ضحكة تصنع حياة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحياة مزدحمة بالأشغال وضيق الوقت، والسعي هنا وهناك، والروتين والاعتيادية والتكرار جميعها أمور تحكمنا وتحيط بنا، وفي خضمها يجب أن نستوعب كثيراً من الحقائق والأخبار المؤلمة. وتنتابنا حالة من القلق والخوف على المستقبل الذي نطمح إليه. فتنحدر وتضمحل تدريجياً الابتسامة وشيئاً فشيئاً نصبح عدّائين في سباق الحياة كل منا يريد الفوز.

رغم ذلك فإن الضحك والشعور بالقناعة هما مفتاح النجاح لأي عمل كان! الابتسامة التي أتحدث عنها ليست تلك الصفراء التي خرجت جراء إلقاء نكتة عابرة أو مجاملة لأحد الأشخاص. بل عن ابتسامة رضى تنبع من الروح. أيضاً لا أعني بذلك التوقف عن الطموح والرغبة بالارتقاء بالمكانة الوظيفية أو الدراسية أو الاجتماعية، بل ما أقصده الشعور بالسعادة خلال عاصفة الأعمال التي نجابهها يومياً في حياتنا.

فالقلق بشأن نظرة المدير عنك على سبيل المثال لن يجعلها تتحسن، ولكن الإخلاص في العمل والشعور بالحماس لإنجازه كفيلان بأن يجعل عملك مذهلاً. صحيح أن الضغوط تؤدي دوراً مهماً في تعكير صفو حياتنا بل إن 80% من الأمراض كالسكتات الدماغية والجلطات وأمراض القلب يسببها الشعور بالتوتر والضغط، رغم ذلك فإن حل مشكلة تراكم الأعمال ليس مستحيلاً فتنظيم الوقت والبدء بالأهم فالمهم فالأقل أهمية من أهم القواعد التي تضمن لك عملاً منجزاً، كما أن الضحك يخفف بشكل كبير من الطبيعة المتوترة والغاضبة لدى الإنسان ويجعل نظرته أشمل وأوسع بشأن العمل المطلوب منه.

أيضاً على الصعيد الصحي يعد الضحك علاجاً! بل أصبح مستخدماً في كثير من المستشفيات لعلاج الاضطرابات الجسدية والعقلية فالضحك يساعد على إفراز مادة إندروفينس التي تخفف من حدة الألم، وأيضاً يجعل أوعية القلب أكثر مرونة ويقوي جهاز المناعة والدفاع في الجسم. كما أنه يتسبب بإدخال كمية كبيرة من الأوكسجين للرئة ما يفيد مرضى التهاب الشعب الهوائية والمصابين بالربو. فقد أبدى هذا النوع من العلاج نجاحاً مذهلاً إذ تحكي إحدى المتعافيات من سرطان الثدي واسمها كاثي جودمان أن الأطباء حينما شخصوا حالتها مصابةً بهذا المرض ملأت رأسها بفكرة شفائها التام منه.

وبدلاً من القلق على حالتها الصحية انشغلت بمشاهدة الأفلام الكوميدية وإجراء الأحاديث الممتعة مع أفراد أسرتها.. قالت: (كان ذلك كل ما نقوم به، مجرد الضحك، الضحك والضحك!) وبعد ثلاثة أشهر من تشخيص حالتها شفيت تماماً! إن الغضب والضغط على العقل بتفكير دائم ومستمر يسببان مشكلات صحية خطيرة، ولذا نشاهد الأقل توتراً، والأقل غضباً، والأقل حزناً، هم الأكثر نضارة ونشاطاً وحيوية في حياتهم، وهذه خصال يتبعها ويلاحقها النجاح دائماً.

ولنا في رسولنا الكريم خير قدوة، فهذا هو الصحابي الجليل، عبدالله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه، يروي كما جاء في الترمذي، ويقول: ((ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

لنضحك ولنكن سعداء طالما أننا حظينا بيوم آخر نعيشه وننجز فيه!

Email