بيان مؤقت بشأن استخدام جرعات إضافية مُعزِّزة من لقاحات الرنا المرسال المضادة لكوفيد-19 المُدرجة في قائمة الاستعمال في الطوارئ

17 أيار/مايو 2022
بيان

تُواصل منظمة الصحة العالمية، بدعم من فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع وفريقها العامل المعني بلقاحات كوفيد-19، استعراض البيّنات المُستجدّة بشأن مدى الحاجة إلى التطعيم بجرعات إضافية مُعزِّزة من لقاحات كوفيد-19 المتاحة حالياً والتي أُدرجت في قائمة الاستعمال في الطوارئ، والتوقيت الملائم لذلك. وستُحدَّث البيانات والاستنتاجات الواردة في هذه الوثيقة كلما توافرت بيانات جديدة.

ويتمثل الهدف من هذا البيان في استعراض البيّنات المتعلقة بإعطاء جرعات مُعزّزة إضافية. وعند النظر في إعطاء جرعات إضافية مُعزّزة، ينبغي تقييم سيناريوهين رئيسيين، وهما: 1) استعمال الجرعات المُعزّزة الإضافية في تمنيع الأشخاص غير القادرين على إنتاج استجابة مناعية كافية والحفاظ عليها، 2) والنظر في استعمال الجرعات المُعزّزة الإضافية من أجل حماية الفئات السكانية الشديدة التعرّض للمخاطر والعاملين الصحيين، في سبيل الحفاظ على النظام الصحي أثناء الموجات الدورية من طفرات المرض.

التوصيات الحالية للمنظمة: (1) الجرعات المُعزّزة الأولية:

ينبغي إعطاء الجرعات المعزِّزة بالاستناد إلى البيّنات الدالة على عِظم الأثر الذي تعود به على الحد من حالات دخول المستشفى، والإصابة بالمرض الوخيم والوفاة، وحماية النُظم الصحية. وينبغي أن يُتّبع عند إعطاء الجرعات المُعزِّزة لمختلف الفئات السكانية، الترتيب نفسه الذي اتُبع في سلسلة التطعيم الأولية - أي إعطاء أولوية الحصول على الجرعات المُعزِّزة للفئات ذات الأولوية المتقدمة في استعمال اللقاح، قبل الفئات الأقل أولوية، ما لم يكن هناك مبرّر كافٍ لغير ذلك. وقد تشمل هذه المبرّرات وجود قيود برمجية، أو عقبات تتعلق بتقبُّل الفئة المتقدمة الأولوية للقاحات، من شأنها أن تؤدي إلى إهدار اللقاح. وفي مثل هذه الحالات، ينبغي أن تُعطى الأولوية لاستراتيجيات تحسين توزيع اللقاحات، وإشراك المجتمعات المحلية، وجهود التعبئة الاجتماعية للوصول إلى الفئات ذات الأولوية المتقدمة.

وفي إطار أي فئة من الفئات ذات الأولوية في استعمال اللقاح، سيكون أثر كل جرعة من جرعات سلسلة التطعيم الأولية أعظم أثراً من الجرعات الإضافية. وعلى نطاق الفئات ذات الأولوية في الاستعمال، تتوقف فوائد الجرعات الإضافية التي تُعطى للفئات ذات الأولوية المتقدمة مقارنة بجرعات السلسلة الأولية التي تُعطى للفئات ذات الأولوية الأقل، على الظروف القُطرية، بما في ذلك الجداول الزمنية للإمداد والنشر، والديناميات الوبائية السابقة والمناعة الناجمة عن الإصابة بالعدوى، ومنتجات اللقاحات، وفعّالية اللقاحات، وتراجع الحماية. وعند تحقيق معدلات مرتفعة للتغطية بالسلسلة الأولية في صفوف الفئات الفرعية الشديدة التعرّض لمخاطر المرض الوخيم والوفاة (مثل كبار السن)، قد يؤدي إعطاء الجرعات الإضافية لهذه الفئات الفرعية إلى تراجع حالات الإصابة بالمرض الوخيم والوفاة بقدر أكبر، مقارنةً باستعمال القدر نفسه من إمدادات اللقاح في تطعيم الفئات الأقل أولوية في إطار السلسلة الأولية.

ولم تُحدّد بعد الفترة المُثلى التي ينبغي أن تفصل بين استكمال السلسلة الأولية وأخذ الجرعات الإضافية، وسوف تتوقف على السياق الوبائي، ومنتَج اللقاح، والفئات العمرية المستهدفة، والانتشار المصلي الأساسي، وسريان المتحوّرات المحدّدة المثيرة للقلق ومدى تواتر ظهورها. وكمبدأ عام، يمكن النظر في اعتماد فترة فاصلة تتراوح بين 4 و6 أشهر من استكمال السلسلة الأولية، ولاسيما في سياق المتحوّر أوميكرون.

وينبغي النظر في إعطاء جرعات مُعزّزة من جميع لقاحات كوفيد-19 التي أُدرجت في قائمة الاستعمال في الطوارئ، وفقاً لتوصيات المنظمة المؤقتة الخاصة بالمنتج.

التوصيات الحالية للمنظمة: (2) الجرعات الإضافية للأشخاص المنقوصي المناعة 

تشير البيانات المتاحة عن منتجات اللقاح المضاد لكوفيد-19 المُدرجة في قائمة المنظمة للاستعمال في الطوارئ إلى أن فعّالية اللقاحات واستمناعها تقل في الأشخاص المنقوصي المناعة مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بحالات نقص المناعة. ويؤدي إدراج جرعة إضافية في سلسلة أوليّة ممتدّة إلى تعزيز الاستجابة المناعيّة في بعض الأشخاص المنقوصي المناعة (2، 3). ونظراً إلى عِظم مخاطر تعرّض الأشخاص المنقوصي المناعة لمرض كوفيد-19 الوخيم في حال إصابتهم بالعدوى، أصدرت المنظمة بالفعل توصية باعتماد سلسلة أولية ممتدة (أي جرعة ثالثة) وجرعة مُعزّزة (أي جرعة رابعة) للأشخاص المنقوصي المناعة، فيما يتعلق بجميع لقاحات كوفيد-19 (1، 4). ويمكن استعمال اللقاحات المتماثلة (التي ترتكز إلى قاعدة إنتاج اللقاح نفسها) والمتغايرة (التي ترتكز إلى قاعدة إنتاج مختلفة) لهذه الجرعات المُعزّزة (5).

الاعتبارات التي ينبغي مراعاتها عند إعطاء الجرعات المُعزّزة الإضافية بعد الجرعة المُعزّز الأولى (بعد أقل من 6 أشهر من إعطاء الجرعة المُعزّزة الأولى)

تُعطى حالياً جرعات مُعزّزة إضافية بعد الجرعة المُعزّزة الأولى في بعض البلدان (أي جرعة رابعة لكبار السن وجرعة خامسة للأشخاص المنقوصي المناعة). وتقل البيانات المتعلقة بالفائدة التي تعود بها الجرعات المُعزّزة الإضافية، وتندر بصفة خاصة فيما يتعلق بمدة الحماية الإضافية التي تكفلها. وفي أيار/ مايو 2022، لا توجد بيانات إلا عن الجرعات المُعزّزة الإضافية من لقاحات الرنا المرسال، ولا توجد أي بينات تتعلق بلقاحات قواعد الإنتاج الأخرى. ولذا فإننا نُركّز في ما يلي على البيّنات المتعلقة بالجرعة المُعزّزة الإضافية من لقاحات الرنا المرسال، ونُشجّع في الوقت نفسه على جمع المزيد من البيانات عن لقاحات جميع قواعد الإنتاج.

وكانت هناك سبع دراسات متاحة للاستعراض، نُفّذ ست منها من إسرائيل (6-11) ونُفّذت واحدة في كندا (12). وقد أجريت جميعها في الفترة التي كان فيها المتحوّر أوميكرون يمثل السلالة السارية السائدة على الصعيد العالمي. وفي حين أن الدراسات اختلفت من حيث تصميمها ومن حيث الفئة السكانية التي ضمتها، فقد تناول معظمها تقييم الفعّالية النسبية لإعطاء جرعة رابعة بعد 4 أشهر من الجرعة الثالثة من لقاح الرنا المرسال مقارنة بالاكتفاء بثلاث جرعات. ولا تقدم هذه الفعّالية النسبية للقاحات إلا بيّنات تدل على القيمة التي يعود بها حصول الأفراد على جرعة رابعة مقارنة بالأفراد الذين لديهم بالفعل بعض الحماية الناتجة عن اللقاح (بعد حصولهم على 3 جرعات). وتتوقف فعّالية اللقاح النسبية على فعّالية اللقاح الأولية التي توفرها 3 جرعات ومقدار التراجع اللاحق الذي حدث. وفي المقابل، كانت الدراسات السابقة تتناول الفعًالية المطلقة للقاح، بالمقارنة بين الأفراد المطعمين وغير المطعمين. وتُعد الدراسة الكندية الدراسة الوحيدة المتاحة التي تقدم بيانات عن فعّالية اللقاح المطلقة (أي تقارن التطعيم في إطار لجدول يشتمل على 4 جرعات بعدم على التطعيم). وفضلاً عن ذلك، كانت مدى المتابعة القصوى في الدراسات المتاحة قصيرة، حيث تراوحت بين أسبوعين وعشرة أسابيع من بعد الجرعة الرابعة.

ومن بين الدراسات السبع التي بحثت في استعمال جرعة رابعة من لقاح الرنا المرسال المضاد لكوفيد-19، هناك دراستان أشارتا تحديداً إلى الحصائل الخاصة بالعدوى وبأي مرض مصحوب بأعراض (10، 11). وأُجريت كلتا الدراستين في إسرائيل وضمّت العاملين الصحيين برصفهم الفئة السكانية موضع الاهتمام. ووجدت إحدى الدراستين زيادة في أضداد الغلوبولين المناعي "ج" مقارنة بمجال ربط المُستقبلات لفيروس كورونا-سارس-2 وعيارات الأضداد المُستعدلة بمعامل 9-10 المُقاس بعد الجرعة الرابعة من اللقاح. وتوافق ذلك مع عيارات الأضداد التي كانت أعلى قليلاً من تلك التي تحققت بعد الجرعة الثالثة، مع عدم وجود فارق كبير بين لقاحي الرنا المرسال (11). وبحثت الدراسة الثانية في حالات العدوى الاختراقية بين العاملين الصحيين الحاصلين على ثلاث جرعات من لقاح BNT162b2، وقارنتهم بالحاصلين منهم على جرعة رابعة من اللقاح نفسه. وكان معدل الإصابة بالعدوى الاختراقية منخفضاً بين الحاصلين على الجرعة الرابعة، مقارنة بالمعدل الملحوظ في الحاصلين على ثلاث جرعات فقط من لقاح الرنا المرسال (10).

وأما الدراسات الخمس المتبقية، فقد أُجريت كلها على أفراد تزيد أعمارهم على 60 عاماً، باستثناء الأفراد الذين سبق أن أُصيبوا بعدوى فيروس كورونا-سارس-2، وتناولت هذه الدراساتً تقييم لقاحات الرنا المرسال تحديدا. وكانت اثنتان من هذه الدراسات دراسات أترابية استرجاعية تستخدم بيانات إدارية. ووجدت الدراسة الأولى أن فعّالية اللقاح النسبية ضد المرض الوخيم كانت 66% (فاصل الثقة 95%، 57-72) بعد من 15 إلى 21 يوماً من الجرعة الرابعة و77% (فاصل الثقة 95%، 62-86) بعد من 36 إلى 42 يوماً من الجرعة الرابعة (6). وتناولت الدراسة الأترابية الاسترجاعية الثانية الوفيات بوصفها مقياساً للحصائل ووجدت أن الفعّالية النسبية للقاح بلغت 78% (فاصل الثقة 95%، 72-83) بعد الحصول على الجرعة الرابعة بسبعة أيام أو أكثر. وبلغت النسبة المطلقة لانخفاض المخاطر الناتج عن الجرعة الرابعة 0,07% في الدراسة (9). واستخدمت الدراسة الثالثة تصميماً سلبياً للاختبار وتناولت المرض الوخيم. وقد وُجد أن الفعّالية النسبية للقاح بلغت 87٪ (فاصل الثقة 95٪، 0-98) بعد 49-69 يوماً من الحصول على الجرعة المُعزّزة الرابعة. وأفادت هذه الدراسة بأن المرض الوخيم كان حدثاً نادراً نسبياً، حيث لم يُصب به إلا أقل من 1% من الحاصلين على الجرعة الرابعة والجرعة الثالثة (8). وكانت الدراسة الرابعة التي خضعت للاستعراض تجربة موجّهة (تطبيق مبادئ تصميم التجارب المعشَّاة المضبوطة على تحليل البيانات الرصدية (13)) أعطت بيانات الحصائل المتعلقة بدخول المستشفى والمرض الوخيم والوفاة. ووجدت أن الفعّالية النسبية للقاح بلغت 62٪ (فاصل الثقة 95٪، 50-74) ضد كوفيد-19 الوخيم، و74٪ (فاصل الثقة 95٪، 50-90) ضد الوفاة الناجمة عن كوفيد-19، عند مقارنة الحاصلين على 3 جرعات والحاصلين على 4 جرعات. ووجد تحليل آخر للمخاطر أن الإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم بعد من 7 أيام إلى 30 يوماً من الحصول على الجرعة الرابعة، كانت بواقع 42,1 حدثاً لكل 000 100 شخص، مقارنة بـ 110,8 حدثاً لكل 000 100 شخص في مجموعة الشواهد التي ضمت أشخاصاً حاصلين على ثلاث جرعات فقط. ويعني ذلك فارقاً في المخاطر بمقدار 68,8 حالة لكل 100,000 شخص (7).

وأما الدراسة الأخيرة التي أُجريت في كندا، فلم تقتصر على تحري الفعّالية النسبية للقاحات فحسب، بل تناولت أيضاً الفعّالية المطلقة للقاح عند المقارنة بالأفراد غير المطعمين، والأفراد الحاصلين على جرعتين والحاصلين على ثلاث الجرعات. ووجدت هذه الدراسة أنه مع كل جرعة إضافية، نزيد فعّالية اللقاح في الحماية من المرض الوخيم. وبلغت الفعّالية المطلقة للقاح 82٪ (فاصل الثقة 95٪، 75-88٪) عند قياسها بعد أكثر من 84 يوماً من الحصول على الجرعة الثالثة، و92٪ (فاصل الثقة 95٪، 87-95٪) في الحاصلين على الجرعة الرابعة بعد مرور أكثر من 7 أيام على حصولهم على الجرعة الرابعة (12).

وتشير هذه الدراسات في مُجملها إلى وجود بعض الفوائد القصيرة الأجل للجرعة الإضافية المُعزّزة من لقاح الرنا المرسال للعاملين الصحيين، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً أو المصابين بحالات نقص المناعة. وتُعد البيانات اللازمة لدعم إعطاء جرعة إضافية للفئات الأصغر سناً الأصحاء محدودة؛ فالبيانات الأولية تشير إلى أن الفائدة التي تعود على هؤلاء الأشخاص ضئيلة. وفضلاً عن ذلك، فإن فترة المتابعة بعد إعطاء الجرعة المُعزّزة الإضافية كانت قصيرة، ما حال دون التوصل إلى استنتاجات بشأن مدة الحماية التي تُكفل بعد هذه الجرعة. ولذلك، فهناك نقص في البيانات اللازمة لتوجيه بعض المسائل المهمّة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات. وتشير البيانات المحدودة المتاحة إلى أن الفائدة التي تعود على الفئات الأشد تعرضاً للمخاطر، تدعم إعطاء جرعة مُعزّزة إضافية.

وغالباً ما ينطوي إعطاء جرعة مُعزّزة إضافية على تحديات برمجية كبيرة فيما يتعلق بتوزيع اللقاح في العديد من الأماكن. ويجب أيضاً الموازنة بعناية بين التكلفة المالية وتكلفة الفرص البديلة لهذه البرامج من ناحية والفائدة الإضافية المحدودة التي تترتب على إعطاء جرعة مُعزّزة إضافية. وفي الفئات الأشد تعرضاً لمخاطر المرض الوخيم أو الوفاة (أي البالغين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، أو الأشخاص الذي تعجز أجهزتهم المناعية عن حفز استجابة كاملة)، قد تكون الاستفادة الإضافية من الجرعة الُمعزّزة الإضافية من لقاح الرنا المرسال، لها ما يبرّرها.

الاعتبارات التي ينبغي مراعاتها بشأن الجرعات الإضافية المستقبلية:

فيما يتعلق بالاعتبارات التي ينبغي مراعاتها على المدى الطويل، هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن تطوّر الفيروس وخصائص المتحوّرات المستقبلية. ونظراً إلى انتقال المتحوّر أوميكرون على نطاق واسع على الصعيد العالمي، يستمر تطوّر الفيروس وظهور متحوّرات جديدة أو سلالات فرعية كما يُلاحظ بالفعل. ويلزم تطوير لقاحات شاملة لمتحوّرات فيروس كورونا-سارس-2 أو ساربيكوفيروس، ولكن الإطار الزمني لتطويرها غير مؤكد (14). وفي الوقت نفسه، قد يلزم تحديث تركيبة لقاحات كوفيد-19 المتاحة حالياً كي تكفل مزيداً من الحماية من المتحوّرات الجديدة المثيرة للقلق التي قد تكون مختلفة من الناحية المستضدية (14). ويبدو أن اللقاحات الحالية التي تستند إلى الفيروس المرجعي تحتفظ بمستوى عال من الفعّالية المطلقة ضد المرض الوخيم في سياق المتحوّرات الحالية المثيرة للقلق أيضاً، ولكن تقديرات الفعّالية المطلقة ضد العدوى والمرض المصحوب بأعراض أقل في حال المتحوّر أوميكرون. وسيهدف أي تحديث لتركيبة اللقاحات إلى توسيع نطاق الاستجابة المناعية ضد المتحوّرات الدائرة والمُستجدّة، فضلاً عن الحفاظ على الحماية من المرض الوخيم والوفاة. وقد يختلف أداء أي لقاح مُحدّث وفقاً لطبيعة المناعة المكتسبة سابقاً ومداها، مع الإقرار بأن هذه المناعة ستتوقف على المتحوّرات المختلفة المثيرة للقلق والأنواع المختلفة من اللقاحات وتوقيت إعطائها.

وعلى الرغم من أن الطابع الموسمي لفيروس كورونا-سارس-2 لم يُحدَّد بعد على نحو قاطع، فإن البيّنات المُستمدة من العامين الماضيين تدعم فكرة زيادة انتقال العدوى في فصل الشتاء. ولذلك، ينبغي للبلدان التي تشهد فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي، والتي وضعت خططاً للّحاق بالركب بتحسين التغطية بالسلسلة الأولية والجرعات المُعزّزة للفئات الأشد تعرضاً للمخاطر، أن تراعي الموسمية في حملات التطعيم. وفضلاً عن ذلك، ونظراً إلى عدم التيقّن من خصائص المتحوّرات الجديدة المثيرة للقلق، التي قد تظهر بسرعة، قد يكون من المفيد تحقيق المناعة التي يعطيها اللقاح باستخدام اللقاحات الموجودة (أي الفيروس المرجعي) وتكميلها بجرعة مُعزّزة من اللقاح المضاد للمتحوّر لتوسيع نطاق الاستجابة المناعية. وسيقدم الفريق الاستشاري التقني المعني بتركيبة لقاح كوفيد-19 المشورة بشأن تركيبة اللقاح المُحدّث عندما تتوافر البيانات.

وتحقيقاً لهذه الغاية، ومن أجل اتخاذ قرارات سليمة بشأن السياسات، سيلزم توليد بيانات عن أداء لقاحات كوفيد‑19 الحالية واللقاحات المُرشّحة المضادة لمُتحوّراته المُحدّدة، بما في ذلك فيما يتعلق بمدى فعّالية اللقاح واستمناعه ومأمونية الجرعة المُعزّزة الإضافية عبر الزمن وحسب حصائل المرض والفئات ذات أولوية الاستعمال. ويلزم إجراء المزيد من البحوث بشأن نطاق الاستجابة المناعية الفموية والخلوية إزاء المُتحوّرات، وحجمها ومدى استمرارها. كما تلزم البيّنات لمعالجة الثغرات الأخرى في البيّنات المتعلقة بضرورة إعطاء جرعات مُعزّزة إضافية، والتي تشمل مدة فعّالية اللقاح المُعطل واللقاح القائم على أجزاء الفيروس ولقاح نواقل الفيروس، عبر الزمن وحسب حصائل المرض. وأخيراً، فإن فهم مُعاملات ارتباط اللقاح بالحماية وبمدى استمرار الحماية في الأشخاص الذين أُصيبوا بعدوى كوفيد-19 من قبل وأولئك الذين لم يصابوا بها، من شأنه أن يساعد راسمي السياسات على اتخاذ قرارات برمجية سليمة.

ويواصل فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع والفريق الاستشاري التقني المعني بتركيبة لقاح كوفيد-19 رصد الوضع بعناية، وسيُحدّث موقف المنظمة وفقاً لذلك. 

المراجع:

1-   منظمة الصحة العالمية. خريطة طريق فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع لتحديد أولويّة استخدامات لقاحات كوفيد-19 (https://www.who.int/publications/i/item/who-sage-roadmap-for-prioritizing-uses-of-covid-19-vaccines-in-the-context-of-limited-supply، تم الاطلاع في 20 كانون الثاني/ يناير 2022).

2-   N Engl J Med. 2021. doi: 10.1056/NEJMc2111462.

3-   Response to additional COVID-19 vaccine doses in people who are immunocompromised: a rapid review. The Lancet Global Health. 2022;10:e326-e8. doi: 10.1016/S2214-109X(21)00593-3.

4-   منظمة الصحة العالمية. توصيات مؤقتة بشأن التوسّع في سلسلة التطعيم الأولية باعتماد جرعة إضافية من اللقاح المضاد لكوفيد-19 للأشخاص المنقوصي المناعة (بالإنكليزية). 2021 (https://www.who.int/publications/i/item/WHO-2019-nCoV-vaccines-SAGE_recommendation-immunocompromised-persons، تم الاطلاع في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2021).

5-   منظمة الصحة العالمية. توصيات مؤقتة بشأن جداول التطعيم بلقاحات متغايرة مضادة لكوفيد-19 (بالإنكليزية). ( https://www.who.int/news/item/16-12-2021-interim-recommendations-for-heterologous-covid-19-vaccine-schedules ، تم الاطلاع في 21 كانون الثاني/ يناير 2021).

6-  Bar-On YM, Goldberg Y, Mandel M, Bodenheimer O, Amir O, Freedman L et al. Protection by a Fourth Dose of BNT162b2 against Omicron in Israel. New England Journal of Medicine. 2022. doi: 10.1056/NEJMoa2201570.

7-   Magen O, Waxman JG, Makov-Assif M, Vered R, Dicker D, Hernán MA et al. Fourth Dose of BNT162b2 mRNA Covid-19 Vaccine in a Nationwide Setting. N Engl J Med. 2022. doi: 10.1056/NEJMoa2201688.

8-  2022:2022.03.24.22272835. doi: 10.1101/2022.03.24.22272835.

9-  Effectiveness of a second BNT162b2 booster vaccine against hospitalization and death from COVID-19 in adults aged over 60 years. Nature Medicine. 2022. doi: 10.1038/s41591-022-01832-0.

10-  2022:2022.04.11.22273327. doi: 10.1101/2022.04.11.22273327.

11-  Efficacy of a Fourth Dose of Covid-19 mRNA Vaccine against Omicron. New England Journal of Medicine. 2022;386:1377-80. doi: 10.1056/NEJMc2202542.

12-  Grewal R, Kitchen SA, Nguyen L, Buchan SA, Wilson SE, Costa AP et al. Effectiveness of a Fourth Dose of COVID-19 Vaccine among Long-Term Care Residents in Ontario, Canada. medRxiv. 2022:2022.04.15.22273846. doi: 10.1101/2022.04.15.22273846.

13-  Hernán MA, Robins JM. Using Big Data to Emulate a Target Trial When a Randomized Trial Is Not Available. American journal of epidemiology. 2016;183:758-64. doi: 10.1093/aje/kwv254.

14-  منظمة الصحة العالمية. بيان مؤقت للفريق الاستشاري التقني للمنظمة المعني بتركيبة لقاحات كوفيد‑19 (الفريق الاستشاري التقني) بشأن لقاحات كوفيد-19 في سياق سريان المتحوّر أوميكرون لفيروس كورونا-سارس. 2022  (https://www.who.int/news/item/08-03-2022-interim-statement-on-covid-19-vaccines-in-the-context-of-the-circulation-of-the-omicron-sars-cov-2-variant-from-the-who-technical-advisory-group-on-covid-19-vaccine-composition-(tag-co-vac)-08-march-2022).