أطلق فريق ترامب بهدوء منصة وسائط اجتماعية شبيهة بتويتر تسمى Gettr ولكنها سقطت في يومها الأول بضربات الهاكر.

لا يُعرف عن دونالد ترامب القيام بالأشياء بهدوء، ولكن ظهرت لأول مرة في وقت متأخر من أحد ليالي أيام الأربعاء شبكة جديدة للتواصل الاجتماعي بقيادة أحد أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
كان جيسون ميلر، وراء تأسيس هذا الموقع الذي يطلق عليه اسم Gettr. أفادت بعض التقارير بأن ميلر قد  غادر منصبه كمستشار للرئيس الأمريكي في ذلك الوقت وذلك لإطلاق منصة تشبه Twitter.
عانت هذه المنصة من ضعف برمجيتها وعيوبها الأمنية جعلتها فريسة سهلة للهاكرز وعرضتها للاختراق في يوم ولادتها! فبعد نشر نسخة تجريبية في شهر يونيو الماضي انطلقت المنصة جيتر وبشكل رسمي في الرابع من يوليو 2021 عند العاشرة صباحاً مع كمٍّ من الأخطاء والثغرات الأمنية مما جعلها فريسةً سهلةً للهاكرز الذين وجدوا سهولة كبيرة في  اختراق عدد لا يستهان به من حسابات المستخدمين ووصل الاختراق إلى حساب مؤسس المنصة نفسه!

من المعروف أنه لا توجد منصة محصنة ضد الهاكرز أو بمنأى عن الاختراق؛ ولكن الأمر الملفت هو أن يتمكن هاكر من اختراق منصة في اليوم الأول من انطلاقها وأن يكون مؤسس المنصة نفسه على رأس قائمة ضحاياه وذلك كله بدافع التسلية والمرح!
ففي مقابلة له مع موقع Insider قال الهاكر المدعو “JubaBaghdad@” إنه تمكن من اختراق حسابات عدد من المستخدمين على منصة جيتر والتعديل على ملفات تعريفهم في تسلل بسطي منه إلى المنصة استغرق 20 دقيقة فقط، وأنه قام بذلك بدافع التسلية ليس إلا وكان الأمر سهلاً للغاية، لم يكشف المخترق عن الطريقة التي اتبعها لإتمام عملية الاختراق واكتفى بالتأكيد على أن المنصة تتخللها الكثير من العيوب والثغرات الأمنية التي تسهل عملية اختراقها، وأضاف أنه كان ينبغي تأجيل نشر الموقع للعامة حتى يتم التأكد من حمايته وأن بيانات المستخدمين ستكون بأمان على هذه المنصة.
ولكن تقبل مؤسس جيتر عملية الاختراق بروح رياضية، وكأنه اعتبر هذا الاختراق مجرد مزحة حيث قال إنه تم اكتشاف الثغرة وتصحيحها في غضون دقائق، وأن كل ما تمكن الهاكر من تحقيقه هو تغيير الأسماء الشخصية لأصحاب هذه الحسابات فقط، وأنه برغم الاختراق الذي حدث وصل عدد مستخدمي المنصة إلى أكثر من نصف مليون مستخدم ولا يزال العديد من الأشخاص يسجلون حسابات عليها. ووفقاً لما ذكرته مجلة Insider فإن الاختراق حدث حوالي الساعة 8:30 صباحاً من يوم الأحد بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية وتمت استعادة معظم الملفات الشخصية بحلول الساعة 10 صباحاً.

ومع ذلك تمكن تطبيق جيتر من تحقيق الآلاف من التنزيلات في يومه الأول وقد سجل أكثر من نصف مليون مستخدم دخولاً إلى المنصة عند انطلاقتها، ونجحت المنصة في حصد آراء إيجابية من بعض المستخدمين؛ ولكن في الوقت نفسه نالت قدراً كبيراً من النقد والتعليقات السلبية.
يبدو أن النظام الأساسي المشغل لجيتر عبارة عن نسخة مقلدة من تويتر تتيح للمستخدمين الحوار مع الآخرين ، ونشر أجزاء قصيرة من التعليقات جنباً إلى جنب مع القصص الإخبارية والصور ومقاطع الفيديو. يقرأ وصف التطبيق على متجر أبل ستور بأن تطبيق جيتر GETTR هو شبكة اجتماعية غير متحيزة للأشخاص في جميع أنحاء العالم. حاولت GETTR بذل قصارى جهدها لتوفير أفضل جودة للمستخدمين ، والسماح لأي شخص بالتعبير عن آرائه بحرية “. كما أن وصف التطبيق يروج “لعملية تسجيل سريعة والسهلة”، والتي على ما يبدو لا تتطلب سوى عنوان بريد إلكتروني. يعد هذا خرقاً لبروتوكول الأمان على العديد من منصات الوسائط الاجتماعية، والذي يتطلب مزيداً من التحقق هذه الأيام للتخلص من برامج التتبع والمتصيدون.

مما يبدو بأن منصة جيتر تحتاج إلى الكثير والكثير من العمل والتطوير حتى تتمكن من حماية بيانات المستخدمين والذي يعد العنصر الأهم لبناء ثقة مع المستخدمين للبدء باستخدام هذه الشبكة الاجتماعية الجديدة، ولكن من الواضح أن ترامب قد دفع مستشاره السابق والمؤسس التنفيذي لهذه المنصة لإطلاقها وذلك كردة فعل من ترامب على إغلاق حسابه في تويتر وتعليق حسابه على فيسبوك لمدة سنتين.

المحتوى ذي الصلة