كيف أتصرف مع زوجي المسافر الذي يهملني ولا يتصل بي إطلاقاً

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
١٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
عليك أن تعودي نفسك على تقبل غيابه بسبب العمل والسفر، وأن تجدي لنفسك هوايات خاصة وصديقات، وأن لا تعتمدي على زوجك في إسعادك، بل أن تقومي انت بإسعاد نفسك بنفسك.

في السنوات السابقة، زمن أجدادي وأجدادك، لم يكن أمر سفر الزوج وغيابه واستقراره في بلد آخر غير البلد الذي تقطنه زوجته أمرا غريبا، فقد كان الأزواج يتركون زوجاتهم لسنوات في كل مرة، سواء كان ذلك بسبب ذهابهم لأداء واجباتهم الوطنية في الحروب، أو الذهاب للصيد أو العمل في أرض أخرى طلبا للرزق.

لم يكن ينتهي بهم الأمر بالطلاق، ولم يخن أحدهما الآخر، وكان رباط الزوجية يجمعهما بحب وثقة متبادلة. والسبب في ذلك يعود إلى سر بسيط، يمكنك أن تطبقيه مع زوجك الغائب.

نحن نعيش الآن في عالم مادي، وبيئة متسارعة الأحداث، لذلك نمتلك نظرة وتوقعات تشمل الفكرة التالية، وهي أن حبه لي يتم إثباته بالتصرفات، فتكثر عبارة "أحبه لكنه لا يوفر لي احتياجاتي"، وننسى أن الحب الحقيقي لا يكمن في انتظار الآخر ليلبي حاجات الشخص الذي قرر الارتباط به.

الحب الحقيقي، تشعرين به حين تعطين شريكك، وليس صحيحا أن تحبيه نتيجة ما يعطيه هو لك، وباعتقادي أن الحب أمرا روحانيا وكونيا، نحن كبشر لا نقوم بصناعة الحب، ولكن عندما تقومين باختيار حب زوجك، وأنت تمتلكين مطلق الحرية والإرادة، حبا بدون حدود، ودون قيد أو شرط، فإنك ستشعرين بالحب الحقيقي.

بكلمات أخرى، تشعرين بأن الحب يغمرك، وأنك في أمان، لأنك لا تنتظرين مقابلا لهذا الحب، فتحبين زوجك بكل ما لديك من عواطف، وتشعرين بالأمان رغم بعد المسافات، فالحب الحقيقي لا يعرف المسافات.

أعلم أن بعد المسافة الجسدية تمنع الزوجين من التلامس، ومن النظر مباشرة ومن الاستماع إلى أصواتهم خلال الحديث، إلا أن الإنسان حديثا وبذكائه وتصميمه، استطاع أن يتغلب على جزء كبير من عقبات التواصل، وذلك باستخدام وسائل التقنية الحديثة، والفضل يعود لهم الآن في أننا متمنكنون من تجاوز المكان والزمان للتواصل مباشرة مع أحبائنا.

إذا عندما تحبين شخصا حبا حقيقيا وصادقا وقويا، لا يهم البعد المكاني بينكما، فقط أظهري هذا الحب لزوجك البعيد، واستشعري حبك له، ووعد مني لك، أن هذا الأمر سينعكس على تصرفاتك معه وعلى طريقة حديثك وانت تكلمينه عبر الهاتف أو عبر الشبكة العنكبوتية، وسيشعر بك وبهذا الحب وسيبادلك الاهتمام دون أن تطلبيه أصلا.

أعتقد أننا في خضم حياتنا وأحداثها اليومية، نسينا كيف نحب، وكم هو ممتع أن نشعر بهذا الحب يغمرنا، وهو أمر موجود في كل بقاع الأرض، كل ذلك بسبب توقعاتنا ومتطلباتنا واهتمامنا بما يعود علينا بالفائدة المادية الملموسة، وإهمالنا لقلبوبنا ومشاعرنا وعواطفنا.

إذا لا يهم إن كان زوجك بعيدا، ولا يهم إن كان لا يبادر بإظهار اهتمامه بك، فقط عليك أن تتعلمي كيف تحبينه، ومن هذا المبدأ، سيكون تواصلك معه لاحقا مشبعا بالحب، مما يجعله يبادلك الشعور، ويود أن يكون أكثر قربا منك، لأنك قمت بخلق فضاء من الحب والعاطفة، يتجاوز الزمان والمكان.

إن الزواج عبارة عن علاقة يتحد فيها شخصان، ليصبحا واحدا، لذا قومي ببذل القليل من الجهد في سبيل الاقتراب من زوجك أكثر، واعلمي أنك لست وحدك، لأن الكثير من الزيجات تنجح رغم بعد الزوجين. فالأزواج يبتعدون عن بعضهما لفترات، لأسباب اقتصادية أو أسباب علاجية أو تعليمية لنيل الدرجات، وعندما يلتقون، يكون الأمر رائعا فعلا.

لذلك ضعي خطة لتنفذيها عند لقائكما، واعلمي الأمور التي تودين أن تخبريه عنها، وأعطيه اهتمامك واجعلي سعادتكما سويا أولويتك في الحياة، فأنت اخترته زوجا، ولا بد أن لديك أسبابك لتعجبي بشخصه، ولتفكري في الارتباط به، تذكري هذه الأسباب، واعملي على إنجاح هذه العلاقة.