أثق تماماً انه لا يوجد فرد في هذا المجتمع لا يرغب في أن يتم إيفاء كل فرد وليس فقط (المرأة) احتياجاته وتحقيق الأمن الاجتماعي له. والأمن هنا يحمل كافة أنواع الأمن: النفسي والعملي والمالي.. إيفاء النساء حقوقهن (كاملة) وتوفير المناخ الأسري والمجتمعي لقيامهن بواجباتهن الأسرية بالدرجة الأولى والتي ينبغي أن لا نتجاوز هذه الواجبات اطلاقاً ونحن نتحدث عن دور المرأة في الإسهام في التنمية وفي بناء المجتمع..

هذه منطلقات مهمة ونحمد الله أننا هنا لا ننطلق من فراغ فكري.. فدستورنا (القرآن) ونظام الحكم مبني ومستمد من هذا القرآن الكريم.. ولا خلاف على ذلك.. وجميع القرارات النظامية سواء ما يرتقي منها الى مستوى القرارات الصادرة من خادم الحرمين الشريفين أو مستوى اللوائح التنفيذية لهذه القرارات مبنية على التشريع.

فمن يتحدث عن ادماج المرأة في التنمية دون وجود عوازل!! والمقصود هو (الاختلاط).. لابد أن يعود الى التعميم الصادر من خادم الحرمين الشريفين إلى ولي العهد الأمين رقم (2966) وتاريخ 1404/9/19هـ المتضمن: (أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي الى اختلاطها بالرجال سواء في الادارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات والمهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعاً ويتنافى مع تقاليد هذه البلاد، وإذا كان هناك دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي الى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه)..

هذه حقيقة ينبغي أن لا نتجاوزها وما يحدث الآن من مطالبة بإدماج المرأة في المجتمع (ينبغي) أن لا يتعارض مع قرار خادم الحرمين الشريفين.. وعبارة أحدهم: (الى متى نبني الحجر وننسى البشر) في لقاء تلفازي معه ومطالبته بالاختلاط وقوله لماذا لا نبني الحواجز في داخل الانسان!!وكأنه في مقام أسمى من خالق هذا الكون.. وخالقه هو شخصياً.. والأعلم بخفايا النفس البشرية السوية وغير السوية..

هذه المطالبة المستميتة بإدماج المرأة في كل موقع وكل وظيفة (تتعارض) مع قرار خادم الحرمين الشريفين.. المبني على شريعة الله سبحانه وتعالى..

ونحمد الله أن هناك (إرادة سياسية) هي التي سوف تقرر ما يتفق مع الشريعة بالدرجة الأولى ومع الرأي العام في المجتمع والذي أثق انه لا يتفق مع طروحات بعض هؤلاء الموجودين في الحوار الفكري..

لست ضد (عمل المرأة) كما يدعون.. ولست أقف من قضاياها موقفاً رافضاً لحلول هذه القضايا.. ولكن أرفض الخضوع لمقولات من يستخدم قضايا المرأة وسيلة لتحقيق غايات أخرى!!

.. المطالبة باستثمار ما لدى نصف المجتمع من خبرات ومهارات!! وضرورة توفير فرص العمل لها أمرجيد ولكن أين المطالبة بتوفير فرص العمل (للشباب) الباحثين عن الوظائف؟؟ وكيف تحقق للنساء أن يكن على درجة من الخبرة والمهارة وهن مخرجات تعليم البنات!! بينما الشباب يفتقدونها وهم مخرجات وزارة المعارف - سابقاً - التربية والتعليم حالياً!! أليس هذا تقييماً غير منصف في حق الشباب.. ومن الأوءلى بإيجاد الفرص الوظيفية الشباب الذي هو (المسؤول الأول) عن إعالة الأسرة، أم (النساء)؟!

.. أيضاً.. مرة أخرى.. أكرر.. لست ضد توظيف جميع النساء وتوفير فرص العمل المناسبة والرواتب الممتازة والضمانات الاجتماعية واللوائح التنظيمية التي تحمي حقوقهن موظفات وأمهات وعاملات يراعى وضعهن الأسري (جيداً).. ولكن المناقشة الآن تأتي من واقع الرؤية الأحادية التي تناقش قضايا المرأة.. الرؤية التي ترغب في عمل المرأة (مضيفة في الطائرة)!! بل وقائدة طائرة!! وفي الوقت نفسه هذه الرؤية تتيح مجالاً لعمل الشباب في السباكة وسوق الخضروات ولا بأس أن يعمل في القصور والمطاعم (سفرجياً)!! وهو أي هذا الشاب يحمل المؤهلات نفسها التي تحملها (نصف المجتمع المعطل)!! كما يقولون..

.. قضايا المرأة والرجل اجتماعياً وما يختص بواقعهما وكيف تسير أمورهما وأعمالهما وعلاقاتهما ببعضهما البعض (محسومة شرعاً) وما نتوقعه من الحوار وممن هم يشاركون فيه هو (اقتراح آليات) تنفيذ الأحكام الشرعية التي وضعها (خالق الكون) سواء على مستوى مواقع العمل أو الأسرة..

@@ الحوار مهم بل وضروري لتحقيق مزيد من التواصل الفكري بين شرائح المجتمع ولكن ليس للحسم في أمور شرعية!! الخلل الذي قد يكون حدث من جراء خطط التنمية ومن كان ينفذها وأدى الى وجود هذه المشكلات كالفقر والبطالة لن يستطيع مشاركو الحوار الوطني إيجاد حلول جذرية له في أيام ثلاثة!! وبين مجموعات تتراوح مستوياتهم الثقافية ومعلوماتهم الشرعية والفقهية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية وبعض منهم حضر وفي حقيبته أجندة ليطالب بتمرير بنودها!! وفي غالب هذه الأجندة ليس في مصلحة المجتمع..

.. مجتمعنا.. مبني على الشريعة وسيبقى بحفظ الله وبالإرادة السياسية القوية من ولاة الأمر يحفظهم الله في مأمن من كل تطلعات أو شطحات ذهنية لن تحقق الخير للأفراد جميعاً وليس للنساء فقط..

كان مجتمعنا دائماً وسيبقى إن شاء الله (قبلة المسلمين) موقعاً وأيضاً (نموذجاً) في دوره الحضاري..

اتكاءة الحرف

يقول سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومـن يطع الله ورســـوله فقد فاز فوزاً عظيماً}. الاحزاب: 70-