سلوكيات الرجل والمرأة تحسم خياراتهما في أول لقاء

يعتبر اللقاء الأول مفتاح كل علاقة تنتهي بالزواج بين الرجل والمرأة، حيث أنه رغم القيود التي تفرضها الثقافة العربية الإسلامية داخل المجتمعات الشرقية على وجه الخصوص على أي لقاء يجمع بين الرجل والمرأة، إلا أنها هذه المجتمعات تتفق على أن يكون هذا اللقاء بين الشاب والفتاة مقدمة لعلاقة زواج، حتى وإن تعددت هذه اللقاءات.
الأحد 2016/03/27
اللقاء الأول يحسم مصير العلاقة

يلاحظ كل من الرجل والمرأة في لقائهما الأول بعض الصفات الجذابة في الطرف الآخر كالتزامه مثلا بالموعد المحدد، حيث يشعر كل طرف برغبة الآخر في لقائه والجلوس معه، وانتقاء الكلمات أثناء الحديث، مما يدل على الحرص الشديد في الحفاظ على المشاعر، بالإضافة إلى الاهتمام بالمظهر الخارجي الذي يعبر عن شخصية كل منهما وطبيعة تفكيره.

كما أن لغة الجسد تظهر الأهداف التي يريدها كل طرف من الآخر، وغالبا ما تكون لغة الجسد هي العامل الحاسم في قرار كل طرف حول مصير العلاقة كأن تتحول إلى زواج أو أن يكون مصيرها الانتهاء.
ومن أمثلة لغة الجسد النظرات التي تبين المكانة التي احتلها كل منهما في قلب الآخر، وحركات اليدين البطيئة التي يظهران من خلالها الاحترام المتبادل، وغلاظة الصوت التي تدل على التلهّف لإقامة علاقة طويلة المدى أثناء مدح الذات، والتحدث عن القوة الفكرية والإنجازات المهنية.

ويقول الدكتور معتز السيد، استشاري الأمراض النفسية في مصر “إن المرأة خلال اللقاء الأول تستطيع أن تظهر جميع محاسنها أكثر من الرجل، من خلال قدرتها على إدارة دفة الحوار الذي يتركه لها الرجل لمعرفة المزيد عنها، مما يؤدي إلى أخذ انطباع جيد عنها، من حيث طبيعة التفكير وأسلوب حياتها، بالإضافة إلى إظهار اللباقة والقدرة على الحفاظ على مشاعر الآخرين من خلال اختيار الكلمات المناسبة للحوار.

ويضيف قائلا “إن التزام المرأة بالموعد المحدد يجذب انتباه الرجل نحوها في أول لقاء، حيث يشعره باختلافها عن الأخريات ورغبتها في رؤيته والتحدث معه، وحرصها على الحفاظ على استمرار علاقتهما، وذلك يوحي للرجل بتقديرها له واحترامه”.

ويؤكد أن المرأة لا يمكنها القدوم في وقت مبكر حتى لا تظهر أمام الرجل بصورة الفتاة المتلهفة التي تنتظر تحقيق أملها في الارتباط به، ولا يمكنها التأخير عن الموعد أكثر من 15 دقيقة، وإن حدث يجب أن تعتذر بعد ذلك، حتى تفوز باحترامه وتشعره بأهميته لديها، ورغبتها في الحفاظ على طبيعة العلاقة بينهما، وأن ما حدث ليس مقصودا.

شعور المرأة بتردد الرجل في اتخاذ قرارات حياته أو عدم قدرته على قراءة مشاعره نحوها، من أهم أخطاء اللقاء الأول التي تقضي على رغبتها في استمراره

ومن جانبها، توضح الدكتورة نسرين الشيخ، استشارية الأمراض النفسية، أن سلوكيات المرأة والرجل خلال اللقاء الأول تظهر قدر ومكانة كل طرف لدى الآخر، مثل الابتسامة الدائمة، ونظرات العين التي توضح ما إذا كان الرجل يرغب في إقامة علاقة عابرة أو أخرى أكثر حميمية، كما توضح مدى حساسية المرأة وخجلها وقدرتها على المجاملة وحسن التعامل مع الآخرين، وإدراكها أن الابتذال والكلام السيء لا يجذبان انتباه الرجل نحوها.

وتشير إلى أن إظهار روح الدعابة بين الرجل والمرأة خلال اللقاء الأول من الصفات التي تجذب كل منهما للآخر، وتظهر ذكاءهما ورغبتهما المتبادلة في الحصول على الرضا والإعجاب، كما أن التحدث عن الإنجازات العملية يعطي انطباعا لدى كل طرف بقدرة الآخر على تحقيق أحلامه وحسن إدارته لأعماله والحفاظ عليها من الأزمات التي تتعرض لها.

وتضيف الدكتورة نسرين قائلة “إن إعطاء كل طرف مساحة للآخر للحديث عن نفسه والعائلة، يدل على رغبتهما في استمرار العلاقة ورفع حرج أول لقاء، لا سيما لدى المرأة، لأنها أكثر تأثرا به عن الرجل الذي يبدو جريئا ولديه قدرة على إدارة الموقف بسهولة دون عناء، لذلك يفضل أن يبادر الرجل بالتعرف أكثر على المرأة من خلال طرح بعض الأسئلة عن الاهتمامات والأصدقاء”.

وعن الأخطاء التي يرتكبها الرجل والمرأة خلال اللقاء الأول، ينصح الدكتور خالد الجمال، استشاري أمراض نفسية، بضرورة تجنب الكذب الذي يكون عادة حول المعلومات الشخصية مثل العمر، خاصة لدى المرأة، لأنها ترغب في أن تظهر بعمر أقل من الحقيقي حتى تحوز على إعجاب الرجل، وتعزز رغبته في الارتباط بها، أو الحالة الاجتماعية بالنسبة إلى الرجل الذي يخشى البوح بها إذا كان سبق له الزواج خوفا من إنهاء المرأة للقاء الذي بدأ بينهما، لذلك يجب اطلاع كل طرف عن حقائق حياة الآخر دون خوف أو خجل.

التزام المرأة بالموعد المحدد يجذب انتباه الرجل نحوها في أول لقاء، حيث يشعره باختلافها عن الأخريات ورغبتها في رؤيته والتحدث معه

ويحذر الدكتور خالد من تشبيه المرأة للرجل بشخص سبق لها معرفته أو بآخر ذي شهرة، لكنه متواضع الشكل أو أقل منه مظـهرا، إذا ما كـانا يـتشاركـان في خـفة الظـل أو الـلباقة أثناء التـحدث، حـيث يـقلل ذلـك من ثقة الرجل في نفسه ويـعـزز لديه الرغبة في إنهاء العلاقة، بالإضافة إلى عدم اختراق لحظات الصمت التي يمر بها أول لقاء بينهما والاكتفاء بابتسامة ونظرة هادئة، لأنهما بديلان إيجابيان عن الاستمرار في أحاديث ليس لها أي هدف سوى القضاء على المشاعر الدافئة التي يشعر به الطرفان.

ويضيف قائلا “إن جرأة المرأة وكثرة غضبها وصراخها في الأماكن العامة وعدم مبالاتها بمشاعر الآخرين، من الأخطاء التي تغضب الرجل منها وتعجل بإنهاء اللقاء بينهما سريعا، لذلك تجده يبحث عن امرأة خجولة تمنحه فرصة السيطرة العاطفية عليها ويرى من خلالها أنوثة تستطيع أن تملك قلبه وتأسره”.

أما الدكتورة زينة بهجت، استشارية الأمراض النفسية، فتشير إلى أن كثرة طلب المرأة خلال اللقاء الأول من الأخطاء التي تقع فيها وتعجل بإنهاء العلاقة بينها وبين الرجل، لأنها تثير انزعاجه وتوحي إليه أنها استغلالية، خاصة إذا كان من أصحاب النفوذ والمال، كما لا تفضل المرأة الارتباط بالرجل البخيل الذي يمنعها من الاستمتاع بمباهج الحياة ووسائل الترف، مما يؤدي إلى إنهاء اللقاء.

وتـؤكد أن شعور المـرأة بتردد الرجل في اتخاذ قرارات حياته أو عـدم قـدرتـه على قراءة مشاعره نحوها، من أهم أخطاء اللقاء الأول الـتي تقضي على رغبتها في استمراره، ويمكنها معرفة ذلك من خلال ارتـجاف الصوت وتذبذب نبراته، لهذا تفضل من يـتحدث إليها بصوت هـادئ ثـابت بنـظرات مـتكررة، بما يعني أنه يـدرك ما يريد مـنها.

21