إضافة صديق أم متابعة؟ هل تعرف الفرق حقاً؟!

وجدت أ. حسن الجندي – وهو أحد الروائيين الشباب – يعتذر ويتأسف لقرائه عن عدم استطاعته قبول صداقات أكثر على حسابه على فيس بوك، بسبب وصول عدد الأصدقاء للحد الأقصى وهو خمسة آلاف صديق، ويبدو في كلامه الحرج من بقية القراء الذين لا يستطيع قبول صداقتهم على الرغم من أنه غير مطالب بذلك أصلاً، فالحساب الشخصي على الفيس بوك هو شيء “شخصي” بحت كما يتضح من الاسم، وبما أنك وافقت على استخدام خدمة معينة فيجب عليك استخدامها حسب شروطها الموضوعة ولا يحق لك الاعتراض.

وموقع فيس بوك واضح في هذا الأمر، فعندما تبحث عن موضوع إضافة أصدقاء جدد تجد هذا التنويه في نهاية الكلام:

Keep in mind that you should only send friend requests to people you have a real-life connection to, like your friends, family, coworkers or classmates.

ومعنى هذا الكلام بالعربية أنه من شروط إضافة الأصدقاء على فيس بوك أنك تعرفهم في الحياة الحقيقية، كالأصدقاء أو زملاء العمل أو زملاء الدراسة.

وهذا يتضح في التطبيق الصارم الذي أصبح فيس بوك يتبعه إن خالفت ذلك، فعندما يرفض شخص ما طلب صداقتك يسأله فيس بوك إن كان يعرفك في الحقيقة أم لا، وإن كانت إجابته بلا يتم تحذيرك بأنك يجب أن تضيف الأشخاص الذين تعرفهم فقط، وإن تكرر الأمر يتم عقابك عن طريق منعك من إرسال إضافة لأي شخص لمدة معينة تتضاعف كل مرة من يومين حتى تصل إلى 60 يوماً على أقصى تقدير.

وهذا في محاولة تطبيق فيس بوك لسياسة نقل الحياة الحقيقية إلى الحياة الافتراضية بحذافيرها قدر الإمكان، فهو ليس مكان للتعارف وتكوين صداقات جديدة، قدر ما هو مرآة لحياتك الشخصية الفعلية، تلك هي القواعد، اقبلها أو ارفضها، ولكن بما أنك متواجد على هذه الشبكة الاجتماعية فلا يحق لك الاعتراض على تلك النقطة الواضحة والصريحة في سياستهم.

وما أنا بصدد الحديث عنه هو: لماذا لا يفرق الناس بين الإضافة والمتابعة؟ ففي تصور آخر بعيداً عن سياسة الفيس بوك، فإن الإضافة تعني اهتمام كلا الطرفين بمتابعة الآخر، منشوراته، آرائه، صوره الشخصية…. إلخ، أما المتابعة فهي تعني اهتمام طرف واحد بمتابعة الأشياء المذكورة للطرف الثاني، ولتوضيح الأمر أكثر نأخذ مثال على ذلك… أ. حسن.

هذا الرجل روائي، له جمهور وقراء، ولكن هل يدين لكل هؤلاء القراء بمتابعة أخبارهم الشخصية وآرائهم وما إلى ذلك؟ بالطبع لا! فأنا – كقارئ – من يهتم بمتابعة أخبار هذا الروائي الذي أعجب بكتاباته، ولكن هو غير مجبر على ذلك مطلقاً، فهو بالتأكيد يمتلك اصدقاءه ومعارفه الحقيقيين والذي يهتم بمتابعة أخبارهم ومنشوراتهم، فلماذا هو مضطر لإضافة أشخاص يملئون صفحته الرئيسية بأشياء لا تهمه في شيء وتضيع عليه متابعة معارفه الحقيقيون وسط هذا الزخم من منشورات القراء؟

حتى أن بعض المشاهير يقعون في خطأ إنشاء أكثر من حساب على فيس بوك، فأحدهم هو الحساب الخاص به وبمعارفه، والآخر مخصص لجمهوره الذين يريدون إضافته في قائمة الأصدقاء، وهذا بالتأكيد خطأ كبير، فيا صديقي أنت غير مدين بالموافقة على طلبات الصداقة تلك، فهناك زر آخر يدعى المتابعة يمكّن جمهورك من متابعة ما تنشره بخصوصية (عام)، أما ما تريد مشاركته مع أصدقائك المسجلين فقط فتستطيع تغيير اعدادات خصوصية المنشور لـ (الأصدقاء).

لذلك أدعوا أي شخص للتفكير قبل إرسال طلب صداقة لشخص يهتم بمتابعة أخباره ومنشوراته، فيسأل نفسه: هل أنا أمتلك على حسابي الشخصي ما يفيد هذا الشخص أو يهمه؟ إن كان الجواب لا، فبالتأكيد زر المتابعة سيكون هو الخيار الأنسب في تلك الحالة، فبعض الأشخاص يشعرون بالحرج ويضطرون لقبول الصداقات رغماً عنهم، فقط، حتى لا يتهمهم أحد بالتعالي أو حتى لا يُحزنوا متابعيهم.

هذا الكلام السابق ينطبق فقط على هؤلاء الذين يشعرون بالأسى والحرج أمام أشخاص لا يعرفونهم بسبب عدم استطاعتهم اعطائهم حق ليس حقهم، أما هؤلاء الذين لا مشكلة لديهم في قبول صداقات من أشخاص لا يعرفونهم بهدف مشاركة الآراء والخبرات، أو حتى قبول الطرفين لفكرة التعارف عبر فيس بوك، فبالتأكيد هذا الموضوع لا يمثل أي مشكلة لديهم، ولا يعنيهم حرف مما كتب أعلاه.

أتمنى أن أكون وفقت في توضيح الفارق الذي يغفل – أو يتغافل – عنه الكثير من مستخدمي فيس بوك، حتى يكون استخدامنا لهذه الشبكة الاجتماعية أكثر حرية وراحة، بدون مضايقات أو شعور بالذنب.