فوائد حزب البحر

حزب البحر

هو عبارة عن مجموعة من الأدعية والأذكار والآيات التي كتبها الإمام الشاذلي الذي بات يعرف كواحد من أهم وأشهر الأوراد الشاذلية، ويشاع بأنّ له من الفضائل والخصائص ما لا يعد ولا يحصى والله تعالى أعلم، وقد قيل أن فيه الاسم الأعظم، أمّا سبب التسمية فقد أُطلق عليه اسم حزب البحر لأنه وضعه وكتبه على متن سفينة في عرض البحر، ولورود ذكر البحر فيه، كما يسمى أيضًا باسم الحزب الصغير. فيما يتعلق بوضع حزب البحر، فإن الشيخ الإمام الشاذلي كان قد انطلق في رحلة سفر عبر بحر القلزم مع شخص نصرانى لآداء رحلة حج، وبعد عبور مسافة من البحر سكنت عنهم الرياح لعدّة أيام، فتوقفت الرحلة وتوقف سير السفينة، ثمّ رأى الإمام الشاذلي النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى منامه فبشره ولقّنه كلمات وآيات وأدعية للنجاة، فقرأها وأمر من مرافقه النصراني بمباشرة السفر، فما كان من الريح إلا أن هبّت وانطلقا في رحلتهما، فاستعجب النصراني لما رأى من الشيخ وأسلم بعد ذلك.^[١]

فوائد حزب البحر

يمكن اللجوء لقراءة حزب البحر بناءً على نيّة القارئ، فمنهم من يقرأها بهدف جلب أو تقريب شخص، ومنهم من يقرأها بهدف إبعاد عدو، فيبدأ بقول اللَّهُمَّ يا عليُّ يا عظيمُ يا حليمُ يا عليمُ، أنت ربي وعلمُكَ حسبي، فنعمَ الربُّ ربي ونعمَ الحسْبُ حَسبي، تنصرُ من تشاء وأنت العزيزُ الرحيمُ، نسألُكَ العِصمةَ في الحركاتِ والسَّـكنَـاتِ والكلماتِ والإراداتِ والخَطَراتِ من الشكوكِ والظُّنونِ'"، ثم يقول طلبه ويدعو به عند قوله "'وسخر لنا هذا البحر كما سخرت البحر لموسى'، ولقراءة حزب البحر عدة فوائد، ومنها ما يلي:^[٢]

• بهدف قضاء حاجة أو فرج من ضيق، ويكون هذا بعد أن يؤدي الفرد صلاة العصر ثم يجلس لقراءة سورة الفاتحة سبع مرات، وكذلك سورة قريش 21 مرة، ثم ينوي القراءة بهدف قضاء الحاجة ثم قراءة دعاء حزب البحر ثلاث مرات متتالية خلال جلسة واحدة، ثم يسأل الله حاجته ويسميها بعد الفروغ منه، مع تكرار هذا سبعة أيام متتالية أو أكثر فيقضى الله حاجته بإذنه تعالى.
• بهدف كسب المحبة وتسخير فرد للتقرب منه، وذلك من خلال قراءته كل يوم بعد الفروغ من آداء صلاة العصر ثلاث مرات، مع ذكر الهدف من قراءته خلال قول: وسخر لنا هذا البحر.
• منعًا لبطش حاكم أو تسهيلًا لقضاء حاجة عند شخص، وذلك من خلال قراءته مرة واحدة إلى ثلاث مرات قبل الدخول إلى الحاكم أو الجبار أو قاضي الحاجة.
• قراءته بهدف علاج السحر ودفع المس وغيرها من العوارض الروحية، وذلك من خلال المداومة على قراءته ثلاث مرات متتاليات بعد كل صلاة عصر أو قبل الخلود إلى النوم، مع قراءة سورة الفاتحة قبلها 7 مرات، وكذلك سورة قريش 21 مرة، لمدة لا تقل عن سبعة إلى أربعة عشر يرمًا ليشفى مما به من أذى بإذن الله تعالى.
• قراءته بهدف دوام الأمن والأمان للبيت وحفظًا له من كافة الآفات الظاهرة والباطنة، وذلك من خلال قراءته مرة كل يوم، ويفضل قراءته في الصباح والمساء.
• قراءته بهدف شفاء مريض بأن يكتب على ورق ثم يمحى بماء، أو أن يتلى على الماء ثلاث مرات، ثم يشرب منه المريض لمدة سبعة أيام متتاليات فيشفى من سقمه بإذن الله تعالى.

التعريف بالإمام الشاذلي

الشاذلي هو الإمام وحجة الصوفية الذي تفرد في زمنه بالمعارف السنية سيدي تقى الدين أبو الحسن علي بن عبد الله الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه سبط النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب الطريقة الشاذلية بشارتها الصفراء التي تشير إلى علوم الأسماء الإلهية، ولد الإمام الشاذلي في عام 593 هجري، بقرية شاذلة بالقرب من تونس، وتوفي في عام 656 هجري عن عمر يناهز 63 عامًا، وقد اشتغل بعلوم الشريعة إلى أن أتقنها وأصبح يُناظر بها بالرغم مع كونه ضريرًا، وبعد ذلك انتهج التصوف واجتهد فيه إلى أن ظهر صلاحه وخيره، ثم قدم الإسكندرية وظهرت طريقته الشاذلية وتعلم على يد الشيخ عبد السلام بن بشيش، وممن أخذ عنه الشيخ العز بن عبد السلام، ومن أقواله: "ما ولي الله وليًا إلا وضع حبه فى قلبي قبل أن يوليه، ولا رفض عبدًا إلا وألقى الله بغضه في قلبي قبل أن يرفضه"، وقال عنه الشيخ العارف بالله سيدي مكين الدين الأسمر: "حضرت في المنصورة فى خيمة فيها الشيخ الإمام مفتي الأنام عز الدين بن عبد السلام والشيخ مجد الدين على بن وهب القشيرى المدرس والشيخ محيى الدين بن سراقة والشيخ مجد الدين الأخيمى والشيخ أبو الحسن الشاذلى ورسالة القشيرى تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ أبو الحسن صامت الى أن فرغ كلامهم، فقال: يا سيدى نريد أن نسمع منك، فقال: أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم، فقالوا لابد أن نسمع منك، قال فسكت الشيخ ساعة ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الجليلة فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله"، وقال عنه سيدى ابن دقيق العيد: "ما رأيت أعرف بالله منه ومع ذلك آذوه هو وجماعته وأخرجوهم من المغرب وكتبوا لنائب الإسكندرية أنه يقدم عليكم مغربي قد أخرجناه من ديارنا فاحذروه، فدخل الإسكندرية وآذوه حتى ظهرت له كرامات أوجبت الاعتقاد فيه"، .^[٣]

محاذير في دعاء حزب النصر للشيخ أبي الحسن ‏الشاذلي

يعد الدعاء الوارد عن الإمام أبي الحسن الشاذلي من الأدعية المحدثة ولا أصل له في السنة، وتخصيصه بهدف معين والإلتزام به والاعتقاد بأنه سنة يصيّره بدعة، وقد ورد ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 125936، 156581، 182723، وفي هذا الدعاء محاذير أخرى، إذ يحتوي على آيات استأثر الله بعلمها؛ كالحروف المقطعة في أوائل السور، وهي من المتشابهات، كما ورد في الفتويين: 40000، 54480، وهذا كقوله: "حم حم حم حُمّ الأمر"، وقوله: "اللهم بحق كهيعص"، وقوله: "حمعسق حمايتنا"، وكذلك الدعاء بضمير الغيبة (هو) غير مشروع كما يظهر في الفتوى رقم: 65641، وأيضًا التوسل بأسرار هذه الدعوات، والمشروع من التوسل إنما هو التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، والتوسل إليه بالعمل الصالح بحسب ما جاء في الفتوى رقم: 4416.^[٤]

المراجع

1. ↑ "حزب البَحرِ للإمام الشَاذِلِيّ"، alkadriaalalia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-5. بتصرّف.
2. ↑ "فوائد حزب البحر"، wordpress، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-5. بتصرّف.
3. ↑ "السيرة الذاتية للإمام أبوالحسن الشاذلي"، alwafd، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-5. بتصرّف.
4. ↑ "محاذير في دعاء حزب النصر"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-5. بتصرّف.