كيف أعرف أنه لم ينساني

محتويات

النسيان

يُعدّ النسيان أمرًا اعتياديًا يعاني منه الجميع خلال الحياة اليومية، وقد يكون هذا الأمر بسيطًا وغير ضار إلى حد ما ويمكن التعامل معه بسهولة، مثل نسيان معاودة الاتصال بشخص ما في وقت آخر، لكن الخطر الحقيقي للنسيان في حال كان له أثر مهم مثل نسيان الشاهد التفاصيل في جريمة ما، ويتمثل النسيان بفشل الذاكرة باسترجاع المعلومات على الرغم من وجودها في مكان ما في الذاكرة طويلة الأمد، إلا أن الشخص يصبح غير قادر فعليًا على استرجاعها وتذكرها، ويرى علماء النفس أنه توجد علاقة بين النسيان وعامل الوقت، فغالبًا ما تُنتسى الأشياء والمعلومات بسرعة بعد الحصول عليها نتيجة بعض العوامل التي تؤثر في ذلك مثل طريقة الحصول على المعلومات وتعلمها، ومدى تكرارها، بالإضافة لاإمكانية حدوث أمر يصرف الانتباه عند تلقيها مما لا يسمح بالاحتفاظ بهذه المعلومات لفترة كافية، ويمكن اختصار الأسباب التي تؤثر في النسيان إلى ثلاثة أسباب تبدأ بالفشل في استرجاع المعلومات، أو التشويش، أو عدم القدرة على التخزين^[١].

أما عن نسيان مشاعر الحب التي كان يحملها القلب للشريك السابق، فتتفاوت الآراء إن كانت فعلًا خاضعةً لنظريات النسيان، إذ يُعدّ الحب الذي يحدث للمرة الأولى في حياة الإنسان عاطفةً جميلةً وجديدةً وأفعوانيةً، وغالبًا ما تكون العواطف سهلة الانقياد والسيطرة والتحكم، ففي بعض الأحيان يقع الإنسان في حب شخص يُحدث اهتزازًا في شخصيته ويعده أغلى ما يملك، ويقطع على نفسه الكثير من الوعود، وتملأ أفكاره العديد من الأحلام الوردية بشأن الحياة القادمة، لكن في حال حدوث الانفصال فلن تعود الحياة إلى ما كانت عليه، خاصةً في حال كان هذا الحب هو الحب الأول في حياة الإنسان، وستبقى غالبًا لهذا الشخص مكانة في القلب، وكثيرون من ينفصلون عمن يحبون وتستمر الحياة بعد ذلك، وقد يجد الشخص شريكًا جديدًا لحياته، لكن ليس من السهل دائمًا نسيان الحبيب السابق، وربما توجد الكثير من العلامات التي يمكن الاستدلال بها أن الشخص لم ينس حبه السابق بعد^[٢].

علامات عدم نسيان الحب السابق

يأتي في خاطر النساء بعد الانفصال في بعض الأحيان أن تعرف إن كان الرجل نسيها فعلًا أم لا، والعلامات الدالة على هذا الأمر كثيرة، ومن أهمها ما يأتي^[٢]:

التعلق ومحاولة التواجد في الأماكن التي كان يتواجد فيها مع الحبيبة السابقة على أمل اللقاء بها، لأن القلب فعلًا ما زال يبحث عنها ويريدها.
التحقق من الملفات الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي، سواء الفيس بوك أو الإنستغرام وغيرها، إذ يدفع الفضول الشخص لتتبع أخبار الحبيبة السابقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمشاهدة أخبارها ومنشوراتها وحالاتها وتحديثاتها وصورها الجديدة مع أحبائها الجدد، وربما يكون أول المعلقين عليها والمتفاعلين معها.
محاولة دفع الحبيبة السابقة للشعور بالغيرة، فيحاول أن يكون دائمًا مع أشخاص يعلم أنّها كانت تشعر بالغيرة من وجودهم في حياته الشخصية، وقد يتصرف ذاك الشخص بغرابة لكنه في الحقيقية يخدع نفسه ليبدو أنه غير مهتم بمشاعر حبيبته السابقة، وكله رغبة بمعرفة إذا ما كانت سلوكاته هذه ستثير الغيرة في نفس الحبيبة السابقة أم لا.
الانزعاج في حال مشاهدة الحبيبة أو الزوجة السابقة مع شخص جديد، والشعور بعدم الارتياح وقد يصل الأمر به لافتعال المشاكل مع هذا الشخص الجديد وتحذير الحبيبة أو الزوجة السابقة من أن تكون معه.
محاولة الاحتكاك بالشريكة السابقة في حال كانت زوجةً من خلال التواصل المستمر للحديث في مسؤوليات الأولاد والمدارس ومحاولة قضاء المزيد من الوقت معها لأسباب غير ضرورية.
محاولة الحصول على تعاطف الحبيبة السابقة أو إظهار الحب والقلق لها، وقد يحاول هذا الشخص تأليف القصص للحصول على التعاطف، كما سيحاول مقابلتها والاتصال بها من أجل تهدئته والحصول على مواساتها.
محاولة اختلاق الصدف للقاء بها، مع يجعل الأمر يبدو كما لو أنه صدفة من خلال تكرار الذهاب إلى الأماكن التي تخطط الذهاب إليها ليكون حاضر في أي مكان تتواجد فيه.
المقارنة، فمن يجد صعوبةً بنسيان الحبيبة السابقة يستمر في مقارنتها بأي شريك جديد بالطرق والسلوكيات، وهذا من شأنه أن يفسد العلاقة الجديدة ويُحدث اضطراباتٍ عاطفيةً فيها وسيجعل من الصعب المضي قدمًا في الحياة الجديدة لأنه لم يتمكن من تجاوز الحبيبة السابقة.

كيفية نسيان الحب القديم

عندما يصبح الحب مستحيل الاستمرار يجب نسيانه والتخلص منه، ومن أهم الخطوات التي يمكن أن تعين على نسيان الحب ما يأتي^[٣]:

تحديد الأمور التي تجعل الحب مستحيلًا، وربما أكثر حالات هذا الحب هو الحب من طرف واحد، فيحب الشخص شخصًا آخر ويحتاج إليه لكن هذا الآخر لا يشعر بنفس الشيء، لذلك فإن هذه العلاقة لا مستقبل لها.
التفكير بالتخيلات المتعلقة بالحب التي تضمّ الأفكار التي تغذي الاعتقاد بضرورة وجود شخص مقدَّر ليكون شريكًا للأبد، ومع أن هذه الفكرة جميلة ورومنسية لكنها لا تنتمي للواقع، فالحب عند البشر ليس فيه أي قيد أو شرط، وفي حال انتهت العلاقة يجب مواجهة نهايتها وأخذ العبرة والحكمة منها لتكون العلاقة القادمة أفضل.
التعرف للجوانب السلبية في الشخص، لأن الوقوع في الحب يجعل الإنسان يرى الجانب المثالي فقط فيمن يحب، لذلك يجب أن يسأل الإنسان نفسه هل يوجد شيء غير مرضٍ في هذا الشخص أو في هذه العلاقة، ويجب أيضًا التفكير بكيفية ظهور العيوب والأخطاء في العلاقة خلال 10 سنوات قادمة لتصبح العلاقة في نظر الإنسان أكثر واقعيةً.
تغيير الروتين وتجربة أشياء جديدة، فقد حان الوقت للبدء من جديد، وقد يكون هذا الحب المستحيل قد شغل الكثير من الوقت، وربما تَركُه لن يكون سهلًا، لكن لمجرد أخذ القرار بالتغيير سيكون الأمر أسهل شيئًا فشيئًا، فخلال هذا الحب كانت توجد أمور يحبها الشخص وتوقف عن عملها لسبب أو لآخر، وحان الوقت للعودة إليها، ويمكن دفع النفس للقيام بأشياء جديدة أو مشاهدة أماكن لم يزرها أو استكشاف مهارات مدفونة لديه وغيرها من الأمور.
إعطاء الوقت الكافي والفرصة الكافية للنسيان، فغالبًا ما يضع الحب المستحيل جذوره في الإنسان لفترة طويلة، ويدعوه دومًا لتذكره، فهو شيء لا يمكن القيام به كل يوم لكن هذا يتطلب من الإنسان العزم والشجاعة للنسيان، وقد توجد انتكاسات صغيرة لكن الوقت سيكون مع هذا الشخص وسيساعده على التقدم والاستمرار، وفي حال أدرك أنه لم يعد بالإمكان تغذية هذا الحب والاستمرار به وانقطعت العلاقة مع الحبيب السابق نهائيًا فإن هذا الشخص تدريجيًا سيبدأ بشغل مساحة أخرى ومختلفة عن السابق في قلب الإنسان وعقله، وسيبدأ بالشعور بالسلام الروحي وسيكتشف أنه من خلال قصة الحب والفراق التي عاشها قد تعلم وتطور كثيرًا.