الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع عقد النكاح عن طريق النت

السؤال

أنا شاب مسلم من إحدى البلدان العربية. تعرفت على فتاة مسلمة من بلد عربي في أحد المواقع الاسلامية للزواج، وناقشنا كل المواضيع والترتيبات المتعلقة بالزواج على المسنجر، ونادرا جدا كنا نتطرق الى الأمور الجنسية؛ لأننا اتفقنا بأنه إذا فعلنا ذلك فسوف نفقد احترامنا لبعضنا البعض. حددت لها تاريخا محددا للذهاب لخطبتها وفعلا تم ذلك. أقمنا حفلا صغيرا في بيتهم وبقيت معهم لمدة أسبوع تقريباً، وفي أحد الأيام طلبت مني الفتاة ان تأتي وتنام معي، ولم أعارض ذلك لأنني في حقيقة الأمر كنت راغباً في ذلك أكثر منها. نامت معي تلك الليلة ومارست معها الجنس، ولكنني أفضيت بالماء خارجا لعدم حدوث الحمل في وقت لا نريده. وبعد أن انتهت إجازتي عدت إلى البلد الذي كنت مقيما فيه. زارني صديقان وشاهدا شريط الفيديو لحفلتنا وقالوا لي بأن كل الطقوس التي مارسناها في الحفلة تشبه طقوس حفلة الزواج. قالوا لي لماذا لم تأت بشيخ لتتزوجا زواجا شرعيا. قلت لهما والله لم أتذكر هذا الأمر وكنت أعتبر ذلك خطبة فقط على أن أعود مرة أخرى ليتم الزواج رسمياً. قال لي أحد الصديقين سأتصل بشيخ وعالم مسلم وأسأله إن كان يجوز لكما أن تعقدا عقد الزواج على الانترنت. وفعلا اتصل به وفتح لي سماعة الهاتف لأسمع ما يقول. قال الشيخ ما عليكما إلا أن تفتحا المسنجر مرة أخرى، ويأتي أبوها بشاهدين وأنا بشاهدين ومن ثم يقول "زوجتك ابنتي .............إلى آخره" وفعلا طلبت من والدها ذلك، وبعد يومين أعدوا عزيمة لبعض الشيوخ الذين كنت أسمعهم على المسنجر ينشدون أناشيد دينية ويقرؤون القرآن، وأحضر أبوها شاهدين وأنا ايضا جلبت شاهدين وقال أبوها بحضور الشاهدين عندي والشاهدين عندهم (4 شهود) قال: زوجتك ابنتي بمهر معجله ..... ومؤجله ..... على سنة الله ورسوله. فقلت: قبلت. علما أنها الابنة الوحيدة غير المتزوجة في البيت. بعد ذلك اعتبرتها زوجتي وأصبحت أنفق عليها عندما تحتاجني. وبعد فترة سافرت إلى بلدها مرة ثانية، وثبتنا زواجنا في المحكمة عندهم بشكل قانوني، وكانت تنام معي خلال إقامتي عندهم بصفتها زوجتي مع أنني في هذه المرة أيضاً أفضيت مائي في الخارج لأننا نعرف سلفا بأنه لا يزال أمامنا حوالي 5 شهور لتستكمل هي إجراءات من قبيل استخراج جواز السفر وانتظاري حتى آخذ إجازة لمدة حوالي شهر ونصف لنسافر معا إلى بلدي.
في الحقيقة لا أزال أخاف أن يكون ذلك العقد الذي أجريناه على الانترنت باطلاً، وأريد منكم أن تقولوا لي الحكم الشرعي في ذلك، واذا كان عقد الزواج الذي أجريناه على الانترنت فاسدا، ماذا علي أن أفعل لكي أصلح خطئي ويكون الزواج صحيحاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنريد أولا التنبيه إلى أن ما حصل بينك وبين تلك الفتاة من المعاصي ما كان ليحصل لولا التساهل في حدود الله.

والإشهاد على النكاح يكفي فيه عدلان ولا يلزم أن يكون أحدهما أو كلاهما من جهة المرأة أو الرجل، وأن خوفك من أن يكون العقد الذي أجريتموه على الانترنت باطلا هو خوف في محله، ولكن كان ينبغي أن يكون خوفك من الوقوع في الزنا الصريح أشد منه.

وفي خصوص ما سألت عنه فقد تضمن سؤالك عدة أمور وتفصيل الجواب عليها كما يلي:

1ـ لقد ارتكبت محرما بالتواصل مع امرأة أجنبية، وفي ذلك من المفاسد ما لا يخفى. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 10570. وخير شاهد على ذلك ما وقعتما فيه.

2ـ أن الخطبة لا تحتاج إلى حفل بل تحصل بتراضي الطرفين عليها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 131440.

وما ذكرته من الطقوس إذا كان قد اشتمل على اختلاط بين الرجال والنساء أو صحبه غناء محرم أو نحو ذلك....لم يكن يجوز فعله ولا تصويره ولا مشاهدته أو سماعه، ويجب إتلاف القرص المشتمل عليه أو محوه منه.

3ـ نومك مع تلك الفتاة معصية شنيعة، وما حصل بينكما من معاشرة قبل إجراء العقد زنا صريحُُ والعياذ بالله تعالى، فعليكما المبادرة بالتوبة إلى الله تعالي والإكثار من الاستغفار.

4ـ لا ينعقد النكاح بواسطة الإنترنت كما أفتي بذلك مجمع الفقه الإسلامي. وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 96558.

5ـ عليك الآن أن تقطع الاتصال بتلك الفتاة فهي أجنبية منك، وإن أردت العقد عليها فليكن ذلك بحضور وليها أو من ينوب عنه مع شاهدي عدل، وإجراء العقد بصيغة دالة علي العقد. وراجع الفتوى رقم: 7704.

ولا بد من استبرائها بحيضة قبل العقد عليها مع توبة كل منكما مما كان كما قال به بعض أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني