خدمة الـ Whatsapp لمتابعة الأخبار أول بأول

اشترك

أحمد عقل

عدد المقالات : 199
عدد المشاهدات : 719183

الرجل المناسب.. في المكان الخطأ

الرجل المناسب في المكان المناسب، جملة غالبا ما تُرددها وتتغنى بها المؤسسات لتُبرِّر عن طريقها نجاح سياساتها وأعمالها التجارية، فحُسن اختيار موظفيها ومعرفة قدراتهم وإمكانياتهم هو ما يُمكِّنها من إسناد الأعمال لمن يُجيد تنفيذها وبالتالي يساعدها في زيادة معدلات الكفاءة والفعالية والذي بدوره يُعزّز من فرص النجاح وتحقيق الأرباح.

حلم جميل غالبا ما تبحث عنه الشركات والمؤسسات الصغيرة والتي بدورها تعتبر أن الحظ والإمكانيات غالبا ما تعاندها لتأخذ موظفيها المناسبين إلى شركات كبيرة تستفيد منهم وتساعدهم على إثبات ذاتهم، وهنا يأتي السؤال فهل الأشخاص المناسبون موجودون فعلا؟ أم أنهم أشخاص نادرون يصعب البحث عنهم؟ وهل فعلا الشخص المناسب قادر على إحداث الفرق؟ أم أنه بحاجة لعوامل أخرى تُسانده وتدعمه؟ بداية ومن الناحية العامة فإن الشخص المناسب للقيام بأي عمل هو الشخص الذي يملك الإمكانيات والأدوات العلمية والفكرية والنفسية والجسدية أحيانا والتي يحتاجها لتنفيذ عمل مُعين على أتم وجه، وبالحديث عن التنفيذ الصحيح لأي عمل فإنه يعني تحقيق الأهداف بالوقت المناسب وباستخدام الطرق والأساليب الصحيحة بهدف الحصول على أفضل النتائج بأقل جهد وتكلفة، وهو ما يفتح الباب أمام الحديث عن أهم مقومات هذا الرجل ومنها: توافر عُنصر المعرفة والخبرة الشخصية، وهو الشرط الأول والأساسي لأي شخص لكي يتمكن من تنفيذ أي عمل مُوكل إليه بصورة صحيحة، والمقصود بالمعرفة هو معرفة كل من نوع وطبيعة العمل وكذلك الهدف النهائي المطلوب لتحقيقه، كذلك فإن الثقة بفريق العمل ومعرفة كيفية التعامل معهم لإخراج أفضل ما يملكون من قدرات يُعتبر أيضا صفة مهمة جدا لخلق بيئة صحية من العمل المثالي والتي تساعد بدورها بتمهيد طريق تنفيذ الأعمال بدقة ونجاح، وأخيرا وبعد التوكل على الله فإن العمل الدؤوب مع صفاء النية بالإضافة إلى التفاني والتضحية والصبر في سبيل الوصول إلى أفضل النتائج جميعها تُعتبر علامات بارزة على طريق النجاح والتميز.

وهذا بدوره يفتح الباب أمام الحديث عن الظروف المحيطة التي لا بد من توافرها بأي مؤسسة كي تجد رجلها المناسب وأهمها: تحديد المؤسسة وبدقة للعمل المطلوب تنفيذه من موظفيها بل ومناقشتهم به والتأكد من أن كلا منهم يعرف هذا الهدف الذي تسعى المؤسسة لتحقيقه والذي أحيانا كثيرة يتعدى فكرة تعظيم الأرباح كي يصل إلى زيادة الحصة السوقية أو التوسع السريع بالأسواق أو حتى زيادة عدد العملاء وهو ما يفتح الباب أمام الموظفين للإدلاء بأفكار ومقترحات جديدة قد تساعد وبشكل مباشر بالوصول للهدف المنشود بسرعة وسهولة.

كذلك فإن حُسن تقدير الموظفين ووضع سياسات تحفيزية تعتمد على نظام مكافآت مادية ومعنوية عند تحقيق الأهداف هو أيضا من العوامل التشجيعية الهامة وهو الأمر الذي يُعتبر المُكمل الأساسي لتوفير المؤسسة لموظفيها الإمكانيات والعوامل المطلوبة لتنفيذ هذه الأعمال.

من الناحية الاقتصادية فإن التنفيذ الصحيح لأي عمل يُحقق وفرا في إمكانيات الشركة وهو ما يفتح الباب أمامها للتوسع السريع في أعمالها وهو الأمر الذي يساهم في تعظيم أرباحها وزيادة شهرتها.

وأخيرا وبرأيي الشخصي فإن كل رجل هو الرجل المناسب على أن يتمكن من معرفة إمكانياته المختلفة وبالتالي استغلالها في المكان والوقت الصحيحين فالمهارة والمعرفة والقدرة والخبرة ليست نافعة إلا إذا كانت في المكان والوقت المناسبين ولنا في كثير من أشهر رجال الأعمال الذين فشلوا في مناصب كثيرة في بداياتهم ومن ثم حققوا نجاحات جعلتهم أساطير هذا العالم أمثلة حية على ذلك، فها هو «جاك ما» مؤسس ومالك شركة «علي بابا» الصينية وأحد أغنى رجال العالم يتحدث كيف أنه لم يكن في نظر رواد الأعمال مناسبا للعديد من الوظائف التي تقدَّم لها ليتم رفضه في أكثر من ثلاثين مقابلة عمل إحداها كانت في سلسلة مطاعم «كنتاكي فرايد تشيكن» حين تقدم هو وثلاثة وعشرون شخصا آخر للعمل فتم قبولهم جميعا باستثنائه.