"بيعدى عليهم اليوم بسنة".. العمر الكورى خارج الحسابات.. والسن القانونية لشرب الكحول والخدمة العسكرية أبرز مظاهر الارتباك.. أول يوم ولاده = عام .. واقتراحات بتعديل تشريعى فى كوريا الجنوبية لوقف الفوضى

سلطت مجلة "الإيكونومست" البريطانية الضوء على استمرار تطبيق كوريا الجنوبية للتقويم القديم عند حساب عمر الشخص باعتبار أن الوليد يبلغ عاما عند ولادته، على أن يزيد عمره عاما فى الأول من يناير، فمثلا إذا ولد طفل فى ديسمبر يصبح عمره عامين فى يناير، وقالت إن هذه الطريقة فى الحساب تؤثر على كثير من مناحى الحياة المرتبطة بالعمر، مثل سن الالتحاق بالمدارس والجيش وحتى شرب الخمر. 

وتقول المجلة إنه عندما يجتمع الكوريون مع معارفهم الجدد، فإن أحد الأسئلة الأولى التى يطرحونها دائما هى: "كم عمرك؟" و رغم أن ذلك ربما يبدو مفاجئًا أو حتى فظًا بالنسبة للزوار الأجانب، إلا أنه أمرا ضروريًا للامتثال للمعايير الكورية للأدب. 

وأضافت المجلة البريطانية أن اللغة لديها نظام متعدد المستويات من الاحترام، فمثلا تعتمد الطريقة التى تتعامل بها مع شخص ما على وضعه، ولكن قبل وضعه، تعتمد أولاً وقبل كل شيء على عمره، بالإضافة إلى جنسه ومكانته المهنية الذين يلعبان أيضًا دورًا، وإذا اختلط هذا الأمر على شخص، فالموقف يمكن أن يكون محرجا.

وتشرح "الإيكونومست" أن اختلاط الأمر ليس صعبا، لاسيما مع المزيج المربك من أنظمة البلاد لحساب العمر. بادئ ذى بدء، ينظر معظم الكوريين إلى الأطفال بعمر سنة واحدة عند ولادتهم. والأكثر من ذلك هو أن الجميع يكبرون عاما فى الأول من يناير.

وتقليدياً ، يحمل "العمر الكوري" المحسوب بهذه الطريقة أهمية أكبر من العمر الغربى المسجل على جوازات سفر الأشخاص. كثير من كبار السن من الكوريين لا يعرفون حتى أعياد ميلادهم. للإضافة إلى هذه الفوضى ، يتم استخدام طريقة أخرى لتحديد ما إذا كان شخص ما يبلغ من العمر ما يكفى لشرب الكحول ، أو متى يجب عليه أداء الخدمة العسكرية: يتم طرح سنة ميلاده من السنة التقويمية الحالية ، لذلك يعتبر الشخص المولود فى 1 يناير فى نفس عمر شخص ولد بعد 364 يومًا.

كل هذا لا يربك الزوار فحسب ، بل يعرقل البيروقراطيين ، الذين غالباً ما يكونوا غير متأكدين ما العمر الذى يجب استخدامه لأى غرض. تساعد التطبيقات الشهيرة المصممة لتحويل نوع من الأعمار إلى نوع آخر الأشخاص الذين يواجهون تحديًا رقميًا ، ولكن بالكاد يوضحون القواعد، تشير الدراسات إلى أن معظم الكوريين يفضلون نظامًا أبسط.

ولحسم هذا الارتباك ، تضيف مجلة "الإيكونومست" البريطانية، قرر بعض السياسيين الدفع لتغيير التقاليد للمضى قدما بالبلاد، وفى وقت سابق من هذا العام ، قدمت مجموعة من المشرعين مشروع قانون لإلغاء الطريقة الكورية لقياس العمر لأغراض إدارية.

 لم تنظر الجمعية الوطنية بعد فى الاقتراح، إذا تمت الموافقة عليه ، يمكن أن تصبح الدولة بأكملها عامًا أو عامين أصغر، وهى خدعة مفيدة فى مجتمع سريع التقدم فى العمر.