لماذا تكثر ظاهرة البحث عن الزواج عبر الإنترنت فى بلادنا وما هو السبب ؟

اثنين, 10/05/2020 - 13:46

 

انتشرت ظاهرة البحث عن الزواج فى العالم عبر شبكات التواصل الأجتماعي أنطلقت من آمريكا وأروبا وغيرها منذ سنوات عديدة بل منذ ظهور الشبكة العنكبوتية وكانت لها نتائج تتراوح بين السلبي والإجابي جمعت عائلات عديدة الكثير منها تفرق بعد الخلاف والقليل منها نجح بعد ذلك أنتشرت فى جميع انحاء العالم وفى البلدان العربية التى توصف بالمحافظة ، وتم استخدامها فى تواصل قد لاتكون له علاقة بالزواج وإنما الأعتداء الجنسي أو التواصل الجنسي خارج الإطار القانوني والشرعي ، وفى بلادنا ظهرت بكثافة فى هذا العام 2020 مما يطرح اكثر من علامة أستفهام ؟

أسباب ظاهرة البحث عن الزواج عبر الإنترنت

أولا الزواج غريزة بشرية لا غنى عنها ونظرا لتقلص مساحة التواصل البشري المادي  بين سكان المعمورة أحتاج  الناس إلى وسيلة للتعارف تربط بين الأجناس ووجدوا ضالتهم فى شبكات التواصل الأجتماعي ، رغم ما تحمل من مخاطر على بعض الفيئات العمرية المعينة ،

أما فى بلادنا التى ظهرت فيها هذه القضية بكثافة فى هذا العام قد يكون التباعد الأجتماعي والحجر الصحي خشية فيروس كورونا من اسبابها فلم يسبق أن رأينا فتيات ينشر صورهن فى بلادنا على شبكات التواصل ويطلبن العلاقات مع الرجال أو الزواج قبل هذا العام

وإليكم بعض ما قيل حول الموضوع :

يقول الدكتور محمد الشحات الجندي, عضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر:" إذا كان التعارف بين الشاب والفتاة عبر الانترنت يتم بنية جادة, وبقصد توظيف هذا التعارف في إطار الزواج, وإذا توافرت تلك النية لدى الطرفين فلا مانع من ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنما الإعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى".. وهذا ينطبق على أية وسيلة للزواج سواء كانت الكترونية أو غير الكترونية, كوسائل التعارف المباشر مثل الزمالة في العمل أو الجامعة أو النادي فهذه كلها في إطار الوسائل الحديثة للزواج.. فلا تختلف هذه الوسائل عن الانترنت فالحياة المعاصرة قضت وسائل جديدة لم تكن موجودة من قبل لأن الوسيلة من خلال شبكة التواصل الاجتماعي, هي وسيلة حديثة ولابد أن توظف توظيفا جيدا يتفق مع النية الحسنة للتعارف من أجل الخطبة والزواج الشرعي.. والدليل علي ذلك القاعدة الشرعية التي تنص على أن الوسيلة إلي الحرام حرام والوسيلة إلى الواجب واجبة والوسيلة إلى المندوب مندوبة والى المباح مباحة.. فالزواج هنا في حكم المندوب فأن استخدام الانترنت أو الشات من أجل الخطبة فهي حلال شرعا, ما دامت النية جادة حول هذا الزواج من كلا الطرفين, فنحن أمام عالم متغير فلابد أن تتوافر النية السليمة لدي الطرفين بهدف الزواج.

وأضاف الدكتور الجندي أن هناك قواعد وضوابط تحكم الزواج عن طريق التعارف من خلال الانترنت بداية بالخطبة حتي الزواج أهمها المكاشفة والمصارحة بين الطرفين والحرص علي الصدق وتقديم الحقائق عن كل منهما.. وهذا ما يتوقف عليه نجاح او فشل الزواج وان يأتي الثمار المرجوة منه, وأن تكون النية جادة بينهما, وان تقوم وسيلة التعارف علي المصارحة والمكاشفة والصدق بين الطرفين بهدف الزواج, وان يعلم الأهل بذلك خاصة أهل الفتاة.. وألا يكون هناك إخفاء من جانب الفتاة على أهلها وتخبرهم أنها سلكت هذا الطريق بهدف إفساح المجال للاقتران بشريك حياتها, وألا تتضمن مثل هذه المحادثات بينهما أي حديث يتضمن إسفافا أو مخالفات شرعية كأن يتم تبادل الصور الشخصية من جانب الفتاة لأنهما طرفان أجنبيان عن بعضهما وألا تتضمن ألفاظا تخرج عن المألوف بينهما.

محظور شرعا...

من جانبه يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس, أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر:"أن محادثات الشات عن طريق التواصل الاجتماعي بين الفتى والفتاة بقصد الزواج لا يجوز شرعا.. وذلك أن العلاقة بين الفتى والفتاه الأجنبية عنه على أصل الحرمة ومن ثم فأن إنشاء علاقة عن طريق الفيس بوك حتى ولو كانت بهدف الزواج فأن هذا حرام شرعا تحكيما لأصل العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه،مضافا إلى هذا أن إنشاء علاقة على هذا النحو لا توصل إلي الغاية المرجوة منها.. وذلك لما ثبت أن التعارف بين الطرفين علي هذا النحو يكون في الغالب تغريرا وغشا بين الطرفين للطرف الأخر منهما, وإذا تم الزواج في ظل الغش والكذب بينهما فإنه لن يدوم طويلا..وإنما سينتهي بمجرد أن يبدأ إذا قدر له البداية, وفي الغالب لا يبدأ هذا الزواج باعتبار أن كل طرف يتشكك في الطرف الأخر كم مرة تحدث مع طرف أخر بهدف الزواج, ومثل هذا أذا بدأ الزواج به فأنه سرعان ما ينتهي ولا يستمر.

وتابع الدكتور عبد الفتاح إدريس قائلا:ان الواقع المشاهد والتجارب المتكررة, تبين أن هذه العلاقات التي تتم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تسعي إلي تضييع الوقت مع الطرف الآخر مما يؤدي إلي مفاسد كثيرة نعلمها جميعا.. وإذا كان الشارع الحكيم قد سد كل السبل أمام المفاسد فأن من أعظم المفاسد أن يتم إنشاء علاقة بين طرفين بهذه الطريقة حتي لو كانت بهدف الزواج الذي يرغب فيه كلا الطرفين واصدق مثال علي ذلك أننا لم نشاهد حالة زواج واحدة ناجحة تمت بهذا الطريق وحتي إن وجدت فأن هذا لا يكفي للقول بحله فالأمر فيه علي الحظر ولا يباح بأي حال من الأحوال.

ضعف الوازع الديني...

وتشير الدكتورة الهام شاهين, مدرس العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر, إلى أن الإسلام أمرنا بالتعارف بين الناس وانه لابد أن يكون هذا التعارف قائما علي التقوي, وان يعرف الجميع أن الله مراقب لنا في كل أفعالنا لقوله تعالي: يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. فإذا كان الغرض شريفا وقائما على رضى الله سبحانه وتعالى فأنه يحدث للأسف مع ضعف النفوس وضعف الوازع الديني وتسلط الشيطان على أعمال الناس, فلا يحدث الزواج من أجل التعارف إنما يحدث التعارف من اجل إقامة علاقات محرمة أو بهدف التسلية, ونري أمامنا تجارب كثيرة لفتيات وسيدات وقعن فريسة للرجال خدعوهن بهدف الزواج إنما كان الهدف الأساسي هو إقامة علاقات محرمة لأنها تصدق ما يقال لها وليس لديها أية نوايا سيئة. كما أن هذا التعارف يقوم علي العديد من المعلومات الخاطئة. وفي ظل التدهور الأخلاقي الذي نعيشه, لا يجوز إقامة أية علاقات سواء كانت تعارف أو غيره إلا بغرض المنفعة وتبادل المعرفة ولقضاء المصلحة فقط. ولذلك فأنه من باب سد الذرائع والمفاسد لا يجوز إقامة علاقة بين الرجل والمرأة على صفحات التواصل الاجتماعي طالما كل منهما غريب عن الأخروليعلم الجميع أن الزواج عن طريق الانترنت فاشل لما ينطوي عليه من غش وتدليس وفساد ويجعل التعارف بينهما من خلال الانترنت فقط ولا يكفي بأي حال من الأحوال لكشف شخصية الأخر لكي يتم الزواج الناجح وكما قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم الشيطان يفتح سبعين بابا من أبواب الخير ليلج منه إلي باب واحد من أبواب الشر

على مدار الساعة

فيديو