أسباب كثرة الكلام

أسباب كثرة الكلام

كثرة الكلام

كثرة الكلام والثرثرة غير المفيدة غالبًا ما تكون في الحديث عن الآخرين وتترتب عليها أمور سيئة جدًّا ومؤذية مثل خيانة ثقة الصديق ونشر معلومات وأسرار حساسة، أو إطلاق الأحكام المتسرعة والمؤذية على الآخرين، وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص كثيري الكلام والثرثرة تكون لديهم مستويات عالية من القلق، وغالبًا لا لا يحظون بشعبية بين الآخرين، كما لا يمكن الوثوق بهم، لأنه من المؤكد أن العادات السيئة التي اقترنت بعادة الثرثرة وكثرة الكلام مثل إطلاق الأحكام السلبية ونشر المعلومات والأسرار هي أمور تؤذي الآخرين أو تثير استياءهم.


قد يتحدث البعض بكثرة في مجال إطلاق الأحكام السلبية على الآخرين واتهامهم بالسوء من أجل الشعور بالرضا بالانتقاص من الآخرين، لسد الفجوة التي سببها عدم رضاهم عن أنفسهم، وقد يكون السبب هو الرغبة بالاندماج بالآخرين إضافة لأسباب كثيرة ومختلفة، وفي حال التقى الشخص بشخص آخر كثير الثرثرة والكلام يجب أن يقطع عليه الطريق ولا يفتح له المجال في متابعة حديثه، كأن يطلب منه تغيير الموضوع أو التحدث بأي شيء آخر مفيد وبعيد عن الثرثرة، كما يمكن دعوته إلى ترك الحديث السلبي عن الآخرين، إذ إنّه يجلب الضيق والانزعاج، ويمكن لهذه العبارات المختلفة أن توصل معلومة مهمة لذاك الشخص مفادها أن من يستمع له رافض لقوله ولا يريد منه أن يتابع ثرثرته عن الآخرين[١].


أسباب كثرة الكلام

الكلام السلبي والثرثرة له أسباب مختلفة ومن أبرزها ما يلي[٢][٣]:

  • تغذية الغرور والأنا، والرغبة الدائمة في تحسين الصورة أمام الآخرين، فالكثير من الناس يهتمون بالفكرة التي تتشكل عنهم في عقول الناس، ومن أجل ذلك يصبحون كثيري الكلام عما يملكون وما يعلمون على أمل أن ينالوا إعجاب من حولهم، وليكونوا محط أنظارهم طوال الوقت.
  • تحقيق بعض الأهداف الاجتماعية مثل فرض الحضور أو لعب دور المثل الأعلى والقدوة أو تعليم الآخرين بعض الأمور.
  • الرغبة في الفضفصة، فبعض الناس تكتم الكثير من المشاعر والآلام وتحتاج إلى فرصة مناسبة من أجل أن تبوح وتتكلم بكل ما لديها حتى لو لم يكن هذا الكلام مثيرًا لاهتمام الآخرين، فالهدف الحقيقي من الكلام هو قتل الحزن الداخلي.
  • الخوف من المجهول، فكثير من الأشخاص يلجؤون إلى الثرثرة وكثرة الكلام من أجل الحصول على معلومات أكثر في مواضيع تسبب لهم القلق، فيكثرون الأسئلة المباشرة وغير المباشرة للشعور بالاطمئنان تجاه ما يجهلونه.
  • الرغبة في الاندماج مع المجموعات، فكثير من الأشخاص لديهم رغبة ملحة في الانتماء لمجموعة ما سواء في العمل أو في العائلة أو بين الأصدقاء، وقد يكون هذا الشخص لا يمتلك أي معلومات يناقشها أو يتحدث بها، ومن أجل هذا تكثر الثرثرة والحديث دون أن يكون لدى الشخص أي معلومات موثوقة لكنه يتحدث لأجل الحديث ويثرثر ظنًّا بأن هذا سيجعله جزءًا من المجموعة.
  • الرغبة في الاتصال والشعور بالألفة مع الآخرين، فالإنسان بطبيعته كائنٌ اجتماعي، يحب الاتصال والتواصل وتبادل الحديث والمشاعر مع الناس، وهذه الرغبة ربما تجعل منه شخصًا كثير الكلام دون أن يشعر، فيتحدث إلى هذا وذاك وأحاديثه في المجمل مطولة، وهذا الأمر يُشعره بالمتعة لكنه في الغالب ما يسبب لمن يسمعه النفور والملل.
  • الرغبة بإقامة علاقات مع أشخاص معينين، وإثبات أنهم جديرون برفقتهم أو صداقتهم، ويبالغون في الكلام من أجل إبراز ثقافتهم وما لديهم من معلومات ومعرفة، وهذا الأمر يجعلهم يبدون مملين وأصحاب ظل ثقيل على الآخرين.


الآثار المترتبة على كثرة الكلام

كثرة الكلام تعود على الشخص نفسه وعلى من حوله ببعض الآثار السلبية، وفي الحقيقة إن كثرة الكلام لا يقصد بها فقط الكلام اللفظي، فهي تشمل الكلام على وسائل التواصل الاجتماعي والكلام عبر وسائل الإعلام، ومن أهم الآثار السلبية لهذه العادة نذكر ما يلي[٤]:

  • انتشار الأكاذيب والشائعات، فالحديث الكثير يفتح الباب أمام الكلام المغلوط والأخبار الزائفة بالتفشي بين الناس، لأن الحديث في الغالب ما يبدأ بأمورٍ صغيرة وبسيطة ولطيفة، لكن كثرة الثرثرة تفتح الباب أمام التزييف والإشاعات بالتضخم والانتشار.
  • كثرة الكلام فيها تقطيع وتدمير لأواصرالصداقة، لأن المتحدث يحاول في بعض الأحيان الإساءة إلى الآخر لأن هذا قد يولد لديه ثقة عالية وإرضاءً للأنا مما يجرح الآخر ويؤذيه ويتسبب تدريجيًّا بهدم العلاقات الجميلة.
  • الثرثرة الزائدة وكثرة الكلام تخلق ثرثرة جديدة، فالإنسان عندما لا يجد رادعًا له سواء كان رادعًا أخلاقيًّا أو دينيًّا يوقفه عما يفعل سيظن دائمًا أنه على حق ويستمر في الثرثرة وكثرة الكلام وتنتشر هذه العادة كما لو كانت عادةً طبيعية.
  • كثرة الكلام تولد داخل الشخص حبًّا للتهكم على الآخرين فقط من أجل الكلام، وقد يصل به الأمر إلى التهكم على سلوك والديه أو التعليق على ملابس أستاذه دون مراعاة لأي أخلاق أو ضوابط، فقد أصبح أسيرًا لرغبته في كثرة الكلام ولم تعد الأخلاق أو حتى حبه لهؤلاء الأشخاص رادعًا له.
  • التأثير على سعادة الآخرين ومزاجهم، فكثرة الكلام على الناس تتسبب في إحباطهم وتوليد مشاعر سلبية ربما لا يبوحون بها لكنها تؤلمهم كثيرًا.


الكلام النافع

من أهم الأمور التي يجب الإشارة لها أن الاستماع هو الوسيلة الفضلى والأقوى التي يمكن من خلالها الوصول إلى الحقيقة الكاملة من مصادرها الحقيقية، وطبعًا الاستماع لا يعني الاكتفاء بمصدر واحد، بل يجب البحث في كل المصادر الموثوقة لاستخلاص المعلومة الحقيقية، وبناءً على المعلومات المجموعة من هذه المصادر تستنتج الحقيقة، إذ إنّ كل الحقائق التي جُمِعت بالاستماع الدقيق والبحث يمكن التعبير عنها بكلمات مختصرة ودقيقة دون ثرثرة أو كلام ممل ومبالغ فيه، ولأن الاستماع هو أساس الحديث الموزون والنافع فإن من لا يتقن مهارة الاستماع واختيار المصادر الموثوقة ستصدر عنه كلمات غير مسؤولة، ومن اعتاد أن يستمع قبل أن يتحدث، فإنه سيتمتع بثقة أكبر بما يقول وفي الغالب سيختار كلمات أقل لإيصال أفكاره بعكس من يبحث عن كلمات أكثر لإثراء الحوار حتى لو لجأ إلى الكذب والتزوير والتدليس لأنه لا يملك فعلًا ما يقوله[٥].


المراجع

  1. "Couples Solutions", sowhatireallymeant, Retrieved 22-10-2019 .Edited.
  2. "Top 4 Reasons Why People Gossip at Work", choosepeople, Retrieved 05-10-2019. Edited.
  3. " Why do we like to talk - The psychology of talking", 2knowmyself, Retrieved 07-10-2019 .Edited.
  4. "5 CONSEQUENCES OF GOSSIP", therebelution, Retrieved 05-10-2019 .Edited.
  5. "Effective listening is more important than talking", worksmarterstressless, Retrieved 05-10-2019 .Edited.

فيديو ذو صلة :