خمسة أسرار.. تجعـل الرجل ينفتح لك !!

تاريخ النشر: 06 مارس 2005 - 07:25 GMT

لا أعرف ما يدور في خلده لأنـه لا يقول لي شيئا عما يجري .

 

هل هذا  قول مألوف ؟  في استطلاع جرى مؤخرا ، قال 42 في المائة أنهم يواجهون صعوبة في حمل شركاء حياتهم على مشاركتهم شعورهم . وعندما يحدث ذلك  تشعر المرأة بأنها معزولة عن زوجها ويشعر الزوج ان زوجته أساءت فهمه . ولكن خلال سنوات عملي كخبير علاج ومؤلف كتب في هذا المجال اكتشفت شيئا لا تدركه الكثيرات من النساء ، وهو أن الرجال يودون أن يتحدثوا . وإذا توفرت لهم الظروف المناسبة ، سيتحدثون طوال الليل . أكثر الرجال يكونون بحاجة ماسة إلى البوح بما يثقـل صدورهم . إذن ما هو السـر الذي يجعل زوجك يكشف لك عما يختلج في صدره ويشركك في مشاعره ؟  واصلي القراءة ، واستعدي لسماع الكثير .

 

 السر الأول :

 

الرجال الحقيقيون يخشون أن ينبذوا أو يرفضوا ..   فعلا !

هذا صحيح . الأغلبية من الرجال يشعرون أن النساء بارعات في انتقادهم . لذلك فهم قلقون من أنهم إذا باحوا بمشاعرهم سوف يقابلون بالسخرية فيصبحوا منبوذين ومحرجين . من المهم أن تدرك النساء أن الرجال بصورة عامة أكثر حساسية منهن بالنسبة لعزة النفس وهويتهم مهددة ، لا سيما عندما تكون علاقة الواحد منهم مع المرأة علاقة حميمة . إنه يتوق إلى العرفان لما يقوم به وسماع رأيك بما يفعله ومعرفة أنه مصدر سعادتك . لذلك إذا شعر الرجل أن رأيك فيه ، أو نظرتك إليه  سيتغيرّان بسبب ما يقوله ، ثقي أنه عندها لن يبوح بشيء .

عدم إصدارك الأحكام على شريك حياتك يتيح له البوح لك بما يجول بخاطره والاعتقاد بأنك تودي سماع ما يريد قوله  .  هذا طبعا لا يعني أنك لا رأي لك ، أو أنك لا تستطيعين إبداء رأيك حينما يحين الوقت . لكيّ ينفتح لك لا بد أن تشعريه أنك حقا تقبلينه كما هو وليس كما تريدينه أن يكون . كون صبورة معه . إذا كانت استجابتك  لما يطرحه لك من أفكاره هو قولك فورا : حسـنا ، ولكن هذا خطأ ، وأنا لا أوافق عليه ، أو : من أين أتيت بهذه الفكرة التافهة ؟ أي رجل يسمع ذلك يصمت  ولا يقول المزيد لأنه يخشى إذا باح لك بشيء شخصي قد يتعارض مع الصورة التي تكونت لديك عنه ، أو أظهر لك نفسه فيها . 

 الرجل ليس هو الرجل نفسه في جميع الأوقات ، بل يختلف من وقت إلى آخر في حياته – أو حتى من وقت إلى آخر خلال الأسبوع أو اليوم . أفسحي له المجال ليظهر لك نفسه باختلاف جوانبها . إذا استطعت التخلي عن توقعاتك وحاولت معرفته على حقيقته فإنه سيدرك ذلك فورا ويشعر بارتياح كبير ويستمتع بالحديث إليك .

 

السر الثاني:

 

يجب تبادل المكاشفة والانفتاح بينكما . كل واحد لديه مشاكل ومخاوف وأسرار مطوية . الكثير من الرجال يفكرون : " إذا أفشيت لها هذا الشيء ، سوف تتركني "  . يجب عليك أن تثبتي له عدم صحة ذلك . بوحي له بشيء عن نفسك يبين له أنك تثقين به بقدر ما يثق بك .

 

إصغي إليه عند ما يبدأ بمصارحتك ، ثم إخطي خطوة أخرى أبعد . قولي له شيئا إيجابيا في المقابل . عندما يصارحك بشيء شخصي عن نفسه ، قولي له شيئا من هذا القبيل : " حسنا ، هذا ليس سيئا . لقد فعلت أنا ما هو أسوأ منه " .  أو قولي له إنك معجبة بكذا وكذا مما ذكر ، شريطة أن تكوني فعلا معجبة بذلك الشيء . ولكن لا تلفقي أي شيء ، وإلا أخفق مسعاك وأصبح الأمر نوعا من التلاعب . الناس دائما يدركون التلاعب في مرحلة ما ، فهذا الأسلوب لا ينجح . بيّني له أن أوضاعكما متماثلة وأنه ليس الوحيد الذي يمر بمثل هذه الظروف .

 

عندما تشرحين له رد فعلك على ما يقول بيّني له أنك تؤازرينه . الكثيرات من النساء يستمعن لما يسرده عليهن الرجل ليقلن له في النهاية إن نظرته إلى الأمر خاطئة . ينحزن إلى شخص آخر . مثلا، إذا كان يتحدث عن أمر في العمل ، وعن زميله الذي يسبب له المصاعب ، كان من المهم أن تنظري إلى الأمر من وجهة نظره هو . هذا ليس وقت تعليمه أو تدريبه ، إنه وقت لبناء الصداقة . عندما يكون اثنان يبنيان علاقة صداقة يكون لهما تجارب مشتركة ومتبادلة . وهذا تنشأ بينكما الألفة والشعور بأنكما تعيشان على نفس الكوكب وظروفكما تتشابه .

 

إنه ليدهشنا كثرة عدد الرجال الذين يشعرون بالوحدة الشديدة . وهم لم يعتادوا السكوت فحسب ، بل تعلموا أيضا أن الشكوى والتذمر مما يعانون منه ليس من شيم الرجال . وهم عادة لا تلقون أية مواساة ممن يعيشون  في عالم واحد .  رأيك الصريح والإيجابي حيوي جدا . إذا أعطيت شريكك هذا الولاء ، وجدته يشعر بوجود شخص يتفهمه فينفتح أكثر فأكثر .

 

ا لسر الثالث: تخلي عن الماضي

 

هل سبق أن حدث بينك  وبين شريكك نقاش تحول إلى موشحات من التذمر والشكاوي ، كل ما أخطأه في حقك ، والأذى الذي أحقه بك ، وما هو مدين لك به؟ هذا يحدث في مرحلة ما من مراحل كل علاقة تقريبا . ولكن الحقيقة التي لاتتغير هي أن الرجال يرتعبون عندما يشعرون أن شيئا من هذا يوشك أن يحدث .

 

عندما يشعر الرجل أن ما يقوله سوف يشوّه أو يساء فهمه أو ينقل إلى أناس آخرين ، يستحيل عليه أن ينفتح ويبوح بمكنونه . الطريقة الوحيدة لتجاوز هذا الفخ يعوق التفاهم هو إدراكك أن ما حدث في الماضي ، ومهما فعل  أو قال في السابق ، كنت أنت أيضا جزءا منه . العلاقات لا تخلو من الجيد والسيء – لا أحد كامل ولا أحد يخلو من الصفات الحسنة .  في الواقع بدلا من النظر إلى محاسن الشخص أو مساوئه يكون من الأجدى ملاحظة ما يقوم به الشخص في هذه العلاقة والطرق التي توقعنا جميعا في منوال حياة لا نعرف سبيلا للتخلص منه .

 

مثلا ، بعض النساء يحببن الظهور بمظهر الضحية أو بمظهر من تضحي من أجل شريكها . يردن أن يقع عليهن اللوم في فساد العلاقات بتبرير شعورهن الخاصة وليكتسبن قوة الموقف تجاه شريكهن . في الواقع ربما يستطعن الاحتفاظ بالرجل بهذه الطريقة لبعض الوقت ، ولكن هذه يكون إشارة لا ريب فيها على تدهور التواصل بينهما بالكامل ، وعلى أن علاقتهما أصبحت في الحضيض .

 

إذا أردت تجنب هذه الوضع السيء أو تغييره ، وأن تساعديه في الانفتاح ، جربي ما يلي : تحملي المسئولية عن نصيبك من هذا الوضع ، وابحثي عن الطرق التي قد تكونين ساهمت بها في الشيء الذي حدث . هذا لا يعني أن تضعي اللوم على نفسك . إنما أنظري إلى الأمر بمنظار أكبر . ركزي على جميع الأشياء الجيدة التي عملها ، لا على الأخطاء التي ارتكبها . إذا احتجت لتوجيه في هذا الأمر ، تناولي قلما وورقة وضعي قائمة بما حققتيه لنفسك من هذه العلاقة وما قدمتيه في المقابل . لاحظي المناسبات التي كانت تصرفاتك يشوبها الخطأ ، ولاحظي الطرق النواحي التي تطور فيها كل منكما وتغيّر .

 

قد تكون المقدرة على المسامحة بسيطة بساطة الإدراك بأن حقيقة أمره (وحقيقة أمرك أنت أيضا) قبل سنة لم تعد هي حقيقته الآن . ثبتي تركيزك على الحاضر . التفاهم الحقيقي يتطلب المقدرة على التعامل مع الحاضر ونسيان الماضي .

 

السر الرابع : كوني مستمعة جيدة واثقة من نفسك

 

 هل بالإمكان إقامة علاقات صادقة ومخلصة؟ الجميع يفترض ان الكل سيكون غير مخلص . لكن الحقيقة هي أن غير المخلصين قلائل جدا . السبب الرئيسي الذي يجعل الناس غير مخلصين هو أن عواقب الإخلاص كبيرة . الكثير من الرجال يشعرون أن النساء يردن ، بل ويحتجن أن نكذب عليهن لأنهن لا يحتملن الحقيقة الصحيحة . بعض الاشخاص قالوا أنهم يخشون قول حقيقة ما يجري في حياتهم لشريكاتهم أو حقيقة شعورهم لأن ذلك يغضبهن . في الواقع كثير من النساء يستخدمن عواطفهن للتحكم بالرجال -  وبالتالي التحكم بالعلاقة . يطلبن تجاوبات معينة من الرجال ، ويشعرن بالانهيار إذا لم يحصلن على ما يردن . ومن ثم يستغربن عندما ينطوي الرجل ويحجم عن الكلام .

 

للأسف نجد أن لدى كثير من النساء تصورا معينا لما يجب أن يكون عليه الرجل وما يجب أن يشعر به ويفكر به . هذا الخيال يجعل الحقيقة مرة ومدمرة ، فيعبرن للرجل بشتى الطرق المكرة أنهن لا يردن هذه الحقيقة . هل يبدو هذا مألوفا ؟ نحن جميعا نرتكب هذا الخطأ من وقت لآخر ، إلا أن الرغبة في الاستماع لما يود أن يقوله الرجل يشكل بداية علاقة ناضجة تعطي الرجل الشعور بأن شريكته ستقف إلى جانبه في السراء والدراء .

 

إذا كنت تودين الخروج من هذا الوضع الممل اللاواقعي ، عليك أن تسألي نفسك ما يلي: ما القدر الذي تستطيعين احتماله من الحقيقة؟ ما القدر الذي تريدينه ؟ هل تريدن رجلك أن يكون شخصية خيالية ، أم أنك على استعداد  أن تتيحي له أن يكون على حقيقته ؟ هذه أسئلة كبيرة . ربما أنك لاتستطعين الآن تحمل الحقيقة كلها دفعة واحدة ، ولكنك بلا شك تستطعين بناء قدرتك على الاحتمال والسير في ذلك الاتجاه . الغريب أننا جميعا نعتقد دائما أن الخيال شيء رائع ، إلا أننا في الواقع نزداد قوة بازدياد قدرتنا على احتمال الحقائق . تزداد قدرتنا على قبول الصدق من الآخرين كلما أدركنا أن الأمان الحقيقي لايتأتى من رضى الآخرين عنا بل من صدقنا مع أنفسنا .

 

السر الخامس : كوني صادقة مع نفسك وكوني واعية

 

هذا سؤال قديم ، إلا أنه جيد ومناسب . كيف نكون صادقين مع الآخرين إذا لم نكن صادقين مع أنفسنا ؟ أفضل الطرق لحمل الرجل على المصارحة هو أن تكوني أنت نفسك صريح ومنفتحة ، كوني طبيعية وانشري جوا من الدفء والرضى . الناس الذين نقابلهم في الحياة يعكسون أجزاء مختلفة من أنفسنا ، ونحن نجتذب بعض الأشخاص فيساعدن كل واحد منهم على حبنا لجزء آخر من أنفسنا .

 

من هنا تبرز أهمية تطبيق الأمور الخمسة التي شرحناها أعلاه لا على الرجال فقط ولكن على أنفسنا أيضا . مثلا ، هل تستطعين التخلي عن حكمك على نفسك ؟ هل تصرفين النظر عن أخطائك السابقة ، أم أنك دائما تفكرين بما ارتكبتيه من أخطاء وما صدر منك من قصور ؟ عندما تعاملين نفسك بهذه الطريقة يكون من الطبيعي أن تعاملي شريكك بنفس الطريقة . إذا كنت دائما توبخين وتعنفين في صغرك ، فعلى الأرجح سوف تتصرفين بنفس الطريقة مع رجلك .

 

الوعي أمر حيويّ هنا . إذا أردت خلق جو من الصراحة والانفتاح بينك وبين شريكك ، راجعي نفسك وحددي الطريقة التي تعاملين بها نفسك والطريقة التي كان يعاملك بها الآخرون الذين كان لهم أهمية في ماضيك . إذا كانت قد لحق بك أذى ، الآن تسنح لك الفرصة لاتخاذ قرار بعدم السماح باستمرار حياتك على ما كانت عليه في الماضي – لا تدعي الماضي يظل متحكما بحياتك . غيّري الوضع ، قرري أن تكوني لطيفة وحنونة على نفسك وعلى الرجل الذي معك .

 

أحيانا نستسلم لإرادة الشخص الآخر متوقعين أن يقابلنا بالمثل . وعندما يخيب الأمل ، تأخذ نار الغضب بالاشتعال في داخلنا بصمت . هذا هو السلوك المجدّول الذي يصدر إشارات متناقضة ، فلا تكونين صادقة لا مع نفسك ولا مع الآخر . كي تستطيعين العطاء يجب أن تدركي أنك تستفيدين من عطائك بقدر ما تستفيدين مما يعطى لك . احترامك وتقديرك غير المشروطين للآخر هو في الواقع احترام لنفسك أيضا . إذا تصرفت أفضل التصرف عاد ذلك عليك بالأثر الحسن . عندما تعاملين الآخرين باحترام ، تخلقين شعورا بالتقدير والجدارة . وإذا لم يبادلك شريكك هذه المعاملة ، لا تشعرين أنك أنت المقصرة أو الخسرانة ، بل يكون باستطاعتك بسهولة تركه إلى شخص آخر يناسبك أكثر .

الأمر الأساسي هنا هو : كوني صادقة مع نفسك ، تجدين أن الصدق ينتقل بالعدوى . فالرجال (والنساء) الذين تعاشرينهم سوف يسلكون نفس الطريق . سيتواصلون معك بصراحة وبصورة طبيعية ، لا حسب أجندة معينة ولا من أجل الاستغلال والتحكم . وإذا لم يتصرفوا بنفس طريقتك ، فإنهم بحال الطبيعة سيخرجون من حياتك ... إلى ما هو أنسب لهم_(البوابة)        

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن