الرحم، هذا البيت الذي يتكون فيه جنينك ويحمله تسعة أشهر كاملة، ينمو خلالها هذا الجنين، حتى يخرج إلى الحياة وهو يزن ما يقارب ثلاثة كيلوجرامات، لا بد لهذا الرحم من دعائم تثبته وتحافظ عليه من السقوط، خاصة مع الحمل والولادة المتكررة.
خلال السطور التالية، نتكلم عن هبوط الرحم، وكيفية علاج هبوط الرحم بالرياضة في البيت، دون الحاجة إلى جراحة، كما نتحدث عن أعراضه وكيفية تشخيصه.
علاج هبوط الرحم بالرياضة
يحيط بالرحم عدة عضلات وأربطة تساهم في تثبيته وتدعيمه في منطقة الحوض، والرحم يتوسط منطقة الحوض، ومن أمامه توجد المثانة، ومن خلفه يوجد المستقيم.
ومع تكرار الحمل والولادة، تضعف عضلات الحوض بعض الشيء، وهناك أسباب أخرى تضعف هذه العضلات، سوف نذكرها لاحقًا.
هبوط الرحم أو السقوط الرحمي هو بروزه داخل المهبل، ويمكن علاج هبوط الرحم في مراحله الأولى عن طريق ممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض، وهي ما نطلق عليه "تمارين كيجل".
ويمكن لكل سيدة ممارسة تمارين كيجل بشكل يومي، قبل الحمل وفي أثنائه وبعد الولادة أيضًا، وهي كالآتي:
- اقبضي عضلات الحوض كما لو كنتِ تريدين منع خروج غازات البطن.
- حافظي على هذا الانقباض، مدة ثلاث إلى خمس ثوانٍ، ثم استرخي لمدة ثانيتين.
- حاولي زيادة مدة الانقباض إلى عشر ثوانٍ.
- كرري هذا التمرين عشر مرات يوميًا.
أسباب هبوط الرحم بعد الولادة
بعد الولادة، وخاصة إذا كانت ولادة متعسرة أو ولادة طفل كبير الحجم، فإن عضلات الحوض وأربطته تضعف قليلًا، وهو ما قد يؤدي إلى سقوط الرحم داخل المهبل كما أشرنا سابقًا.
وهناك أسباب أخرى غير الولادة قد تؤدي إلى سقوط الرحم، مثل:
- نقص هرمون "الأستروجين" قبل انقطاع الطمث، إذ يقوي "الأستروجين" عضلات الحوض وأربطته، ويزيد متانتها.
- السيدات اللاتي يعانين من السمنة المفرطة، إذ تشكل زيادة الوزن حملًا إضافيًا على عضلات الحوض وأعضائه.
- الكحة المزمنة والربو الشعبي، يزيد من فرصة حدوث سقوط أعضاء الحوض والفتق بشكل عام.
- أسباب وراثية، فهناك عائلات يكثر فيها حدوث السقوط الرحمي عن غيرها.
علاج نزول الرحم في البيت
هناك عدة وسائل يصفها الطبيب لعلاج السقوط الرحمي في البيت، حسب درجة هذا السقوط وشدة أعراضه، ومن ضمن هذه الوسائل:
- ممارسة تمارين كيجل بانتظام، كما وصفناها في فقرة سابقة.
- تجنّب حدوث الإمساك.
- تقليل الوزن الزائد.
- تجنّب رفع أو حمل الأغراض الثقيلة.
- التوقف عن التدخين وعلاج الكحة المزمنة.
علاج هبوط الرحم بدون جراحة
الحقيقة أن الحل النهائي لعلاج السقوط الرحمي هو إجراء عملية جراحية لتقوية عضلات الحوض ورفع هذا الرحم إلى مكانه الطبيعي، خاصة إذا كان في مراحل متقدمة، إذ يبرز الرحم بشكل دائم داخل المهبل، حتى إن بعض السيدات يمكنهن لمس الرحم بأصابعهن، أما في المراحل الأولى، فقد يصف لك الطبيبب، بالإضافة إلى ممارسة تمارين كيجل، بعض العلاجات غير الجراحية، مثل:
- لبوس هرمون الأستروجين المهبلي: للسيدات اللاتي يعانين من انقطاع الطمث.
- الحلقة المهبلية: وهي ما يشبه الكعكة، تضعها السيدة في مهبلها كنوع من الدعامة لرفع الرحم ومنع سقوطه، لكنها تحتاج إلى المتابعة الدورية وتغييرها وتنظيفها باستمرار.
تشخيص هبوط الرحم
يعتمد الطبيب بشكل أساسي على شكوى السيدة لتشخيص السقوط الرحمي، ومن أعراض السقوط الرحمي:
- شعور السيدة أن شيئا ما، بيضة أو كرة صغيرة الحجم، محشور في مهبلها، وهي شكوى شائعة.
- ألم أسفل الظهر.
- ألم في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
ثم يفحص الطبيب المهبل، ليحدد درجة هذا السقوط، وقد يطلب منك الحزق أو الكحة في أثناء هذا الفحص، وقد يحتاج الطبيب إلى عمل موجات صوتية لمنطقة البطن والحوض، للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى.
