هبطت مركبة بيرسيفرانس أخيراً على سطح كوكب المريخ بعد دقائق من الرعب تابعها الملايين حول العالم في حدث علمي هائل في مجال استكشاف الفضاء، المريخ كان الهدف في مهمة ناسا؛ ذلك الكوكب الأحمر المليء بالأسرار الغامضة، والتي تبحث مركبة بيرسيفرانس من خلالها عن أي تفاصيل لحياة سابقة على الكوكب الأحمر وتستهدف مهمتها تجارب تمكن من خلالها البشر من الحياة على المريخ، لم يعد الأمر مجرد خيالات تراود غريبي الأطوار ومهووسي الخيال العلمي وعشاق نظريات الكائنات الفضائية المثيرة، فاستكشاف المريخ بل والعيش فيه صار هدفاً علمياً واضحاً تعمل عليه عدد من الشركات والهيئات العلمية الدولية والأمريكية، هذا هو الواقع الذي يؤكده واحد من أغنى أثرياء العالم وأكثرهم شهرة مثل إيلون ماسك والذي أعلن لأكثر من مرة أن البشر عليهم ترك الحياة على الأرض والعيش على المريخ!، بل تعد شركته سبيس إكس واحدة من أبرز الشركات العاملة في حقل صناعة الصواريخ والمركبات الفضائية لتقليل تكلفة تلك المهمة، كثير من التفاصيل طرحت العديد من الأسئلة حول اختلاف مهمة بيرسيفرانس عن المهمات الفضائية السابقة ولماذا المريخ تحديداً وأيضاً حول التكلفة المادية الكبيرة والعائد المباشر على حياة البشر من المهمات الاستكشافية، والكثير من الأسئلة التي أجابت عنها د. صوفيا جاد ناصر، المستشارة العلمية والباحثة في علم الكونيات ونظرية الجسيمات الفلكية، في حوارها لـ الشرق حول مهمة ناسا وأسرار الكوكب الأحمر. مهمة المستقبل ◄ في البداية هل من الممكن أن تحدثينا عن طبيعة مهمة مركبة بيرسيفرانس ولماذا تعد خطوة هائلة في مجال استكشاف الفضاء؟ إن مهمة بيرسيفرانس هي إنجاز كبير مثلها مثل أي مهمة استكشاف ناجحة بقدر ما تتطلبه من صعوبات عديدة ومخاطر لمجرد وصولها إلى هدفها، وأنني أعتبرها مهمة المستقبل لأنها تشمل تجربة مبدأية تهدف إلى إعداد كوكب المريخ لأن يكون قابلاً للعيش بالنسبة للبشر، وفي ضمن ثنايا وأهداف تلك المهمة هو الإعداد لعصر يعيش فيه البشر على كوكب المريخ، وتمهد لإمكانية هبوط رواد فضاء على كوكب المريخ ودراسة ما إذا كان هناك أي ملامح سابقة للحياة على كوكب المريخ، وهو ما يجعلها مهمة ضخمة وهائلة وتتضمن إجراء أبحاث على التربة حتى تستطيع المهمات المقبلة إلى المريخ دراسة تأثيراتها مستقبلاً، وهذا ما يجعلها مرتبطة للغاية بالمهمات المقبلة للمريخ ومهمات استكشاف الفضاء بصورة عامة. تجارب مهمة ◄ وما هذه التجارب التي يمكنها جعل المريخ كوكباً قابلاً للعيش فيه بالنسبة للبشر؟ إن هناك عدداً من التجارب التي يسعى العلماء ورواد الفضاء إلى تطبيقها في الكوكب الأحمر، ومنها محاولة إنتاج الأكسجين، وبعيداً عن الاسم العلمي المعقد للتجربة فإن هدفها ببساطة محاولة تحويل جزيئات ثاني أكسيد الكربون المتواجدة في الهواء على المريخ إلى أكسجين، وما تهدف له هذه التجربة هو بحث إمكانية تحقيق ذلك على النحو الفيزيائي وإذا ما كان ممكناً فستكون المهمات الأخرى القادمة للمريخ مجهزة على نحو أكبر وأوسع لتعميم تلك التجربة على هواء المريخ أو بالنسبة التي تمكن وجود نسبة أكسجين في هواء المريخ يستطيع البشر أن يتنفسوا من خلالها على المريخ، هذا أمر مدهش بالطبع ولكنه ليس الوحيد في تلك المهمة. ◄ وما هي تحديداً مواطن الاختلاف في مركبة بيرسيفرانس عن المهمات السابقة في استكشاف المريخ أو استكشاف الفضاء بصورة عامة؟ إن ما يختلف في مهمة بيرسيفرانس عن مهمة كيوريوستي السابقة على سبيل المثال والتي تم إطلاقها في 2011، إنه في المهمة الحالية يتم جمع أول عينات مباشرة من المريخ أي بصورة مباشرة من الكوكب إلى الأرض، ثم إجراء تجارب على التربة والهواء في المريخ وذلك لأي مهمات مستقبلية تقوم بجمع تلك العينات التي تمت التجارب عليها والعودة بها إلى الأرض لبحث نتائجها مباشرة، وما أريد قوله إن إرسال مهمة إلى فضاء المريخ أمر في غاية الصعوبة ويتطلب جهداً ووقتاً يصل إلى عقود، فالمهمة المقبلة إلى المريخ يمكنها أن تكون على الأقل في بداية عام 2030. دقائق الرعب ◄دقائق حبس فيها العالم أنفاسه أطلقت عليها ناسا دقائق الرعب هل يمكنك توضيح ذلك ولماذا كانت السبع دقائق في عملية الهبوط هي الحاسمة في مصير مهمة بيرسيفرانس بالكامل؟ بكل تأكيد كانت عملية هبوط بيرسيفرانس تحبس الأنفاس بالفعل، فالفيديو الذي أطلقته ناسا يوضح دقائق الرعب كما أُطلق عليها؛؛ لأنه لتخترق بيرسيفرانس الغلاف الجوي للمريخ هناك حاجز من درجة الحرارة المرتفعة وبيرسيفرانس كان لديها درع عازل للتعامل مع تلك الحرارة وكان هناك خوف من الاحتراق أو الانفجار في ظل عدم معرفة قدرة هذا الدرع على تحمل درجة الحرارة المرتفعة، كما أن المظلة التي كانت تحمل المركبة توجب إطلاقها بسرعة أكبر من سرعة الصوت لتساعد على نقل بيرسيفرانس إلى مسافة تقديرية باستخدام قوة الجاذبية للهبوط وعقب ذلك تنقلت المظلة متوجهة للسقوط بعيداً عن اتجاه هبوط بيرسيفرانس والتي كانت مزودة للهبوط آلياً باستخدام وقود لا يعطي لهيب اشتعال ووفقاً لما هو موجود بها من كمبيوتر قيادة ذكي يتمكن من تحديد ومسح منطقة الهبوط عبر الكاميرات الكثيرة المزودة بها بيرسيفرانس ثم الهبوط بعد ذلك وفتح العجلات والاستقرار على أرضية المريخ هنا تنفصل الصواريخ بعيداً في اتجاه مغاير لاتجاه الهبوط لتتحطم وتسقط بمسافة قدرت بـ700 متر بعيداً عن بيرسيفرانس، وما مثل مصطلح دقائق الرعب السبع هو أنه في تلك الفترة من الهبوط تسير المركبة بسرعة أكبر من سرعة الصوت ولا تستطيع التقاط أية إشارات من جهات الرصد في مركز ناسا لأنه غير ممكن علمياً إلى الآن إرسال رسائل بسرعة أكبر من سرعة الصوت المعروفة ولهذا كان الانتظار والدعاء حتى تهبط بيرسيفرانس على سطح المريخ لإرسال الرسائل إلى مركز الرصد والمتابعة، وذلك خلال دقائق تحتبس فيها الأنفاس خوفاً من إمكانية تحطم بيرسيفرانس إلى آلاف القطع المتناثرة خلال مخاطر عملية الهبوط، وما يوضح أيضاً المكان الذي هبطت إليه مقدار التقدم التكنولوجي الكبير الذي حققه العلماء في أن تهبط المركبة بهذه الدقة الكبيرة والتي لم تكن موجودة من قبل. ◄ التكلفة الهائلة دائماً ما كان السؤال حاضراً حول الملايين أو المليارات التي تنفق على استكشاف الفضاء في ظل ما يعانيه العالم أو لطبيعة وجدوى الأموال الطائلة لتلك المهام الاستكشافية في الفضاء الخارجي كيف ترين ذلك؟ المشكلة أن هناك عدم إدراك كامل لمدى التكلفة الهائلة التي تحتاجها مهمات الاستكشاف سواء من سيل التجارب أو التكنولوجيا النادرة والمخصصة وغيرها من آلاف المجالات العديدة، فالجميع في الصين وروسيا وأمريكا يدرك طبيعة ما نمتلكه من تكنولوجيا وصل إليها العلم ولكن مدى التكلفة التي تحتاج إليها مهام استكشاف الفضاء كبير ولكن المخصص لها واقعياً ليس كما يعتقد الكثيرون في الواقع، ولتوضيح ذلك عموماً بإسقاط هذا على ميزانية الدولة بالكامل تجد أن الرقم محدود للغاية، فعلى سبيل المثال قد وصلت النسبة المخصصة من ميزانية الحكومة الأمريكية بالكامل لنحو 0.48% فقط أي أقل من نصف بالمائة لمهمات استكشاف الفضاء، والأمر الآخر الذي يعد من بين مشاكل الإدراك العامة هو لمجرد كون هذه المهمة في الفضاء البعيد وفي المريخ لا يتم تقدير الحجم الهائل من الاستفادة التي ستعود علينا من خلال ذلك، فتكنولوجيا الأقمار الصناعية وحتى الهواتف الذكية وبعض من المجالات الطبية المتطورة يرجع أبحاثها في الأساس إلى برامج استكشاف الفضاء والتجارب العلمية العديدة في المهمات الاستكشافية والتي ستساعدنا كثيراً في تطوير سبل حياتنا عبر استكشاف ما يحيط بنا في الكون بكل تأكيد. ◄ كوكب المريخ صار الهدف الأبرز والرئيسي في أبحاث ومهمات ناسا في استكشاف الفضاء.. ما خصوصية الكوكب الأحمر في ضوء ذلك حسب تقديرك؟ إن كوكب المريخ من الكواكب غير المأهولة التي تقع في نطاق يمكن الوصول إليها من قبل المهمات الاستكشافية، وكوكب الزهرة أيضاً يقع ضمن النطاق ولكن آخر مرة حاولت روسيا إرسال مهمة استكشافية إلى فينوس تم تدمير المركبة تماماً جراء الحرارة العالية بكوكب الزهرة أو فينوس، ولكن المريخ على النقيض من ذلك فدرجة حرارته يمكن تجاوزها من قبل الأدوات التكنولوجية في المهمات الاستكشافية، كما أن المريخ لديه نوع ما من الغلاف الجوي وإن كان أصغر بكثير من الأرض ولكنه يمتلك غلافاً جوياً، كما أننا وجدنا ملامح على المريخ في التجمعات الصخرية والتربة تخبرنا بأن هذه التضاريس لا يمكن تكونها دون وجود ماء، والعديد من النظريات التي لها بعض من الاستناد العلمي الواقعي تدعم وجود ملامح لحياة على كوكب المريخ وهي نظريات غير مثبتة بالطبع ولكن من خلال البحث بتعمق في المريخ قد يكون من الممكن إثباتها، وتهدف مهمة بيرسيفرانس إلى محاولة إيجاد أي شكل من أشكال الحياة القديمة أو السابقة بالإضافة بكل تأكيد لعينات التربة التي ستعود إلى الأرض لدراستها، هو أمر هائل لا يمكن الاستخفاف به.

من مجرد عاملة في تنظيف المنازل، لا تجيد تحدث الإنجليزية.. إلى قائدة مهمة وكالة ناسا لاكتشاف كوكب المريخ، وهي واحدة من أهم رحلات الفضاء على الإطلاق.. رحلة صعبة وملهمة قضتها رائدة الفضاء ديانا تروجيلو حتى وصلت إلى أهم المناصب في ناسا .. تقول تروجيلو: وصلت إلى الولايات المتحدة في سن الـ17 من عمري، كان بحوزتي فقط 300 دولار. وتضيف قائدة في المهمة التابعة لوكالة ناسا لاستكشاف الكوكب الأحمر - في مقابلة مع شبكة سي بي أس- إنها غادرت بلادها بعد طلاق والديها، واضطرت بعد وصولها إلى الولايات المتحدة للعمل بتنظيف المنازل لتغطية تكاليف دراستها في تخصص هندسة الفضاء، التي أهلتها للانضمام لوكالة ناسا في عام 2007. وتابعت: رأيت كل شيء يأتي في طريقي كفرصة، مستذكرة ما كان يجول ببالها الأعمال المنزلية التي اضطرت للقيام بها لدى وصولها الولايات المتحدة. إلا أنها أكدت أن كل ما مرت به كان سببا لسعادتها، وكانت عندما تخاطب نفسها كانت تقول: أنا سعيدة لأنني أملك وظيفة ويمكنني شراء الطعام ولدي منزل للنوم. ولدت تروجيلو ونشأت في كولومبيا، وتطمح في تجربتها الجديدة إلى فهم ما إذا كنا وحدنا في هذا الكون، متوقعة إمكانية الإجابة على هذا السؤال قريبا، وفقا للشبكة. وأكدت في حديثها أن تجربتها كمهاجرة في وقت مبكر من حياتها تحفزها دوما لتقديم أفضل ما لديها، لا سيما وأنها أتت من بلد تعتبر الفرص فيه محدودة. وأوضحت العالمة الشابة أيضا أن أحد الحوافز التي دفعتها لدخول عالم الفضاء كان سعيها لإثبات خطأ بعض أفراد عائلتها، خاصة الذكور، الذين استبعدوا أن تكون قادرة على تحقيق أحلامها بهذا المجال. وقالت: منحتني الحياة دائما الفرص المناسبة لي، لذا سنرى ما الذي سيأتي بعد ذلك.. وشكلت قصة نجاح تروجيلو مصدر إلهام للبعض، حتى أن الكاتبة الأمريكية كاري كورنيل، تناولت قصتها في كتاب مهندسة مختبر علوم المريخ. ووفقا لحسابها على تويتر، شاركت تروجيلو في مهام فضائية سابقة، منها قيادة المركبة كيوريوسيتي إلى المريخ عامي 2011 و2012.

أعلنت دار التقويم القطري اليوم، أن الكوكب الأحمر المريخ، سيصل إلى أبعد نقطة في مداره حول الشمس (نقطة الأوج) غدا (الاثنين)، حيث سيكون المريخ على مسافة قدرها 249 مليون كيلومتر تقريبا من مركز الشمس، وبفارق 43 مليون كيلومتر عما كان عليه يوم الأحد 6 من سبتمبر 2018 عندما كان المريخ في أقرب نقطة من الشمس خلال هذا اليوم، وكان على مسافة قدرها 206 مليون كيلومتر تقريبا من مركز الشمس. وأشار الدكتور بشير مرزوق، الخبير الفلكي بدار التقويم القطري، إلى أن هذه الظاهرة من الظواهر الفلكية الهامة وذلك لأن كوكب المريخ يصل إلى أبعد نقطة من الشمس (نقطة الأوج) مرة واحدة كل عامين تقريبا علما بأن المريخ قد وصل إلى نقطة الأوج يوم الأحد 8 من أكتوبر 2017، بينما سيصل لها من جديد يوم الثلاثاء 13 من يوليو 2021. وتشير الدارسات التي أجراها علماء الفلك إلى أن التغير الكبير في المسافة بين موقع المريخ من الشمس عندما يصل إلى نقطتي الأوج والحضيض يجعل سطح المريخ يكتسب كمية أكبر من الطاقة الشمسية حينما يقع في أقرب نقطة من الشمس (نقطة الحضيض)، مقارنة بكمية الطاقة التي يكتسبها حينما يقع في أبعد نقطة من الشمس (نقطة الأوج)، وتقدر تلك الكمية بنسبة 31% من الطاقة الشمسية. ونوه مرزوق إلى أن سكان دول المنطقة العربية ومن بينهم سكان دولة قطر لن يتمكنوا من رصد المريخ غدا، وذلك لأن المريخ سيكون على بُعدٍ زاوي قدره درجتين فقط من مركز الشمس، إضافة إلى أن المريخ سيغرب في سماء دولة قطر بعد موعد غروب الشمس بمدة قدرها تسع دقائق، مما يجعل ضوء الشمس القوي يطمسه ولا نتمكن من رصده. ويعتبر كوكب المريخ الهدف الأول لعلماء الفلك في دراسة مدى إمكانية وجود حياة على سطح الكواكب لأنه شديد الشبه بالأرض، مما زاد من اعتقاد العلماء بوجود مقومات الحياة على سطحه، وهو ما جعل العلماء يهتمون بتلك الدراسات. وكوكب المريخ هو رابع أبعد الكواكب عن الشمس، ويُكمل المريخ دورة كاملة حول الشمس (طول السنة على المريخ) خلال 687 يوما تقريبًا، ويدور حوله قمران هما: فوبوس وديموس. جدير بالذكر، أن كوكب المريخ كغيره من بقية كواكب مجموعتنا الشمسية، يدور حول الشمس في مدار إهليجي (قطع ناقص)، وتكون الشمس في إحدى بؤرتي هذا المدار ولذلك فإن المريخ يكون في نقطة قريبة من الشمس تسمى: (نقطة الحضيض)، وفي نقطة أخرى بعيدة عن الشمس تسمى: (نقطة الأوج).

قال علماء فلك بريطانيون، إن سطح كوكب المريخ يحتوي على مواد سامة تتشكل بسبب الأشعة ما فوق البنفسجية، وأن سطح الكوكب الأحمر ضار جدا للخلايا، بفعل تأثير هذا الخليط السام. الدراسة أجراها باحثون في في كلية الفيزياء وعلوم الفضاء بجامعة أدنبره البريطانية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Scientific Reports) العلمية. ودرس الباحثون مواد تسمّى "البركلورات"، وهي أملاح موجودة بكثافة على سطح الكوكب الأحمر. وقالوا إنه من المعروف عن هذه الأملاح أنها تصبح شديدة الأكسدة حين تكون تحت حرارة عالية، والحال ليس كذلك على سطح المريخ لأن طقس المريخ بارد. لكن العلماء اكتشفوا أن "البركلورات" قد تصبح شديدة الأكسدة أيضا في حال تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، وهو ما يجري على سطح هذا المريخ فعلا. ووجد فريق البحث أن "البركلورات" حين تتعرض للأشعة فوق البنفسجية مثل تلك التي تضرب سطح المريخ، تصبح قاتلة للبكتيريا. إضافة إلى ذلك، توجد في سطح المريخ مادتا "أكسيد الحديد" و"بيروكسيد الهيدروجين"، وهما تعملان مع "البركلورات" على قتل البكتيريا. وقال الباحثون إن " دراستنا تظهر أن سطح المريخ حاليا ضار جدا للخلايا، بفعل تأثير هذا الخليط السام". وذكرت جنيفر وادسوورث، أحد المشاركات في الدراسة: "إن أردنا البحث عن حياة على سطح المريخ، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذه النتائج". وأضافت أن في حال كانت هذه النتائج مزعجة للمتحمسين للعثور على حياة على سطح المريخ، إلا أن فيها شيئا إيجابيا، وهو أن التلوث الحيوي الذي نقلته مركبات الفضاء من الأرض إلى هناك لن يكون له حظ كبير في الحياة. وقال ديرك شولز ماكوتش، عالم الفلك في جامعة ولاية واشنطن الأمريكية، الذي لم يشارك في الدراسة: "كنا نعلم من قبل أن أي محاولة للعيش على سطح المريخ ستواجه صعوبات كبيرة من أجل البقاء على سطحه، وهذه الدراسة تؤكد ذلك". وتهدف خطة وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" على المدى الطويل إلى إنزال رواد فضاء على سطح المريخ في منتصف ثلاثينات القرن الحالي. ويهدف مشروع "مارس ون" الذي ترعاه "ناسا"، إلى إرسال مجموعة من الأشخاص في رحلة ذهاب بلا عودة إلى سطح المريخ للعيش عليه، مع العمل في نفس الوقت على تصويرها وتسويقها كعرض تلفزيوني، وبالفعل تطوع 200 ألف شخص تقريبا من 140 دولة حتى الآن للقيام بالرحلة.

نشر موظفو وكالة "ناسا" الأمريكية على موقع "www.nasa.gov" صورة فوتوغرافية فريدة من نوعها لسطح المريخ تظهر الصخور الأصلية للكوكب الأحمر. وتوصل العلماء استنادا إلى الصورة الملتقطة من محطة "Mars Reconnaissance Orbiter" بواسطة كاميرا (HiRISE)، إلى استنتاج مفاده بأن سطح المريخ مغطى بمواد على شكل حبيبات، قد تختفي تحتها صخور ومواد معدنية ثمينة، وقد أظهرت الصورة الفوتوغرافية أحد التضاريس الذي تغطيه كثبان رملية بشكل جزئي، بحيث تظهر طبقات حمراء. يذكر أن خبراء ناسا كانوا قد كشفوا، في مطلع فبرايرالجاري، عن 3 مناطق في كوكب المريخ تصلح برأيهم لهبوط روفر عليها عام 2020، وهي منطقة شمالي شرقي (سرت الكبيرة )، وهضبة (إيجيرو) وتلال (كولومبيا هيلز).

اعتمد نائب رئيس دولة الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم، اليوم الأربعاء، تصاميم مشروع "مسبار الأمل" الإماراتي، الذي سيكون أول مسبار إسلامي عربي يصل إلى المريخ، حال إطلاقه، ووجه ببدء مرحلة التصنيع. وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، فقد جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها إلى "مركز محمد بن راشد للفضاء"، قام خلالها بافتتاح المرحلة الثانية من المبنى المخصص لتصنيع وتجميع وتركيب الأقمار الصناعية في البلاد. كما قام آل مكتوم وهو أيضاً رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتثبيت، أول قطعة على الهيكل النهائي لـ"خليفة سات" القمر الصناعي الأول يصنع بأياد عربية بالكامل على يد مهندسين إماراتيين. واعتمد آل مكتوم، تصاميم مشروع "مسبار الأمل"، ووجه ببدء مرحلة تصنيع النماذج الأولية للمسبار الذي من المخطط له أن يصل إلى كوكب المريخ بحلول عام 2021 بالتزامن مع احتفالات الإمارات باليوم الوطني الـ 50. وقال نائب رئيس الإمارات، بهذه المناسبة إن طموحات بلاده "هي الفضاء ونستثمر في كوادرنا الوطنية لخلق إضافة للمعرفة البشرية حول كوكب المريخ"، مضيفا "مسبار الأمل يمثل قفزة نوعية في مسيرة الإمارات العلمية وهو أول خطوة في العالم العربي نحو المساهمة في خدمة البشرية"، ومبينا أن "أول أحرف عربية ستصل لكوكب المريخ سيكون عنوانها مسبار الأمل". الجدير بالذكر، أن الرئيس الإماراتي خليفة بن زايد آل نهيان، كان قد أعلن في 16 يوليو 2014، إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السبع سنوات القادمة.

هبطت مركبة الفضاء شياباريلي على سطح كوكب المريخ اليوم الأربعاء، في أول محاولة أوروبية لإنزال مركبة على الكوكب منذ فشل المركبة بيجل2 قبل نحو عشرة أعوام، وينتظر العلماء في الوقت الراهن معلومات جديدة عن وضع المركبة التي تشبه الاسطوانة، ويصل وزنها إلى 577 كيلوجراما. وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، إن شياباريلي ستجري تجارب على تكنولوجيا تخص مسبارا من المقرر أن يصل إلى الكوكب الأحمر في 2020، وسميت المركبة على اسم الفلكي الإيطالي جيوفاني شياباريلي الذي بدأ في عام 1877 رسم خريطة لتضاريس كوكب المريخ لتوسيع نطاق دراسته لما يعرف الآن بقنوات الكوكب. والمركبة شياباريلي جزء من برنامج إكسومارس الأوروبي الروسي، الذي سيبحث عن علامات على حياة سابقة أو حالية على كوكب المريخ. وهذه هي المحاولة الأوروبية الثانية فقط لإنزال مركبة على الكوكب الأحمر بعد أن انفصلت المركبة بيجل 2 البريطانية عن مركبة الفضاء مارس إكسبرس في عام 2003، لكن الاتصال انقطع عنها إلى الآن بعد أن فشلت في نشر ألواحها الشمسية عند الهبوط، ووصفت تلك العملية في ذلك الوقت بأنها "فشل بطولي". ومن المعروف أن الهبوط على كوكب المريخ الذي يبعد عن كوكب الأرض حوالي 56 مليون كيلومتر مهمة صعبة، أنهكت معظم الجهود الروسية وأثارت أيضا مشكلات لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، والهدف الرئيسي لبرنامج إكسومارس هو استكشاف ما إذا كانت هناك حياة في أي وقت على المريخ. وسيتم في الجزء الثاني من مهمة إكسومارس والذي جرى تأجيله من عام 2018 إلى عام 2020 إرسال أول مركبة جوالة أوروبية إلى سطح كوكب المريخ، وستكون لدى المركبة القدرة على التحرك على سطح الكوكب كله والحفر لأخذ عينات من تربته لتحليلها. وتقود الوكالة الأوروبية للفضاء المهمة إكسومارس 2016، بينما تزود وكالة روسكوزموس الروسية المهمة بصاروخ الإطلاق واثنين من المعدات العلمية، والمتعاقد الرئيسي مع البرنامج هو شركة طاليس ألنيا سبيس وهي شركة مشتركة بين شركتي طاليس وفينيكانيكا. ومن المتوقع أن تصل تكلفة المهمة التي تتحملها الوكالة الأوروبية للفضاء بما في ذلك مرحلتها الثانية التي تبدأ في عام 2020، إلى حوالي 1.3 مليار يورو (1.4 مليار دولار).

قد يكون حلم زيارة كوكب المريخ دغدغ مخيلتك في لحظة ما، لكن الأمر أكثر من مجرد أمنية وخيال، بل المقدرة على النجاة إن وطأت قدماك سطح الكوكب الأحمر. يعتقد بعض الخبراء أن قلةً من البشر فقط يستطيعون النجاة على سطح المريخ، ففي تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، تحدث رئيس الجمعية الأسترالية للمريخ د.جوناثان كلارك، عن المهارات التي يحتاجها المرء للبقاء حياً على سطح المريخ. يُعتبر د.كلارك أحد القلائل الذين اختبروا كيف ستبدو الحياة على كوكبٍ آخر، عبر انضمامه للعديد من المهمات التمثيلية، وهي الأنشطة التي تجري على كوكب الأرض في بيئات مختلفة لمحاكاة مختلف جوانب البعثات الفضائية إلى عوالم أخرى. إذ خاض مهمته التمثيلية الأولى في وسط أستراليا، ثم أتبعها بمهمتين في يوتاه بالولايات المتحدة، وسيعود إلى يوتا والقطب الشمالي الكندي مرةً أخرى عما قريب. تحتلف الحياة على المريخ بطبيعة الحال، فالجاذبية الضعيفة ستسمح للناس بحمل أشياء أكثر ضخامة وثقلاً عما اعتادوه على الأرض، "وستبدو الحياة مألوفة بعض الشيء، وكأنك تراها عبر منظار"، كما قال كلارك. واستطرد، "ستبدو مختلفة ومعوجة قليلاً، ربما يتطلب الأمر بعض الوقت للاعتياد عليها، لكن البشر تكيفوا مع مختلف أنواع البيئات الغريبة، هناك أناس يعيشون بسعادة في محطات الفضاء الدولية أو في أعماق الشتاء القطبي". لكنه لفت إلى أن البقاء على قيد الحياة هناك يتطلب شخصياتٍ معينةً تتمتع بمهارات متعددة، "غالباً ما ستسكن في مساحة صغيرة، ربما بيت صغير يحتوي على ثلاثة غرف للنوم ويتشاركه معك حوالي 5 أو 6 من زملائك، ستحتاج لمجموعة يمكنك التعايش معها لسنوات وليس مجرد بضعة أيام أو بضعة أشهر". ستتحول المجموعة في النهاية إلى أشبه ما يكون بالعائلة أو فريق من الأصدقاء القريبين وليس مجرد مجموعة من زملاء العمل، لكن في الوقت ذاته ستقابلهم العديد من التحديات، "سيكون العمل مُرهقاً للغاية، لكنها ستغدو تجربة شديدة الإشباع". وأشار رئيس الجمعية الأسترالية للمريخ إلى حاجة هؤلاء الأشخاص لمعرفة مهامهم التي تساعدهم في البقاء أحياء على المريخ، "كمعرفة بعض الأشياء لحالات الطوارئ، سواءاً الإسعافات الأولية أو التمريض، أو كيفية الهبوط بالسفينة الفضائية أو ربما قيادة الطوافات". وأضاف، "سيكون عليك أيضاً مواجهة المشاكل التي ستنشأ، ليس فقط على المستوى التقني، بل أيضاً على مستوى البشر وحالتهم النفسية والمجتمع الذي ستعيشون فيه"، وهو ما يعني ضرورة التحلي بذكاء عاطفي مرتفع. ستحتاج أيضاً إلى التمتع بمهارات قيادية وحافز ذاتي لتنجو على المريخ، بالإضافة إلى قدرتك على العمل مع آخرين وتسليم دفة القيادة لهم في مجالات خبرتهم. واستطرد كلارك، "إن أردت الذهاب إلى المريخ، فسيكون عليك تحسين مهاراتك التقنية ومهارات تواصلك مع الآخرين، اعمل على أن تكون أفضل شخص يمكنك أن تصل إليه، فقد يتم اختيارك يوماً ما". ود.كلارك هو أحد السبعة الذين تم اختيارهم على مستوى العالم بواسطة الجمعية المهتمة بالمريخ للمشاركة في إحدى المهام التمثيلية لمدة 160يوماً، في القطب الشمالي.

أبدع المخرج الكبير ريدلي سكوت في عمله بفيلم "المريخ - أعيدوه إلى المنزل"، الفيلم الذي يجسد آمال العلماء وتصوراتهم للحياة على الكوكب الأحمر، وناقش فيه بعض نظرياتهم في افتراض وجود حياة على هذا الكوكب العملاق. وتدور أحدث فيلم "المريخ" حول مغامرة فضائية لأحد رواد الفضاء رائد الفضاء الأميركي مارك الذي يجسد شخصيته الفنان "مات دامون"، والذي يجد نفسه وحيدا على كوكب المريخ، بعدما اضطرت عناصر فرقته إلى مغادرة الكوكب الأحمر إثر عاصفة اجتاحته. وحول سكوت ببراعته وإبداعه المغامرة إلى قيمة إنسانية ومقولات تتحدث عن إمكانية الحياة على كوكب المريخ رغم كل الظروف والمصاعب والتحديات، ونتابع فيه حكاية. وهنا تبدأ الحكاية الأساسية حول إمكانية العيش على الكوكب الأحمر، حيث يحول مارك المحطة الفضائية التي تم بناؤها على المريخ إلى ساحة للتجارب، يبدؤها بالزراعة والاعتماد الذاتي على قدرته من أجل البقاء على قيد الحياة، وصولا إلى إصلاح المحطة الفضائية، وأيضا أجهزة الاتصال مع الأرض عبر رحلة تؤكد مقدرة الذات البشرية على تحمل المصاعب وتجاوز أصعب اللحظات والظروف. وشارك مات دامون في بطولة الفيلم، كلاً من "كاثي مارا" و"جيسيكا شاستون" و"شوتيل اجفور" الذي حل مكان النجم الهندي "عرفان خان" الذي كان مرشحا لتجسيد شخصية "كابور"، ولكن ارتباطه المسبق أحال الشخصية للنجم الأسمر أجفور الذي شاهدناه في فيلم"12 عاما من العبودية". ومن الأشياء التي تدهشنا في فيلم "المريخ - أعيدوه إلى المنزل" الأماكن التي تم تصويره بها، وبالذات الصحارى الحمراء، حيث صورت المشاهد الخارجية في صحراء رام في المملكة الأردنية ضمن خدمات إنتاجية عالية المستوى، إضافة إلى جمهورية المجر.

رجحت دراسة لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا"، وجود محيط كبير يوازي حجمه مساحة المحيط المتجمد في كوكب الأرض، على كوكب المريخ قبل مليارات السنين. وقدر خبراء ناسا، في الدراسة التي نشرت في دورية العلوم، أمس الجمعة، أن مياه المحيطات على الكوكب الأحمر، ربما أكثر من مياه "المحيط المتجمد بشمال كوكبنا". وقال جيرونيمو فيلانوفا، من مركز جودارد للطيران بـ"ناسا"، "دراستنا توفر تقديرات قوية بكمية المياه التي كانت على المريخ يوما ما، عن طريق تحديد حجم المياه التي تبددت في الفضاء، عبر هذا العمل يمكننا أن نفهم على نحو أفضل تاريخ المياه على الكوكب". ويقدر العلماء أن المياه ربما كانت تغطي نحو 20% من سطح الكوكب الأحمر، يتجاوز حجمه المحيط الأطلسي، وحول المساحة المقدرة شرح فيلانوفا، "عمقه ربما ما بين 5 آلاف قدم ونحو ميل واحد". وأوضح علماء "ناسا" أن تبدد المياه من سطح المريخ استغرق نحو مليارات السنوات، جراء انخفاض ضغط الغلاف الجوي للكوكب، ما حال دون بقاء الماء في شكلها السائل.

يعكف الباحثون في معهد ماساشوستس للتقنية "إم.آي.تي" حاليا، على تصميم جهاز يساعد البشر في التنفس بصورة طبيعية على كوكب المريخ. وتعتبر قلة الأوكسجين أحد التحديات التي ستواجه الإنسان في حال أراد العيش على الكوكب الأحمر، حيث تعمل الآلة "موكسي" -التي يصممها المعهد في الوقت الحالي- على علاج هذه المشكلة. وتستفيد الآلة من ثاني أكسيد الكربون الموجود بوفرة في المريخ، حيث يشكل 96% من الغلاف الجوي، لتحويله إلى أوكسجين، الموجود على المريخ بنسبة 0.2% فقط، بحسب موقع "إنترناشونال بيزنس تايمز". وتقوم آلية "موكسي" على ملء خزاناتها بثاني أكسيد الكربون، ثم العمل بعد ذلك على فصل ذرات الأوكسجين وتجميعها معها، للاستفادة منها لاحقا في مساعدة البشر على التنفس. ويسعى القائمون على المشروع، الذي من المتوقع أن تبلغ تكلفته 130 مليون دولار أمريكي، إلى جعل الجهاز صغيرا قدر الإمكان، حرصا منهم على توفير أكبر مساحة ممكنة على سطح المركبات المتجهة إلى المريخ، وأيضا ليسهل على البشر استعماله.

أعرب الرئيس التنفيذي لشركة الرحلات الفضائية الخاصة عن أمله في أن يتمكن من تسيير رحلات مكوكية إلى المريخ بحلول عام 2024. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" إلون موسك، إنه يأمل في بدء نقل الناس من وإلى الكوكب الأحمر في غضون 10 إلى 12 سنة. وأشار موسك إلى أنه بمرور الوقت فإنه سيتم إنشاء "مدينة ذاتية الدعم" على "الكوكب المجاور". وأوضح قائلاً إن "الأمر المهم على المدى البعيد هو إقامة مدينة ذاتية الدعم على كوكب المريخ بحيث تصبح الحياة ممكنة على عدة كواكب". يشار إلى أن موسك أسس شركة "سبيس إكس"عام 2002، بهدف تصميم وتصنيع السفن الفضائية التجارية التي يمكنها الوصول إلى مدار منخفض حول الأرض. ونقل موقع سكاي نيوز عن موسك تصريحه لـ"سي إن بي سي" بأن الوصول إلى كوكب المريخ أمر ممكن بحلول نهاية العقد المقبل. وكانت المركبات الفضائية من طراز "دراغون" التي تنتجها شركة "سبيس إكس" استخدمت منذ عام 2012 غيرة مرة لتوصيل شحنات إلى المحطة الفضائية الدولية. يذكر أن الشركة، التي تتخذ من هاوثورن بكاليفورنيا مقراً لها، كانت قد كشفت الشهر الماضي عن النموذج الجديد من مركباتها الفضائية "دراغون في 2" وتأمل أن تحصل على عقد من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لإرسال رواد الفضاء وإعادتهم إلى الأرض.

توصل علماء الرياضيات إلى طريق جديدة تحل أكبر مشكلتين تواجه الرحلات إلى الكوكب الأحمر، وتمنع الإنسان من التوجه إليه، وهما التكلفة المادية الباهظة، وحقيقة أنه يمكن القيام بهذه الرحلة مرة كل عامين. وتقضي الطريق الحالية للوصول إلى المريخ التزود بكمية كافية من الوقود، وأن السفر إلى الكوكب لا يمكن أن يحدث إلا مرة كل 26 شهراً، وذلك عندما تتعامد الكواكب بطريقة صحيحة. غير أن الطريق الجديدة، التي توصل إليها عالما الرياضيات الإيطالي فرانشيسكو توبوتو، والألماني المولد إدوارد بيلبرونو تستفيد من حركة المريخ، الأمر الذي يساعد على حل المشكلتين معاً. وتقتضي هذه الطريقة بوضع مركبة الفضاء المتجهة إلى المريخ في مدار شبيه بمدار المريخ بحيث تسبق حركتها حركة الكوكب وتتقدم عليه، في حين أن الطريق المستخدمة حالياً في إرسال المركبات غير المأهولة تقتضي أن تتجه المركبة بشكل مباشر نحو مناطق محددة في مدار المريخ حيث يلتقيان. وتبدو تكلفة الطريقتين هي ذاتها عند الإطلاق، وأثناء توجه المركبتين نحو الكوكب الأحمر، غير أن عملية حرق الوقود لإبطاء سرعة المركبة وتحديد هدفها عندما تصل الكوكب، تصبح أقل في الطريق الجديدة، وفقاً لما نقلته صحيفة "إندبندنت". وتقلل الطريق الجديدة إجمالي التكلفة بنسبة لا تقل عن 25 بالمائة، الأمر الذي يجعل من المركبة أقل وزناً، وبالتالي أقل تكلفة عند الإطلاق. على أن الطريق الجديدة تستغرق وقتاً أطول زمنياً، مع العلم أن الطريق القديمة تستغرق 6 شهور للوصول إلى المريخ.

طورت جامعة ويسترن الأسترالية جهازاً فريداً يتيح التنفس على كوكب المريخ يعد الأول من نوعه ومن المتوقع أن يقوم بأول رحلة له إلى الكوكب الأحمر والهبوط على سطحه في مطلع 2018. يعتبر الجهاز الذي أطلق عليه اسم "هيلينا-Helena" بنات أفكار أحد طلاب الجامعة ويهدف إلى أن يكون مفتاح الحياة لإمكانية هبوط البشر على المريخ واكتشافه، وسُمي هذا المشروع مقتبساً من أحد الأقاويل المأثورة لشكسبير "تنفس الحياة داخل الحجر"، ليكون أول نموذج لجهاز التنفس في كوكب يخلو من الحياة، بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية. ويعتمد الجهاز غريب الشكل على التحليل الكهربائي لإنتاج الأكسجين من الماء المستخلصة من تربة المريخ، فهو مجهز بغرفة تحليل كهربائي، والذي تعد القطعة الرئيسية في الجهاز، تعمل بجانب آلية الضغط وجهاز استشعاري للأكسجين وصمام لإخراج الضغط.

اقترح الخبراء 4 مناطق لهبوط العربة الروسية – الأوروبية، ذاتية الحركة، على سطح المريخ، التي سيتم إطلاقها ضمن مشروع "ايكزومارس – ExoMars". ويهدف هذا المشروع المشترك إلى دراسة إمكانية وجود ظروف ملائمة للحياة، سابقا وحاليا ومستقبلا، على الكوكب الأحمر. ويرى العلماء، أنه من المحتمل أن مناخ المريخ قبل 3.5 مليار سنة، كان ملائما لظهور الحياة هناك. ويتضمن المشروع المشترك، إطلاق وحدة مدارية "Trace Gas Orbiter- TGO" ووحدة هبوط "Schiaparelli" في يناير عام 2016. والوحدة الأولى مخصصة لدراسة بخار الماء في جو المريخ وكذلك الشوائب الموجودة في تربته، ويخطط لإرسال العربة ذاتية الحركة، إلى المريخ، في عام 2019. وبدأ الخبراء، من أجل ذلك، منذ عام 2013، بالبحث عن أفضل المناطق التي يمكن أن تهبط عليها هذه العربة، وبعد دراسة المسألة من جميع جوانبها، وقع اختيارهم على 4 مناطق، حيث سيتم تحديد منطقة الهبوط بصورة نهائية عام 2016.

اختبر علماء هنود بنجاح، اليوم الإثنين، المحرك الرئيسي في مركبة فضاء متجهة لكوكب المريخ وأجروا تصحيحا لمسارها نحو دخول مدار الكوكب الأحمر. وستحاول المهمة منخفضة التكلفة البالغة قيمتها 74 مليون دولار دخول المجال المحيط بالمريخ مطلع يوم الأربعاء وفي حال نجاحها ستكون أول مهمة من نوعها تنجح في دخول مدار الكوكب الأحمر في أولى محاولاتها مما يعزز موقف الهند في سباق الفضاء على مستوى العالم. وقالت منظمة أبحاث الفضاء الهندية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، "إن اختبار المحرك السائل الرئيس قد نجح.. نفذنا عملية تشغيل ناجحة لـ4 ثوان وفقا للبرنامج". وأطلقت مركبة الفضاء "مانجاليان" في نوفمبر الماضي. واحتضن رئيس الوزراء ناريندرا مودي المشروع في مسعى لترسيخ أقدام الهند كلاعب رئيس في سوق تكنولوجيا الفضاء التي تتجاوز حجمها 300 مليار دولار حتى رغم المنافسة القوية مع الصين المجاورة التي تملك منصات إطلاق اكبر. وقال كوتسوارا راو السكرتير العلمي بالمنظمة في تصريح لرويترز، إن مودي سيجلس بجوار علماء في مركز القيادة التابع للمنظمة في مدينة بنجالور يوم الأربعاء في المرحلة الأخيرة للمهمة. ومن شأن نجاح المهمة أن يجعل الهند رابع دولة بعد الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا تتمكن من الدوران حول المريخ أو الهبوط على سطحه. وتهدف المهمة إلى دراسة سطح كوكب المريخ وتركيبته ومسح غلافه الجوي بحثا عن غاز الميثان المركب الكيميائي المرتبط بقوة بالحياة على الأرض.

أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" وصول مسبار الفضاء "مافن" إلى مدار كوكب المريخ بهدف الإجابة على أسئلة حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر. وذكرت ناسا أن المسبار المعروف باسم "مسبار تقييم مناخ المريخ وتقلباته" "مافن"، وصل إلى مدار المريخ مساء أمس الأحد بعد رحلة استمرت 10 أشهر قطع خلالها 711 مليون كيلومتر. وسيمضي العلماء 6 أسابيع في إجراء اختبارات لأجهزة المسبار البالغ طوله 11 مترا، قبل دخوله في المدار القريب للكوكب، لكي يبدأ الدوران حوله لمدة عام. ويعتقد الباحثون، أن المريخ كان له غلاف جوي أكثر سمكا ومياه على سطحه، ويأملون في أن يسلط "مافن" الضوء على سبب تغير مناخ المريخ إلى مناخ أقل قابلية للحياة. وسيدور المسبار "مافن" حول المريخ في مدار بيضاوي الشكل على ارتفاع يتراوح بين 150 و600 كيلومتر فوق سطح الكوكب وسيقوم بـ5 عمليات "انخفاض عميق" للاقتراب أكثر من المريخ.

إذا كنت من هواة متابعة حركة الكواكب والنجوم، فأنت على موعد غد مع ظاهرة فلكية تتكرر كل عامين، وهي اقتراب كوكب المريخ الشهير بـ "الكوكب الأحمر" من الأرض، بما يسمح برؤيته بسهولة. وقال أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية (حكومي)، أن المسافة بين كوكب المريخ والأرض ستكون في هذه الليلة 92 مليون كم، وهي أقرب مسافة بين الكوكبين تسمح برؤية كوكب المريخ. وتحدث الظاهرة عندما يتقابل الكوكب الأحمر مع الأرض في اتجاه الشمس، ويشرق الكوكب في هذا اليوم بعد غروب الشمس، ويظهر كبيرا براقا في سماء القاهرة والمدن العربية بدء من السابعة مساء (17:00 تج)، حيث يظهر لون أحمر براق، يمكن رؤيته بالعين المجردة، بحسب تادرس. من جهة أخرى، أوضح رئيس قسم الفلك أن نفس اليوم سيشهد ظاهرة خسوف كلي للقمر، لكن هذه الظاهرة لن ترى في مصر والدول العربية، ويمكن رصدها فقط في الأمريكتين وكندا وأستراليا. وتحدث الظاهرة عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، مما يؤدي إلى فقدان الرؤية نهائياً في أوقات منتصف الليل وخصوصاً في المناطق الصحراوية.