in

إليك ماذا يحدث لك عندما تنفصل عن شريك نرجسي

فتاة تمزق صورة حبيبها السابق

يعتبر التورط في علاقة غرامية مع شخص نرجسي تحديا كبيرا وأمرا مرهقا بحق، وهو الأمر الذي سيتسبب في أذى وضرر أكبر عند الانفصال عنه خصوصا إن كان هو من قرر الرحيل. إن الانفصال عن الشريك يكون صعبا دائما مهما كان الأمر، وعندما تكون في علاقة غرامية مع شخص يستغل الآخرين ويكون مهووسا بنفسه مثلما هو الحال بالنسبة للنرجسيين، فإن الأمر يكون أصعب وأمرّ.

على الواجهة، قد يبدو الشخص النرجسي ساحراً وملتزما وذا جاذبية متناهية، مما قد يجعل من الانفصال عنه أمرا صعبا في المقام الأول، كتبت الدكتورة (جوديث أورلوف)، أخصائية علم النفس في جامعة (كاليفورنيا لوس أنجيلوس) مقالا في مجلة (سايكولوجي توداي) Psychology Today فحواه أن النرجسيين قد يجعلونك: ”تقع في حبهم بشكل كبير لدرجة تجعلك تشعر وكأنك فقدت جزءا من قلبك عند انفصالك عنهم“، وذلك راجع لكونهم بارعين جدا في جعل أنفسهم مركز حياة شركائهم أثناء علاقتهم معهم.

في مقالنا هذا جمعنا لكم أعزاءنا القراء لائحة بما يجب توقعه عند الانفصال عن شريك نرجسي، وذلك وفقا لخبراء علم النفس:

تشعر في البادئ بأن الانفصال كان قاسياً ومفاجئا:

شخص فارق صديقته ومشى تاركا إياها خلفه

قد يشعر كل من يرتبط بشخص نرجسي لوهلة بأنه كان يمثل كل ما قد يتمناه شريكه، ثم يجد نفسه مهجوراً في حيرة من أمره يبحث عن الأسباب التي جعلته لم يعد يرتقي لمطامح شريكه بعد الآن، وهذا راجع لكون النرجسيين عادة بارعين جدا في لعب مختلف الأدوار التي تمكنهم من الحصول على ما يريدون من شركائهم الذين يكونون بمثابة ”مصادر دعم“ بالنسبة لهم. وفقا لـ(أورلوف)، فإن هؤلاء عندما يفرغون من استغلالك، لا يجدون أدنى صعوبة في التخلص منك وإزاحتك جانبا كما لو كنت خرقة قديمة.

لا تتوقع كذلك أية اعتذارات أو مؤازرة منهم، كما قد لا تسمع عنهم شيئا مجددا، وهذا بغض النظر عما كانت عليه علاقتكما وعما إذا كنتما مرتبطين لفترة طويلة.

أما إن عاد إليك شريكك النرجسي بعد انفصاله عنك، فهذا يكون غالبا لإدراك منهم بأنهم قد يستغلونك في أمر آخر، أو أنهم قد يريدون منك شيئا ما يصب في صالحهم كالعادة.

كن مستعداً للتوسل والتضرع والتفاوض:

رجل يتوسل لشريكه أن يبقى معه
صورة: Shutterstock

إذا كنت أنت من اختار الانفصال عن شريكك النرجسي فخيراً ما فعلت، لأن الدكتورة (أورلوف) تقول بأنه أمر صعب جدا القيام به، فشريكك هنا على الأرجح سيقاتل من أجل جعلك تعدل عن قرارك بشراسة لأنه لم يفرغ من استغلالك بعد، فالشخص النرجسي لا يحب أن يخسر ”مصدر دعمه“، لذا فهو لن يتركك تنفصل عنه بسهولة.

عليك أن تحضّر نفسك جيدا لوعوده الواهية بأنه: ”سيتغير“، بل أنه قد يبدأ حتى بالقيام ببعض الأمور من أجلك التي لطالما كنت تتذمر بشأنها، فقد يخبرك أيضا بأنك: ”ستضيع من دوني“، و”لن تعثر على شخص مثلي أبدا في حياتك“.

تنصحك (أورلوف) بعدم الإصغاء إلى ما يقولوه، فهو مجرد حيلة لجعلك تعود إليه يلجأ إليها من باب الخوف لا غير.

بعد الانفصال؛ لا تتصل به أبدا مهما كان الأمر واقطع كل ما كان يربطك به:

فتاة جالسة وحيدة أمام البحر
صورة: Lorn Ke/Shutterstock

عليك قطع كل صلة تربطك به بكل بساطة وصرامة مهما كان الأمر، وهذا يعني حظر رقم هاتفه، والسهر على أن تذهب أية إيميلات يرسلها لك إلى خانة الرسائل غير المرغوب فيها، بالإضافة إلى حذفه من حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا ليس بالأمر الهيّن، ومع ذلك فإن مستشارة الصحة العقلية الدكتورة (ستيفاني ساركيس) تشرحه في منشور لها على مجلة (سايكولوجي توداي) بأنه أفضل خيار تقوم به لأن شريكك النرجسي سيجد طريقة في الوصول والعودة إليك مجددا عاجلا أم آجلا في حالة لم تقطع جميع اتصالاتك به.

سيحاول الشخص النرجسي الاتصال بشريكه السابق في حالة قام بقطع ”مصدر دعمه“ عليه، كما يكون غالبا على دراية واسعة بما سيقوله ليجعلك تعود إليه، لذا ينصحك الخبراء بأن تكون قاسيا وسريعا.

قد يكون كذلك من الأفضل الانفصال عنه عبر رسالة نصية قصيرة حتى تتجنب جميع محاولاته المحتملة في تضليلك ومحاولة استدراجك للعودة إليه، أما إذا كنت قد تركت شيئا يخصك في منزل شريكك النرجسي، فتنصحك (ساركيس) بأنك يجب أن تتركه هناك ولا تحاول استعادته، وأن تعتبره ضريبة صغيرة تدفعها في سبيل الخروج من محيطه السلبي والسام.

عليك بحذف كل صديق مشترك بينكما على مواقع التواصل:

شابة تحمل هاتفا نقالا وتبكي
صورة: Shutterstock

قد يبدو الأمر متطرفا بعض الشيء، لكن في بعض الأحيان من الأفضل أن تبدأ من الصفر تماما وأن تزيل أي شيء قد يشير إلى شريكك النرجسي السابق من حياتك، ويتضمن ذلك أصدقاءه وأفراد عائلته من جميع حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفيسبوك وإنستاغرام وتويتر و(لينكد – إن).

كلما كثرت الوصلات التي قد تربطك به كلما سنحت الفرص أمام شريكك النرجسي في التسلل عائدا إلى حياتك بطريقة أو بأخرى، فقد يلجأ حتى إلى استغلال أصدقائه لمحاولة إثارة الغيرة في نفسك، لذا يجب عليك أن تعمل على غربلة حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كلي، إلا إذا كنت تعتبر أصدقاءكما المشتركين أصدقاء مقربين لك حقاً وكنت تثق فيهم بشكل كبير.

عليك أن تذكر نفسك دائما بما جعلك تنفصل عنه:

شاب يمسك برأسه ندما وحسرة
صورة: ESB Professional/Shutterstock

عندما ننفصل مع شركائنا، قد تتدفق إلى أذهاننا أجمل الذكريات التي جمعتنا بهم، مما يحفز لدينا مشاعر مرتبكة تتراوح بين الندم والحيرة، ووفقا للخبراء، تكون تلك المشاعر غالبا مغلوطة ومضللة ولا تمثل حقيقة العلاقة التي كانت تجمعنا بهم.

قد تتذكر زمناً كان فيه شريكك السابق يرسل إليك الكثير من الرسائل النصية في اليوم الواحد بشكل مستمر يمدحك ويغازلك فيها، وعلى الرغم من أن المديح شيء جميل وإطراء كبير عندما يكون نابعاً عن صدق خاطر، فإنه يُستغل غالبا من طرف الشخص النرجسي كجزء من تقنية ينتهجها تدعى ”قصف الحب“، التي يقوم فيها بـ”قصف“ شريكه بمشاعر المحبة المزيفة التي يخفي تحتها دوافع خفية.

كوسيلة تذكر بها نفسك دائما، ينصحك الخبراء بأن تقوم بتدوين جميع الأسباب التي دفعتك للانفصال عنه: هل كان يخذلك باستمرار؟ هل كان ينعتك بأسماء لا تحبها؟ هل كان يجعلك تشعر بالذنب أو يجعلك تشعر بأنك شخص مجنون؟

توقع أن يمضي قدماً في حياته بسرعة كبيرة، وأن يتظاهر بذلك أمامك أيضاً:

شباب يسخرون من فتاة
صورة: Shutterstock

لا يحتاج معظم النرجسيين لكثير من الوقت ليتعافوا من تبعات الانفصال عن شركائهم مما قد يشير في نفس الوقت إلى أن مشاعرهم التي كانوا يفصحون عنها خلال العلاقة، والتي توحي بأنهم يحبون شركاءهم وما شابه، كانت غير صادقة. ليس غريبا كذلك على النرجسي أن يكون لديه شخص آخر على لائحة الانتظار يستهدفه كـ”مصدر“ جديد للدعم، أو أن يكون قد خطط مسبقا بطريقة دقيقة لاستراتيجية خروجه من العلاقة التي تربطك به.

إن هذا واحد من الأسباب الذي يجعل من حذفه من وسائل التواصل الاجتماعي أمرا مفيداً، كما عليك أن تتوقع أن ينشر على حساباته  على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من صور السيلفي مع شريكه الجديد، ففي كثير من الأحيان يكون النرجسي قد بدأ مسبقا بعملية «قصف الحب» لـ”شخص هدف“ جديد، لكن الجانب المشرق من القصة هو أنك لم تعد هدفاً له بعد الآن.

توقع حزنا كبيرا، الذي يجب عليك أن تكون قويا وتتحمله:

شابة حزينة
صورة: Shutterstock

سيكون النحيب والحزن جزءا مهما من تعافيك من تلك العلاقة، لذا عليك بتقبله عندما يحين وقته، وهو ما تنصحك به الدكتورة (ساركيس)، فبعد كل شيء لديك الكثير لتحزن حياله: أولا نهاية علاقة غرامية، وثانياً نهاية ذكرى شخص كنت ترى فيه شريكاً ونصفك الآخر.

على الأرجح أن شريكك النرجسي قد قام بـ”قصفك بالحب“ عندما التقيتما لأول مرة، ولعل تلك المشاعر مازالت تحز في وجدانك على الرغم من انفصالكما، ولعلها كانت مشاعر قوية جدا كذلك، غير أنك تمكنت من العثور على الكثير من الدلائل والأسباب المنطقية التي جعلتك تخرج من تلك العلاقة، لذا عليك أن تذكر نفسك دائما بأن كل تلك المشاعر قد تكون بنيت على أمر مزيف وقاعدة هشة.

قد يبدو لك شريكك النرجسي وكأنه صنع لك عالما جميلا، لكن عليك أن تذكر نفسك: هل كان وفيا بوعوده التي قطعها لك؟ على الأرجح أن الإجابة هي ”لا“.

على كل حال، قد تكون مازلت تشعر بنوع من الارتباط والاتصال العاطفي القوي تجاه شريكك النرجسي، والزمن وحده كفيل بشفاء ذلك الجرح. تقول (ساركيس) أنك يجب أن تكون ممتنا وسعيدا لأنك تمكنت من إنهاء تلك المعاناة عندما سنحت لك الفرصة، لأنك بدل ذلك كنت مازلت لتعاني في تلك الأجواء السامة، التي تخسر فيها المزيد من نفسك في كل يوم، فألم الفراق مؤقت يتلاشى بمرور الزمن.

ركز على نفسك وقم بالأمور التي تجعلك سعيدا:

شابة تمارس الرياضة في الصحراء

تقول (أورلوف) أن أهم ما في الأمر هو أنك ستكون في حاجة للتركيز على نفسك، خذ هذا الوقت والفراغ الذي يخلفه الخروج من علاقة غرامية وحاول ممارسة هواية جديدة كالرياضة مثلا، أو حاول الخروج مجددا والالتقاء بأشخاص جدد.

قد يبدو هذا الأمر في الوهلة الأولى شاقاً، حيث أن الاعتياد على رفقة شخص نرجسي يستهلك منك الكثير من الوقت والطاقة ويجعلك تصبح خجولا في حضرة الغرباء، لكنك أصبحت خارج ذلك الوضع الآن، لذا فقد حان الوقت لإعادة التواصل مع الأشخاص الذين قد يجعلونك تشعر بالسعادة.

تقترح عليك الدكتورة (ساركيس) والدكتور (غاي وينش) تدوين ”عدة طوارئ عاطفية“، وهي لائحة بالأمور التي ستقوم بها كوسيلة لتلهي بها نفسك عندما تجدها تفكر في شريك السابق، تذكر أنه قد تخلى عنك عند فراغه من استغلالك، ولأن حاجاتك لم تكن بقدر أهمية احتياجاته، والآن قد حان الوقت لاعتنائك بنفسك.

ستدرك أن العلاقات الغرامية لا يجب أن تكون بذلك السوء:

عشيقان سعيدان

عندما يحين الوقت المناسب، ستتعرف على شخص جديد، فالمواعدة جزء مهم من التعافي من علاقتك السابقة مع الشريك النرجسي، غير أنك لا يجب أن تتوقع العثور على الشخص المناسب بسرعة. فقط اخرج واحض ببعض المرح والمتعة، لربما ستلتقي بشخص مميز، أو ستعقد صداقات جديدة مع أشخاص رائعين وإيجابيين، وفي كلتا الحالتين سيكون هؤلاء الأشخاص الجدد في حياتك بمثابة نَفَس جديد في صدرك.

عندما تبدأ بتطوير مشاعر إعجاب وانجذاب نحو شخص جديد بعد علاقتك مع شخص نرجسي، ستشعر بسعادة غامرة، وعلى الرغم من أن الأمر قد لا ينجح، لكنك ستتذكر جميع الأسباب التي جعلت أحدهم يعجب بك، وستجدها كثيرة!

مقالات إعلانية