حياة

الزوجة غير الجميلة تطيل العمر وتريح البال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُفضل بعض الرجال الزواج بامرأة ليست جميلة، أو ليس لها حظ وافر من الجمال، ليحظى بطول العمر وراحة البال! وهذا ما كشفته دراسة أميركية لجامعة «كونيكتيكت» تؤكد أن المتزوجين ذات جمال عادي هم الأكثر حظا من حيث طول العمر لكن الدراسة اعترتها مواضع ضعف منها عدم تحديد معايير الجمال التي استندت إليها.

وفي هذا الإطار أوضح البروفيسور دابلن، المتخصص في علم النفس، والذي أشرف على الدراسة: (إذا كانت زوجتك جميلة وجذابة، وتمتلك حاسة الأناقة وبقية المتطلبات الجمالية الأخرى، فلا تطمع بطول العمر، ويكفيك ما حصلت عليه، أما طول العمر؛ فهو من حظ أزواج القبيحات من النساء، ومن خلال الدراسة ذاتها توصل دابلن إلى أن الفرق في متوسط العمر بين زوج الجميلة والقبيحة قد يصل إلى 12 عاما، وهي مدة طويلة تشكل أكثر من 15% من متوسط عمر الإنسان.

ويؤكد دابلن أن زوج المرأة القبيحة يشعر براحة من مشكلات الغيرة، وما يتبعها من مشكلات نفسية وصحية متراكمة تؤدي مع مرور الزمن إلى تقصير العمر.

«الحواس الخمس» توقف عند هذه الدراسة، وسلط الضوء عليها من خلال مناقشتها مع مجموعة من الشباب والشابات، الذين أكدوا أن الدراسة قد يكون فيها نوع من الصحة، فيما أوضح الآخرون وبأمارات تغلبها الدهشة الممزوجة بابتسامة «ومن للجميلات»، بينما أشارت فئة منهم أن النساء يقصرن أعمار الرجال سواء كن قبيحات أو جميلات!

احترام وتقدير

وتوضح الإعلامية أمل سالم، مذيعة في قناة سما دبي: ربما ترجع هذه الدراسة أساسا لنمط تفكير مجتمع معين! فالزواج الناجح والسعيد أولا وأخيرا يعتمد على التكافؤ بين الشريكين، إضافة إلى عوامل أخرى تسهم في ترسيخ هذه العلاقة كالاحترام والتقدير المتبادل، والتفاهم الذي يُولِدُ الحب حتما، مؤكدة أن توافر عنصر الجمال سيدعم هذه العلاقة، وهذا أمر لا شك فيه.

القبح يقصر العمر

سعيد سالم الظهوري، موظف، يقول: من المستحيل أن أتزوج بامرأة قبيحة، فمن وجهة نظري لن تُشعرني بالفخر بين الناس والمجتمع! مضيفا: وهذا من حقي، فالله جميل يحب الجمال، وأؤكد أن القبح هو الذي يُقصر العمر! ومن جانب آخر يشير الظهوري أن بعض الأوربيين يتزوجون نساء أقل منهم جمالا، وكثيرا ما وجدتُ الناس ترمق ذلك الرجل الأشقر، وهو يتجول في السوق بصحبة زوجته الزنجية أو الفلبينية، كثيرا ما رأيتُ هذا المنظر، ورأيت نظرات العرب وهي تتابع الزوجين باستغراب !

عيشة بلا نكد

ويبدي محمد الحمادي، موظف، تعليقه على الموضوع قائلا: الإنسان بشكل عام يحب الجمال وترتاح نفسيته عند النظر لكل شيء جميل، فما بالك إن فكر الرجل بالاقتران والدخول لحياة جديدة مع شريكته، فهل من باب العقل والمنطق أن يقترن بزوجة قبيحة تنكد عيشته، ويضيف: بالنسبة لي سأتزوج حتما بزوجة جميلة تجعلني أشعر بالسعادة كلما نظرت إليها.

أمور أساسية

ويعارض الإعلامي الشاب معاذ الزرعوني هذه الدراسة تماما، بل يرفضها، موضحا أن الحياة الزوجية الناجحة لا تعتمد على جمال الزوجين فقط، فما فائدة توافر الجمال في مقابل انعدام أمور أساسية لبناء علاقة زوجية ناجحة كالدين، والذكاء، والعلم، والوظيفة المناسبة.

دراسة غير واقعية

ميعاد الحمود، موظفة، تقول بثقة: للجمال تأثير في كل نفس بشرية، فحب الجمال أمر فطر الله تعالى الناس عليه، ولا تكمن حقيقة الجمال في حلاوة الشكل أو أناقة الهندام فحسب، بل إن الجمال قيمة كلية، تحتوي جمال الروح، وحسن الخلق.

ورجاحة العقل، ورقي السلوك، وسعة الصدر، وغير ذلك من السلوكيات والأخلاق، تضيف: ولكن في الوقت نفسه أُعارض هذه الدراسة التي تُجحف كثيرا الجميلات اللاتي أصبحن ضحية هذه الدراسة التي لا أساس لها من الصحة والواقع! وتتساءل الظهوري من باب الدعابة: إن رضي الزوج أن يقترن بامرأة قبيحة هل سيكون قادرا على تجميلها وتحسين مظهرها وشكلها؟

نظرات ومسرات

مريم اليماحي، موظفة وطالبة دراسات عليا، تقول: تصلح هذه الدراسة للمجتمعات الغربية أكثر، حيث يحرص الشاب الغربي على حسب اطلاعاتي وقراءاتي الاقتران بزوجة مقبولة الشكل لكي يكون اهتمامها الأكبر مُنصبا على رعاية بيتها وأسرتها، وغير مهملة لهم، ولا مانع من اتجاهها للاهتمام بجمالها وأناقتها في إطار غير مبالغ فيه.

مُضيفة: وكما قال المفسرون: فإن حسنة الدنيا هي الزوجة الصالحة التي إذا نظرت إليها أسرتك وإذا أمرتها أطاعتكألا كما جاء في الحديث: سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: من خير النساء يا رسول الله؟ قال: التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أقسمتَ عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.

بين الشرقي والغربي

فيما يرى عادل المنصوري أن طبيعة مجتمعاتنا الخليجية المغلقة تجعل الحَتمي على الرجل ألا ينظر في المرأة إلا إلى الجانب الحسي فقط (الجانب الشكلي)، لذا يصعب على بعض الرجال الراغبين في الارتباط التفريق بين امرأة، وأخرى حسب العاطفة أو العقل، لأنه لا يرى ذلك فهو غير ظاهر للرجل. ولا يبقى أمامه إلا جانب الشكل فقط ليفرّق به بين امرأة وأخرى.

أما الأوروبي في نظري فقد عرف تلك «الأقل منه جمالا» عن قرب ولمس بنفسه جمالها الروحي، أو سحرها العقلي؛ فأعجب بها واعتبر زواجه بها مكسبا وليس خسارة.

دبي - جميلة إسماعيل

Email