخدام اللحوم لصنع أطباق موفرة وصحية ودون هدر (بيكسابي)

حل عيد الأضحى لهذا العام في ظل ظروف اقتصادية قاسية وأزمات في سلاسل التوريد بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، لذلك يصبح الحرص والتوفير أكثر ضرورة، لكن هل يمكن أن يقترن التوفير بما اعتدنا عليه في العيد من موائد طعام عامرة؟

من خلال بعض الحيل البسيطة يمكن تقليل الهدر وصنع أطباق خاصة تمزج بين اللحوم وبعض العناصر الغذائية الأخرى لتقليل استخدام نسبة اللحوم، مما يجعلها أطباقا موفرة وصحية في آن واحد.

هدر الطعام في العيد

بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) فإن حجم نفايات الغذاء العالمية بلغ 931 مليون طن عام 2019، 40 مليونا منها في العالم العربي.

وتأتي مصر في المركز الأول بإجمالي 9 ملايين طن من الأغذية المهدرة عام 2019، يليها العراق 4.73 ملايين طن من نفايات الطعام، فالسودان 4.16 ملايين، بينما كان لدى الأردن والإمارات ولبنان وليبيا وفلسطين وعمان وموريتانيا والكويت وقطر والبحرين على التوالي حجما أقل من النفايات الغذائية.

ومن بين حوالي 931 مليون طن إجمالي نفايات الطعام عالميا، تهدر الأسر ما يقرب من 570 مليونا منها.

وإذا كانت تلك حال هدر الطعام في الحياة اليومية فإن معدلات الهدر تتصاعد في مناسبات محددة كشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، بسبب التقاليد الاجتماعية والمبالغة في إعداد موائد عامرة بأصناف مختلفة من الطعام، وصنع كميات كبيرة تفيض على حاجة المدعوين.

نفايات الطعام من المنازل ومنشآت البيع بالتجزئة وصناعة الخدمات الغذائية حوالي 931 مليون طن كل عام (بيكسلز)

كميات لحوم أكثر.. أمراض أكثر

عيد الأضحى، أو عيد اللحم كما يحب أن يطلق عليه البعض، يمتاز بصنع أطباق اللحم المختلفة التي تقدم، في بعض الدول، مع الوجبات الرئيسية الثلاث على مدار 3 أيام متواصلة.

ومع ذلك، فإن تناول اللحوم الحمراء والمصنعة بانتظام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري وأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان، وخاصة سرطان القولون والمستقيم.

ويؤكد طبيب القلب الأميركي "ستيفن هو" أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء يأتي بمخاطر صحية ولا يعد جزءا من نظام غذائي صحي، إذ إن اللحوم الحمراء غنية بالكوليسترول والدهون المشبعة والصوديوم، ويجب أن تؤكل بطريقة محدودة.

ويضيف هو -في مقال منشور على موقع مؤسسة "سكريبس هيلث" (Scripps)- أن تناول وجبة واحدة يوميا من اللحوم الحمراء غير المصنعة يرتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان بنسبة 13%، وخاصة بين الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم أو تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تناول الكثير من اللحوم الحمراء يأتي بمخاطر صحية ولا يعد جزءا من نظام غذائي صحي (بيكسابي)

حيل لزيادة كميات اللحوم

مع ارتفاع الأسعار الكبير وحرص العائلات على تناول اللحوم بمناسبة عيد الأضحى، يمكنك من خلال بعض الخطوات صنع أطباق موفرة من اللحوم دون هدر، ووصفات صحية في نفس الوقت.

طواجن الخضراوات

اعتاد الكثيرون تناول اللحم بمفرده، سواء كان مشويا أو مسلوقا أو بأي طريقة أخرى. يمكن خلال العيد زيادة الاعتماد على الخضراوات من خلال صنع طواجن من الخضراوات المشكلة المتبلة، مثل البازلاء والجزر والبروكلي والبصل، يضاف إليها قطع صغيرة من اللحم الأحمر.

كما يمكن فرم الخضراوات، مثل الجزر والفلفل والبصل، وإضافتها إلى اللحم المفروم لزيادة كميته وتقليل نسبة الدهون وجعلها صحية أكثر.

يمكن استخدام ذلك الخليط في صنع حشو اللازانيا أو الفطائر أو عمل كرات صغيرة من الكفتة.

الشوفان والفاصوليا والعدس

توفر تلك البقوليات أعلى مستوى من العناصر الغذائية اللازمة لجسم الإنسان مقارنة بالأنواع الغذائية الأخرى، ومن أهمها البروتين والمعادن والفيتامينات والألياف القابلة للذوبان التي تقلل نسبة الكوليسترول في الدم.

يمكن إضافة أي من تلك البقوليات إلى اللحم المفروم، سواء دقيق الشوفان أو فرم الفاصوليا أو العدس ومزجه باللحم المفروم وإضافة التوابل إلى الخليط. يضاعف ذلك الخليط كمية اللحم وبتكلفة أقل.

وطبقا لموقع "ويل آند غود" (Wellandgood) تسمح تلك الممارسة بتناول كميات أقل من اللحوم، عن طريق خلط النباتات والبقوليات مع رغيف اللحم، فيزداد الحجم الكلي للطعام، ويحصل الفرد على حصص أكثر من نفس الكمية من اللحم، وفي نفس الوقت يخفف كمية اللحوم الموجودة في كل وجبة.

Close up of some organic brown lentils عدس جزر بازيلاء بقول ألياف
إضافة البقوليات إلى اللحم المفروم والتوابل إلى الخليط تضاعف كمية اللحم وبتكلفة أقل (غيتي)

عيش الغراب

يمكن استخدام عيش الغراب أو "المشروم" لمزج وتعزيز نكهات اللحم المفروم في الأطعمة المختلفة، مع تقليل السعرات الحرارية والدهون والتكاليف في نفس الوقت. ويعد استخدام خليط المشروم باللحم بديلا صحيا وصديقا للبيئة، إذ إن استبدال الفطر بربع محتوى لحم البقر في الوصفة يقلل السعرات الحرارية والدهون والصوديوم بحوالي الثلث، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" (Washingtonpost).

يمكنك تقطيع عيش الغراب ضمن مكونات الوصفة ويتبل معها ليكون بنفس الطعم، وخاصة لأنه يتمتع بنفس الملمس والمذاق فيعطي إيحاء بأنه قطع لحم.

يمكن صنع صينية من اللحم وشرائح المشروم بالصوص الأبيض أو إضافة المشروم المقطع قطعا صغيرة مع اللحم المفروم داخل حشوات المكرونة والخضار.  وفضلا عن مذاقه الجيد فهو من الأطعمة الغنية بالبروتين الصحي الذي يكمل القيمة الغذائية للوجبة.

فول الصويا

يعد فول الصويا البروتين النباتي الكامل الوحيد، ويحتوي على نسبة بروتين أكثر من اللحوم الخالية من الدهون. أي أنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الضرورية لصحة الإنسان، كما يحتوي على نسبة منخفضة من الكوليسترول، بحسب موقع "إيكو فارمينغ ديلي" (Ecofarmingdaily).

ولأن فول الصويا عديم النكهة تقريبا يمكن خلطه في العديد من الأطباق دون تمييز مذاقه، وهو أرخص سعرا بكثير عن اللحوم.

يمكن نقع فول الصويا في الماء لمدة 24 ساعة، وطهيه على النار ثم فرمه وإضافته إلى اللحم المفرومة ليضاعف الكمية.

وبعد تتبيل الخليط يمكن عمل كمية مضاعفة من أصابع الكفتة المشوية، أحد الأطباق الرئيسية في عيد الأضحى.

المصدر : مواقع إلكترونية